dimanche 14 novembre 2010

الحبّ الأزلي

يقول الزّمن أنا أدقّ الأبواب ومن يفتح لي
أدخل لأتعشّي معه
لا لكي أتعشّي به ولكن لأكون صديقه
يعني ذلك الزّمن والإنسان يصبحان أصدقاء
فالحبّ هو الزّمن والزّمن في العادة
عدوّ الإنسان وليس حبيبه

قبل دخول الحبّ، العقل أعمى والقلب أعمي
العقل لا يفكّر والقلب لا يشعر والعيون لا تري
والكلمات تتطاير من الأفواه هراء
الحبّ يدخل للعقل مثل الضّوء
فيفجّر ظلمة العقل فتتفجّر من العقل
أضواء وأنوار

ويبدأ الإنسان يطرح في أسئلة
أوّلها من أنا؟

هذا السّؤال يضع الإنسان
في حرب يوميّة مع الزّمن

فيقول له يا زمن أنت خلقتني لكي تأكلني
فيجيبه الزّمن وهل أنت حيوان تأكل
يصرخ الزّمن في ظلام عقل الإنسان
بعنف وعيناه زائغتان

ثمّ يستحيل إنسان مصلوب
على خشبة الميزان

يقول الزّمن للإنسان" أنت خائن
فيمتلئ قلب الإنسان غيوم ودخان
يسأله : هل أنت إنسان
وماذا فعلت بجسد الإنسان؟
عقل وشعور وكلمة ويدان
أمام الزّمن الفداء، أمام الحبّ المصلوب
الإنسان ماذا يمكن له أن يقول؟
وهو الّذي تجسّد
على شكل إنسان ومات لأجله

حرّرني يا زمن برغم أخطائي؟
في الحقيقة أنت المصلوب على الصّليب
أيّها الإنسان
ويداك مسمّرتان على عود الشّجرة
لكي تصبح حرّا كالعصفور وليس الحبّ
الحبّ ضوء وماء والزمن كذلك
الحبّ شمس وبحر والزّمن كذلك
الحبّ كلمة وروح ـ الحبّ هو الظّل
كيف يمكن لك أن تصلبه، أو تسمّر يداه
فكيف يموت الخالق لأجل المخلوق
فالمخلوق هو الّذي يموت لأجل الخالق
الإنسان هو الموت في سبيل الحبّ
الغيم متراكم في رأسك أيّها الإنسان
وأنت تسأل من هذا الحبّ الّذي سأموت لأجله
هل أموت لأجل البحر؟ هل أموت لأجل الشّمس
هل أموت لأجل الهواء، هل أموت لأجل التّراب
وحين أنظر للحيوانات لأجل أيّ حيوان أموت
أجمل الحيوانات في الأرض هو الإنسان
وأقرب حيوان لنفسي هو الإنسان الحبّ
فهل في حياتي إنسان يستحقّ أن أموت لأجله
نعم الحبّ هو الموت لإجل الآخر
الّذي مات لأجلى هو اللّه الزّمن الّذي تجسّد إنسان
وهو القادر أن يتجسّد في كلّ شيء لأنّه حيّ في كلّ شيئ
وهذا الزّمن علىّ أن أجسّده إنسان أحبّه وأعشقه
لأنّ الزّمن لا يمكن لي أن أعرف وجهه
لأنّ الحبّ لا يمكن لي أن أعرف له وجه
فهل البحر أو الشّمس لهما وجه وملامح كالإنسان
هذا الإنسان عليّ أن أختاره بكلّ حريّة وأموت لأجله
وهذا الإنسان يجب أن أشعر أنّني معه واحد
فالظّل المرافق شكله إنسان، هو الرّوح والكلمة
فلا بدّ أن يكون في الحياة إنسان يحتاجني روحا وكلمة
وأحتاجه مثل إحتياج الضّوء للماء والماء للضّوء
فأنا ضوءه وهو مائي
والحياة بدون حبّ صحيح
صحراء بلا ضوء وماء
فما دمنا في هذه الحياة ضائعون
نصارع من أجل حيازة أكثر ما يمكن من الأموال
فالزّمن يراقبنا برنين الضّوء والماء والكلمات
لكي نبكي على الإنسان الحبّ بحرقة الموت
لأنّنا لا نعرف ما معني الحبّ وما معني الإنسان
فهذا الضّوء وهذا الماء وهذا العقل وهذا الشّعور
يجولان داخل الأجساد، ويعبّران عن حقيقة الإنسان
من خلال العيون والكلمة
العينين والكلمة يبوحان بكلّ ما في الإنسان
من طيبة ومن شرور
تري عيون تحرق من شرّها وبغضها وجبروتها
وعيون حالمة تنطق بالسّعادة من تحت الجفون
إذا الجسد يتألّم وليست الرّوح
الجسد يموت وليس الكلمة
الإنسان يموت لأجل الزّمن
وليس الزّمن يموت لأجل الإنسان
فمن هو الخروف هو الإنسان
ومن هو الشّيطان هو الزّمن، هو الظّلّ
هو الرّوح الّذي يرقب الإنسان
فهل نعشق شبح إسمه الزّمن أو نعشق الإنسان
لا يجب أن نستمع لكلام
الزّمن لنقتل الإنسان الجميل
لأنّ هذا الشّبح يمكن أن يحوّلنا
أيّ شيئ آخر إلاّ إنسان
فهو يكرهنا لأنّنا من طينة مهترئة
ونحن نكرهه لأنّه من نار
فالحبّ رحمان رحيم وشيطان رجيم شديد العقاب
والحياة غربال فهناك من هم
مع الشّيطان وقتل الإنسان
لأجل الحرب وسفك الدّماء
وهناك من هم مع الإنسان وقتل شبح الزّمن
وتجسيده بالإنسان لأجل الحبّ
سلاح الزّمن هو المال والأنانيّة
والحرب وكلّ ما هو شرّ
وهذه الأشياء لا تحافظ
على علاقة صادقة ووفيّة
بين المرأة والرّجل فهما دائما يعيشان
المرارة واليأس والموت
لذلك البطولة الوحيدة هي أن يموت
الإنسان لأجل إنسان يعشقه
ويرتاح معه لأنّ المال والحبّ
شيئان لا يلتقيان
إمّا مع المال وإمّا مع الحبّ
وإمّا المساواة بينهما أي لا يطغي
أحدهما على الآخر
فطغيان المال والسّلاح والحرب
على النّاس الفقراء
سبّب طغيان الماء والثّلوج، والفيضانات
على النّاس الأغنياء

Aucun commentaire: