mardi 23 novembre 2010

البحر والإنسان

البلاغة من البحر لها رائحة
التّبغ في أفواه العاشقين،
تصنعها مرارة الحقيقة

قلوب مليئة بالهموم وعيون محمرّة
تشتعل كالجمر في يوم يقظ،
القلوب خزائن الوجد

في كلّ قلب غيمة لا تزول
والبحر ينتفض في مخاض شديد
لأجل ميلاد جديد

كلّ واحد يستمع لغيمته،
من الكلمات كلّ إنسان له سجلّ ذهبي

وكتاب يروي له كلّ المشاهد الّتي مرّ بها في الحياة
البحر في شكل ذاكرة ينتفض والإنسان في مخاض،
يريد بريقا واضحا للحريّة

لا حريّة للإنسان في السّماء
و لا في الأرض والخطوط ضائعة،
تاه الإنسان يبحث عن نفسه من خلال الأديان

تجمّلي يا كلمة الأحرار، تجمّلي بالأحمر والأبيض
فأنت العلم وأنت الهمم والذّمم

وأنت الشّروق وأنت المغيب،
أنت الإنجيل والقرآن
وأنت القداسة والكرامة
لفافة أنت يدخّنها البحر، إلي حين يحضر الزوّار
إلى حين يحضر الضّيوف
فالميلاد الحقيقي بالرّوح والكلمة،
إرادة الحياة كلمة فوق رؤوسنا
برعدها وبرقها وريحها

درّبوا نفوسكم على عدم الصّدق والوفاء
وأجعلوا البحر يبيع السّمك

لأرض قانونها حوت يأكل حوت
وقليل الجهد يموت

لسانكم أطول من ربطة العنق
حين تتكلّمون على الإنسان
وحق وحريّة الإنسان

لا يفهم لغتكم إلاّ الشّمس والبحر
فيحوّلان شكل الإنسان إلى أشكال من اللّحوم

تباع مثل بضاعة في الأسواق السّوداء
في اللّيل والنّهار
اللّحوم بظاعة للإستهلاك,
لغة الشّمس والبحر لا يفهمها السّلاطين،
هذا البحر سوق نلبس منه ما نريد

فنحن نبيع الحبّ ونشتريه بالمال
وهو يبيع الإنسان ويشتريه
بالكلمة والرّوح
فالعملة الصّعبة بالنّسبة للبحر
هي الكلمة والرّوح

وحسب صدق ووفاء الكلمة والرّوح
يكون صدق ووفاء اللّباس والجلد

نار هذه الكلمة في السّوق تبحث عن الأكل
أمامها تركع الكلمات، ويصرخ
كلّ من حاول الصّعود للسّماء

سقوط الإنسان على الأرض كان أمرا مقضيّا
خبزه منقّع بسفك الدّماء والجريمة
عندما يبسط اللّه للإنسان غيمته الخاصّة في الحلم
على هذا الإنسان أن يبحث عن لباسه الحقيقي،
إرادة الحياة حريّة، وهذه الحريّة
هي بألوان قوس قزح

يعطيها البحر للإنسان حسب الخير والشّر
المستبان في غيمته وكلمته وروحه

قليلون من عدلوا في الحياة،
آمنوا وناموا مطمئنّين

كثيرون من ماتوا بلا ذنب أبرياء
الخوف من الغرائز السّاكنة فينا
حين يشبع الإنسان غريزته يلعنها

والكلام يصبح مقرفا،
في القلب جبال من الكلمات

وفي الكلمات حكايات،
وفي الحكايات غيوم سوداء وبيضاء

البشر يعطون للحبّ اللّون الأحمر والأصفر
لون الحرب والغيرة
البشر يعتقدون أنّ الشّرف هو سفك الدّماء
والحريّة تعطي بالقتل وليس بالقول والفعل
إذا مشكلة الحريّة للإنسان لا حلّ لها؟
أليس لنا خروج من هذه العبوديّة؟
فالحكم بالموت صادر ضدّنا من قبل الولادة

ونحن أحياء كأموات، ما هي الحياة بدون حريّات،
هل هي الحريّة
مجرّد مادّة تعصف بنا جوعا وغبارا،
نحتمي بها لتنجّينا من العواقب

أليس الحبّ ممتدّا على كامل الأرض الواسعة،
له شمس واحدة وماء واحد وهواء واحد وتراب واحد
كيف جعلناه في الأسفل من كلّ شيء

من جمهرنا وجعنا كالتّراب بعضنا فوق بعض
اللّه يفضح الجمهور والجمهوريات
ويفضح القوانين الّتي تقود الإنسانيّة

إلى كثبان من الرّمال لأجل المال والمصلحة
الحبّ خلافا لقوانين المال ليس فيه

تشريعات ولا قوانين، وليس له وطن،
الحبّ حريّة وتكوين عاطفي وفكري

الحبّ محرّم في التّشريعات الماديّة
الحبّ ليس إلاّ عبد نقضي به مصالحنا

ونلوّن به طبائعنا،
الكلمة خمرة الحبّ المقدّسة
وركعة الحبّ المقدّسة
قال التّوحيدي في كتابه الإمتاع والمؤانسة

إنّ أنواع الحيوان الكثيرة مؤتلفة في الإنسان
نعم هي غمامات وكلمات فوق رؤوسنا
والصّوت مخيف ومرعب

الرّعد ليس صوت الإنتخابات
وإنّما هو صوت من يعرف حقيقة

صناديق الأموات، ماذا فيها
وماذا تحمل من سواد
إجعل رأسك يا صديقي فوق التّراب ونم

فأنت الآن في يوم إنتخاب
كيانك مليئ بجميع الحيوانات،
فأيّ حيوان تنتخب، وأيّ الحيوانات تمجّد

ومع أيّ جمهور من الحيوانات
تختار أن تكون

إن كنت ستختار الإنسان
فالإنسان الحرّ لا يحكم ولا يحبّ من يحكمه
لا يظلم و لا يحبّ من يظلمه
لا يعتدي على الغير ولا يحبّ من يعتدي عليه
حارس الصّندوق أمين جدّا،
ولا يعطي إلاّ حقيقة ما يوجد
في الصّناديق،
حارس الصّندوق هو الماء والضّوء السّاكن فينا
فهل يمكن الكذب على الزّمن المرافق في صورة ظلّ
حارس الحبّ لا يكذب، لأنّه الصّوت الّذي نتكلّم به
عمله هو إنتخاب الإنسان من الحيوان
وإنتخاب عمل النّحل من عمل النّاموس والذّباب
فعمل يعطي الشّفاء وعمل يسبّب الأمراض النّكراء
هناك قرص فيه الدّاء وقرص فيه الشّفاء
وتبحت في أعماقك عن تفسير
لهذا العشق الإلاهي للإنسان
فتعجز،
لكنّك تدرك جيّدا أنّ الإنسان الحقيقي الحرّ
يستحقّ العشق والتّقديس والتّكريم

بأصابعه فقط يعمل لك أشياء تجعلك تعشقه
فماذا فعلت بالإنسان أيّها الإنسان
شيّدت له من وجع الظّلم والقهر سجن
وقلت إنّه نظام وعدالة وأعطيته أوراق

تثبت أنّه مواطن حرّ وهو سجين؟
وشيّدت له السّجون والمستشفيات

والمقاهي والحانات والمواخير
ماذا لو قال لك المسيح إنّي مع من تحرّورا
من الوحشيّة والظّلم والعبوديّة
وأصبحوا يستحقّون كلمة وروح الإنسان الحرّ
ماذا لو قال لك الرّسول
إنّي مع توحيد القبائل والشّعوب
ولست مع التّفريق والتّقسيم
ماذا لو قال لك المسيح إنّ موتي وقيامي
من أجل سماء بلا حدود
ماذا لو قال لك الرّسول إنّ حربي وحبّي
وموتي وقيامي من أجل أرض بلا قيود
ماذا لو قال لك المسيح والرّسول إنّنا
رسل اللّه الحرّ؟
خفق حلم الحريّة، مع عبادة المال ورأس المال
وجفّ سيل حبّها العارم يتدفّق آهات

وحروب ودماء وأوجاع، الموت، الموت، الموت
للحقّ والحبّ والحريّة
ولا قدرة لك بالخلق أيّها الحاكم
سبحان اللّه كم أنت قادر على القتل والقهر والقمع
شيّدت خيول جافلة وأخري لها ألسنة تتقن زيف الكلام
وتبيع لأجل مصالحها راية العزّة والكرامة الإنسانيّة
وفرحت بحبّ زائف هو في حقيقته خوفا أو طمعا
ما كان الحبّ يوما جلاّد، يصنع الهراوات الجميلة
فكيف أصبح هذا الحبّ يصنع ملابس الشّقاء الزّرقاء
في هيئة أجساد، الحبّ له ملك لا يبلي
وسلاحا يستخلص الدّروس ممّا حدث في الحياة
من مواطن الشّغل،
الحبّ بناء وتكوين لميلاد جديد حرّ

يا لطيف تذكرة الطّائرة مكلفة على المسافرين
فكيف المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين
كلّ هؤلاء المعتقلين أهل وإخوة
يريدون الأرض جنّة يطيب فيها العيش

دعوة إبراهيم عليه السّلام كانت
اللّهمّ إحعل هذه الأرض آمنة

وأرزق أهلها من الثّمرات والخيرات
دعوة إبراهيم كانت الجنّة والأمن والسّلام
دعوة رأس المال كانت اللّهمّ إجعل الأرض
فرق ومذاهب وملل و قبائل وشعوب

وإرزقنا بالهراوات والسّلاح والمال
كي نكسّر ونهدّم
ونشرّد ونجوّع وتسفك الدّماء،
فالإنسان أمام المال لا يسوي شيئا
دعوة رأس المال كانت النّار والفتن والحرب
لأجل المال والمصلحة
إنقلب كلام اللّه والأديان وصفّق النّاس
للمال حتّي تهرّأت أياديهم

هل تصدّقون أنّ الإنسان اليون
أصبح يدفع الرّشوة
كي يقوم بكلّ شؤون حياته
هذه الرّشوة للمحامي ، للمعلّم، للنّفابي، للطّبيب،
ما عدا البعض والشّاذ يحفض ولا يقاس عليه
الإنسان أصبح يدفع الرّشوة لكي يعمل ولا يجد عمل
المرأة صوتها عورة، وكلامها عورة وجسدها عورة
والشّمس صوتها ماذا إذا ؟
، صوتها عورتكم جميعا

غمامة سوداء، بناها الزّمان لترافقنا مشكورة
بجيش أوّله من عندها وآخره من عندها
جيش قادر أن يهدّم عرش الإنسان ويبنيه
حسب ما هو موجود في الصّندوق أي في القلب
فالقلب الجيّد في التّراب الصّادق جيّد والقلب السّيئ
في التّراب سيّيئ
جيش اللّه محمّل بالخبرة والخلق وليس بالسّلاح
جيش ينشد الحريّة وليس العبوديّة
جيش يعمل لأجل الجمال وليس لأجل المال

التّعاون هو الّذي يصنع الإنسان
وليس الإنسان يصنع التّعاون

إرادة الشّعب هي إرادة الحبّ،
وإرادة الحبّ هي إرادة الحياة

من هو الحاكم إذا؟
الحاكم إمّا مع الشّعب أو ضدّه
إمّا يبني أو يهدّم
إمّا حبّ وإمّا حرب،
إمّا عادل وإمّا مصّاص دماء
كذلك اللّه مع الإنسان إمّا حبّ وإمّا حرب
بالحبّ تكون أيّها الإنسان أو لا تكون
فيجب أن يكون الشّعب هو الحاكم
والحاكم هو الشّعب

الشّجرة تزهوا بالعصفور
والعصفور يزهوا بالشّجرة

المساواة تزهوا بالحريّة
والحريّة بالمساواة

كذلك بالنّسبة للحبّ
الرّجل بالمرأة والمرأة بالرّجل

هما الإثنين إنسان والحبّ إنسان
هذا الحبّ رحمان رحيم
فكلّ صباح يمحي للإنسان
ماضيه الأسود إن قرّر أن يتحرّر
من عبادة المادّة وشرورها،
فالمادّة تحوّل الإنسان حيوان بما تفعله
فيه من مغريات كاذبة تجعله يندم فيما بعد
عير قادر أن يضحك أو يبكي
فقد عاش في الحياة إنسان أعمي لا يعقل ولا يشعر
عاش كالحيوان بالغريزة لا يعرف للحبّ معاني العمل
والعطاء والصّدق والوفاء

Aucun commentaire: