mercredi 17 novembre 2010

الحياة والموت

غالبا ما نشعر بالوحدة يجلس الموت ضدّنا متبجّحا في خواء
متفرّدا بنا بوجه لا يوحي بالصّداقة،
شيئ ما باطني يجعلنا
خائفين، متألّمين، نصرخ،
نغضب، نبكي، نتوجّع
شيئ يعيش معنا كالرّيح، كالرّوح،
يأخذنا في النّهار ويرمينا في اللّيل
كالأشلاء، يأخذنا في الحياة
ويرمينا في الموت
لسنا إلاّ عجينة مهترئة من تراب وماء
كيف إستولي علينا مؤقّتا؟ وبأمر من؟
لا شكّ أنّه بأمر زمن أبدي لا يموت
هذا الزّمن المؤقّت إن تجاهلناه يتجاهلنا
وإن نفيناه لا يتعاون معنا على النّصر
رسالته في الحياة هي الأعدام ما عدا الصّادقين
يعذّبنا بكلّ الأشكال لأنّه يشعر أنّه سجين
لا يتحرّر إلاّ حين ينام الطّين والماء أو يموت
دائما يعلن إنقلابه علينا فننهض على مزاجه المتقلّب
العاشق لقتل الإنسان الجسد ( الطّين والماء)
فهو لا يثق في الإنسان
فهذا الإنسان بالنّسبة إليه طمّاع وجبان
وعاشق للمصلحة، على حساب تضحياته
هل يعقل لهذا العابث أن يحكم بالإعدام على الزّمن؟
له أن يكون ما شاء إلاّ إنسان
نعم أرهبه ، ولا أثق فيه، لأنّه كاذب وخائن
ولا يشعر بأيّ خزي ولا ندم، حبّ خائب
من جنس خائب ، من رماد وفحم وسواد
جنس كلّه كذب، وكلّه خيانات
ما هو الإنسان بالنّسبة لك يا زمن
هو كلمة وروح هو نفس
وما دورك أنت؟
أملأ له الكأس بالشّعير و العنب المعتّق
وأجعله يركع على التّراب
ويبكي على نفسه بكاء السّحاب
أنا أعمل لأجل النّفوس الّتي تستحقّ الحياة
والنّفوس الّتي تستحقّ الموت
الصّدق والوفاء حياة، الكذب والخيانة موت
النّفوس الّتي تستحقّ الحريّة
والنّفوس الّتي تستحقّ السّجن
أعطني مساعدة
لم تلحّين؟
يدك اليمني صدق ويدك اليسري وفاء
اليمين واليسار صدق ووفاء؟
هما الحرب، هما الضّرب ، هما التّصفيق
هما التّعاون، هما هما هما
ما خلقا إلاّ لأجل الصّدق والوفاء
التّراب صدق والماء وفاء
الرّوح صدق والكلمة وفاء
قل لي لأجل من تعمل مع التّراب والماء؟
لأجل الجنّة في الأرض والسّماء
لا ينجوا من الموت إلاّ الصّادق
لأنّ التّراب صادق
لا ينجوا من الماء إلاّ الصّفاء
لأنّ الماء وفاء
الرّوح والكلمة يعملان
لأجل الصّدق و الوفاء
إذا كلّ الأشكال التّي هي على التّراب
وكذلك في الماء هي نتائج الصّدق والوفاء؟
من أنت يا زمن أنا الحبّ والحرب
الحبّ على الأرض لا يكون مثمرا
إلاّ على أساس الصّدق
ما تسمّونه صداق
الحبّ في السّماء لا يكون مثمرا
إلاّ على أساس الوفاء
والصّفاء الرّوحي
فنار الحبّ نور أساسه الصّدق
ونور الحبّ أساسه الوفاء
أمّا الحرب فأساسها الكذب والخيانة
فنار الحرب هي قتل الإنسان بالسّلاح والمال
الحرب لأجل الموت، الموت حقّ التّراب
الحبّ لأجل الحياة
الرّوح نار ونور
الكلمة نار ونور
التّراب موت وحياة
الماء موت وحياة
التّراب سجن وحريّة
الماء سجن وحريّة

Aucun commentaire: