lundi 8 novembre 2010

المدينة الفاضلة

كلّ مدينة هي قطار ومسافرين
كلّ مدينة هي معلّم وصفوف تلاميذ
كلّ مدينة هي شمس هي بحر
هي تراب هي هواء
إلى أين تمضي بالمسافرين يا سائق القطار ؟
إلى أين تمضي بالتّلاميذ يا معلّم ؟
إلى أين يا طبيب، يا مهندس يا يا يا إلخ
لنسأل البرّ ماذا فيه
القويّ يأكل الضّعيف
لنسأل البحر ماذا فيه نفس الشّيئ
لنسأل الهواء نفس الشّيئ
حوت يأكل حوت وقليل الجهد يموت
ربّما لإستعادة الذّكري طاقة القطار كانت الفحم
الحجري والزّمن كان يمشي ببطئ
والصحّة والتّعليم كانوا مجانا والإنسان مثقّف وقويّ
اليوم سائق القطار لا يهمّه في المسافرين
والقطار أصبح يمشي بسرعة الضّوء
والصحّة والتّعليم بالمال والإنسان جاهل ومريض
سائق القطار لا يهمّه إلاّ في نفسه
لا يتابع إلاّ من يقف أمامه
ليحوّل إتّجاهه وآماله نحو مستقبله الشّخصي
المهمّ أن يكون على المسافرين رايس ويأخذ
أجر الرّئاسة مال ونعيم في الدّنيا
يا رايس عندك بحريّة، يا رايس عندك مسافرين
يحب أن تنتبه يا رايس من فضلك
أنت المسؤول عنهم إن ذهبوا للجنّة أو للنّار
أنت المشرف على كلّ الوزارات
أنت المسؤول على كلّ الجهات
أنت المسؤول على الأرواح والأجساد
عزاء في الجراح الّتي لا تلتئم
عزاء في الأوجاع والدّموع والألم
حين يبدأ الإنسان
في السّقوط وينتهي في السّقوط
بما قال وما فعل
عزاء في الموت الّذي يحاصر كلّ روح
في هذا المدي
ماذا عسي أن يقول الإبن عن موت أبيه
ماذا عسي أن تقول الإبنة عن موت أمّها
لا شيئ أمن دمعة نعرف دموع القمر
أمن لسعة نار نعرف حرقة الكبد على الإتسان
أمن رملة نعرف الصّحراء
أمن قطرة دمّ نعرف الحرب
ماتوا ماتو وتركونا يتامي مساكين
تحت رحمة الظّالمين والمعتدين والمتوحّشين
عنيد من هو يخلق نفسه منّا رئيسا
ولا يتخلّي عن إستعبادنا
وعنيد من نبضه يدقّ في القلوب
ليقول أنا هو الرّئيس بحرا وشمسا
أنا الزّمن الّذي ينظر للمشاعر والعقول
ولكلّ من يدّعي أنّه مسؤول
أصبّ الماء البارد على رأسي أحسّ أنّه سينفلق
أبكي بحرارة أحسّ قلبي سينفجر ضجرا
البحر حريّة والشّمس حريّة والهواء
حريّة والتّراب حريّة
يا ربّ من اين لنا كلّ هذه العبوديّة
من نفوسكم، من ظلمكم من توحّشكم
إذا لا رئيس سوى البحر
ولا رئيسة سوى الشّمس
هما نبض الزّمن وأنشودة الحياة والحريّة
إهرامات هما ووحي إنساني مات قدّيسوه
ولم يبقي إلاّ الكذب والخيانة
الموت يا زمن هل هو إزعاج
أو إعتداء صريح علينا،
أو بقاء الحال على الحال من المحال
لسان البحر ينظر للأفق وإلى الصّحراء
لستم أنتم من خلق تلك المخلوقات
ليس لكم من الخلق إلاّ القول والفعل
كيف لا يكون حكم البحر عادلا
لكنّ البحر لا يشعر بالإنسان
فهو لم يلد ولم يولد
وهل ولد لنا من البحر إنسان؟
كيف لايكون حكم الشّمس عادلا
لكنّ الشّمس لا تفكّر
فهي لم تلد ولم تولد
وهل سقط لنا من الشّمس إنسان؟
الشّمس لا تفكّر والبحر لا يشعر
لكنّ الإنسان يشعر ويفكّر
ويحبّ ويعشق ويولد
ويشعر ويفكّر بالحياة
ماذا تنوي يا سائق القطار
أن تفعل مع بحر لا يشعر؟
إذا سألك صوتك ماذا فعلت بالمسافرين؟
ستقول له خنت عهد الكلمة مع شعبي
وخنت معك قداسة الميزان
سيقول لك، أنت خنت نفسك،
أنت خنت الإنسان
لك غيمة طرزتها لك أنا والشّمس
من خلال أقوالك وأفعالك
تكونها وتكونك
فكلّ الأبناء أعطيناهم مواهب إلاهيّة
ومن يكسّر المواهب الإنسانيّة
ويمنع الحريّة والمساواة البشريّة
يكون أيّ شيئ آخر إلاّ إنسان
إن أصابك الغرور يا سائق القطار
هل لك غرور البحر والشّمس
إن كنت كريم وحنون ؟
هل لك حنان الشّمس وكرم البحر
إن كنت عادلا في الحكم
هل لك عدالة الميزان
إن كنت ماهر وخلاّق هل تقدر
أن تخلق الإنسان، أو حتّي وردة
في بستان،
إن كنت جاسوس ومخابراتي
هل لك جوسسة الظّل الّذي يرافق تحرّكاتك
بكلّ دقّة وبكلّ إنتباه
إن كنت قويّا بالطّائرات والصّواريخ
هل تقدر أن تخلق عصفور يطير بالرّوح
وينشد لحن الهواء
لا أحد يقدر أن يفتكّ مكان الشّمس والبحر
وكلّ البشر إخوان
الشّمس لنا جميعا والماء والهواء والتّراب
هم أشياء لا شيئ منهم يباع ويشتري
الكلمة لنا والعقل والشّعور واليدين
لا شيئ فيهم يباع ويشتري
الحبّ والحريّة والحقّ لنا
لا شيئ فيهم يباع ويشتري
إن بعت شيئا من هذه الأشياء بالفول
يبيعك من خلقك إنسان بالقشور
وإن كنت تنوي قتلي لأنّ طبعك شرّير
جعلني أخاف منك ومن حرّاسك أكثر من
خوفي من اللّه الرّحمان الرّحيم
فخالقي ومبدعي يقدر أن يخلقني من كلمة
لأنّي أعشق البحر وأعشق الشّمس
وأعشق التّراب وماء المطر
وأتشرّف بالشّمس الزّانية الّتي تقدر
أن تحبل من الهواء، إي ممّا يقوله الأبناء
ويفعله الأعزّاء
في الأمّ والحبيبة والمرأة بصفة عامّة
والمساكين والفقراء

Aucun commentaire: