mercredi 3 novembre 2010

ناموسة فرعون

يعتبر فرعون نفسه أمهر من الخالق وأقدر
يجيئ أمام العبيد ويقول لهم لا إلاه عيري أنا ربّكم الأعلى
فأركعوا لي إن كنتم في طاعتي وحبّي صادقين
قوّة فرعون لا حدود لها، رجل ملهم
بالدّيكتاتوريّة والحرب والقتل

بلا رحمة وبلا شفقة وبلا تفكير
يدّعي أنّ في داخله ملكا وأنّ السّماء أرسلته
كي يمارس غرور الملكيّة على الضّعفاء
فرعون لم يكن يثق حتّي في ظلّه
كلّ سجين عنده هو نفع يديم له الحكم
مصلحته يخدمها على حساب
العبيد والزّوجة والأبناء

هل يعقل أن تسانده الزّوجة على جبروته تجاهها
وتجاه العبيد والأبناء
فكلمة "لا" عند فرعون تعني الموت
كلمة لا هي الجبهة الشّعبيّة الّتي تساند الأبناء
والعمّال ضدّ طغيان فرعون
كلمة لا هي الضدّ هي القلب ضدّ السّلطة
هكذا قرّر فرعون إعدام زوجته
لكي يبقي له الحكم فالحكم دايم
أمّا الزّوجة منها الكثيرات

سجن فرعون زوجته في سرداب مظلم
إلى أن ماتت هناك بالبرد والشّر والعطش
ودفنها في التّراب وظنّ أنّه إرتاح بموتها
لكن بما أنّ الخالق أقوي من كلّ إحتمالات الفراعنة
سأل روح الزّوجة ماذا تحبّين أن تكوني
فقالت الرّوح للخالق أريد أن أكون ناموسة
وفعلا تحوّلت بأمر اللّه إلى ناموسة
فاللّه كالشّمس والبحر يحوّل كلّ شيئ لكن لا يتحوّل
خرجت النّاموسة من قبرها
وإتّجهت مباشرة نحو فرعون

هل ينبغي لها أن تنسي زنزانة فرعون وسجنه لها
حطّت على أذنه وقرصته قرصة جعلته طريح الفراش
يعيش ذكري حصار مقيّد بأخطاء كثيرة وأرواح كثيرة
فعل بها شتّي أنواع العذاب والتّنكيل والقتل لمن يقول له لا
كيف يقول فرعون العظيم للموت لا والموت حقّ على الجميع
كيف يمكن لفرعون أن يخلق ناموسة يكونها
أخطاء كثيرة لا يعرف كيف يخلص منها

الخوف يخر حواسة، كلّ علاقة مغ إمرأة أخري تضاعف
حصاره وشقائه، تركه العبيد والأصدقاء فيي سجنه
الذي كان يفرضه على الزّوجة والعبيد والأبناء
وروح الزّوجة تلامسه بهدوء قائلة ليس بيننا خصومة
لكن ليس هناك مبرّر كي تحكم بالقتل على الأبرياء
كلانا له دوره في الحياة أنت ضدّهم وأنا معهم
لقد كافحت معك بعزّ شبابي لأجل الأبناء
وتحمّلت ظلمك وجبروتك إلى أن هانت
عليك العشرة وقتلتني لأجل الحكم

كان عاجز على أن يتخطّي أيّ حاحز
معاني المحبّة تحوّلت في منامه كوابيس
حين يفكّر في مغامراته الشّريرة الّتي تقوده للموت
فهو لا يعرف ولم يفكّر كيف يمكن له أن يكون

Aucun commentaire: