vendredi 6 juin 2008

حليب الكلمة

رضعت حليب الكلمة
من الحروف
من الكلمات من الأسطر
وعشت به هنا
في سجني الأكبر
ثرت به على نفسي
على عفني على صدأي
رعيت في مرعاه
أكلت من ثمرته
يرهقني الحرف بسلطته
يشعرني أنّني كالآنية
بدونه أنا فارغة فارغة
بدونه أنا جسد
بغريزة فانية
يصرخ الحرف في يديّ
كطاقة متجدّدة
كشمس تبتسم لطيور متحرّرة
يفاجئني الحرف كإلاه
يمزّقني
إلاه يملأ كأسه من دمي
يلهو في مشاعري
يدميني، يؤذيني،
يقتلني، ويحييني
إلاه ليس له عمر
وليس له عنوان
إلاه إسمه الكلم
يعيش بداخلي، وفي صدري
مخبوء لا يرتحل
يفتّش في خزائني
يفتّش في عواطفي
عن الأسرار
وحين يسافر يتركني
وسط الطّين والوحل
فقاقيع من الصّابون والوحل
صداع يرافقنا
يطلقنا
كالكلاب والقطط
نعيش بغرائزنا
يستبدل الحرف جلدنا
ولا نملك إلاّ أن
نقبله كما هو بحبّه
بمكره وخبثه
ففي حليب الكلمة أسرار
لا قدرة لي على شرحها

Aucun commentaire: