mercredi 11 juin 2008

اللّسان

كلام يجول معنا
في وحشة الدّرب
كمصباح الظّلام
نزرع به الشّرور
ونزرع السّرور
لنجني الشّوك
أو لنجني الثّمر
لسان أصغر ممّا يدّعي المدّعي
به شعلة القلب
شيئ من اللّؤلؤ يعلّقنا
ونتبعه
الشّمس نائمة عليه
تمضي برحلته
منه كلام كلّنا به معجب
الشّمس لها من اللّسان
كلّ ما ترغب
ساهرة معنا قصيدة تكتب
فما عسانا نقول لنجمة
نزلت لكي تلعب
ماذا نقول لحمامة
إرتسمت على شفاهنا
العليا لكي تشرب

vendredi 6 juin 2008

حليب الكلمة

رضعت حليب الكلمة
من الحروف
من الكلمات من الأسطر
وعشت به هنا
في سجني الأكبر
ثرت به على نفسي
على عفني على صدأي
رعيت في مرعاه
أكلت من ثمرته
يرهقني الحرف بسلطته
يشعرني أنّني كالآنية
بدونه أنا فارغة فارغة
بدونه أنا جسد
بغريزة فانية
يصرخ الحرف في يديّ
كطاقة متجدّدة
كشمس تبتسم لطيور متحرّرة
يفاجئني الحرف كإلاه
يمزّقني
إلاه يملأ كأسه من دمي
يلهو في مشاعري
يدميني، يؤذيني،
يقتلني، ويحييني
إلاه ليس له عمر
وليس له عنوان
إلاه إسمه الكلم
يعيش بداخلي، وفي صدري
مخبوء لا يرتحل
يفتّش في خزائني
يفتّش في عواطفي
عن الأسرار
وحين يسافر يتركني
وسط الطّين والوحل
فقاقيع من الصّابون والوحل
صداع يرافقنا
يطلقنا
كالكلاب والقطط
نعيش بغرائزنا
يستبدل الحرف جلدنا
ولا نملك إلاّ أن
نقبله كما هو بحبّه
بمكره وخبثه
ففي حليب الكلمة أسرار
لا قدرة لي على شرحها

jeudi 5 juin 2008

مظلّتي السّوداء

يا ضيعة الجهد
يا مكاحل السّهد
أنت ستارتي
لو تكسّرت يوما
مثل قارورة الشّهد
الوجد يبكي بعيني
وما عندي سوى كلمة وإمضاء
والصّوت صوتي أنا
وفيه وثائقي كلّها
مجروح أنا مجروح العتاب
والقدر يقهقه يخفيه السّحاب
تري ماذا يقول
يقول لي
مع كلّ فجر
الأمل ينشده الحمام
والعصافير
ومعك مظلّة من الضّوء
النّحيت يمتصّ من شفاهك
كلّ خطاب
موطنك الحقيقي في زرقة الحلم
ومصيرك من عزم القلاع
لا عاش شيئ إن مات الضّياء
والمواويل أمامك حرّة
تملأ الظّنون نقاء
إن يبس الضّوء بعينك
إسألى أسود الرّداء
دنياك تمضي إليه
تذكّري الضّياء لقد كتب
في العينين بالعبر والعبير
مفكّرا بالمصير
مفكّرا ببوحك الأخير
جرّب أن تثور على سمومك
على سيّئاتك على غرورك
فغرورك أمام
خيالك أكبر من كبير
علام البكاء
والأرض مع كلّ فجر موسيقي
أناشيد وأحلام
فراشات وعصافير
تلوح جموع جموع
على شبابيكنا
تزركش بنور الحقّ فضاءاتنا
تقول هل تري فيما رأيت منظرا
أنظروا فهي ترشق دربكم
جوهرا
خاتم الهوي يغفو بعيونكم
شراعا مستبشرا
أخاف عليكم أن تشهرو
الحقّ والمحبّة والحريّة
علي بعضكم البعض يا أحبّائي
خنجرا

mardi 3 juin 2008

الذّاكرة

ربّما كنت قانعة كالآخرين
ربّما كنت راضية كالآخرين
ولكن شيئا ما فاجئني
فقد تأكّد لي
أنّ ذاكرة الإنسان
كهربا مغناطيس
ضوئيّة ومائيّة
وإحساسه متناقض
كلّ ثروتنا مسجّلة
على دفاتر الماء والضّوء
وهما اللّذان يغيّران
هندسة حياة الإنسان
أمّا إيقاع الصّوت
فترتّله الرّياح والمياه
فيتأكّد لي أنّ الماء هو
المقياس الزّمني وروح الزّمن
فلا زمن لنا خارج أبعاده
وإمتداده
فالماء هو روح الكلمة
ولا إنسان بدون كلام
أمّا إيقاع الشّعور
فيرتّله النّور والضّوء
والنّار هي مقياس اللّذّة
على حركة الدّماء والألوان
والزّهور والثّمار والزّرع
والتّحوّلات
وبدون نار نحن بلا شعور
لم يكن يهمّني أن أعرف
دهاليز نفسي
لكنّني كنت أقيس خسارتي
بجسدين متناقضين
في معطف واحد
و كلّ واحد
منهما ينفي الآخر
فالنّار تشرب الماء
والماء يطفئ النّار
في حين أنّ كلّ واحد منهما
يكمّل الأخر في الوجود
فلا حياة بالماء وحده
ولا بالنّار وحدها
فالصّوت الذّي نتكلّمه
ليس صوتنا
إنّما هو صادر من داخل
مائنا وموتنا
والنّار أو الرّوح التّي نحيا بها
ليست روحنا إنّما هي صادرة
من حركة الشّعور على الدّماء
ننام مع الماء مع الاّشعور
وفي اللّيل تحتفل الكلمة بالضّوء
والموت بالميلاد
وفيه يسبح الإنسان بلا مساحيق
و لا تجميل
تتشكّل لنا أشياء خرافيّة
ونشاهد أشياء لا تخطر
على البال تسرع فينا
ساعات الزّمن المائي
والضّوء يصبح أسود
كأنّ القمر حينها
يكون مسافرا في دورتنا الدّمويّة
فلا نشعر به ماذا يفعل فينا
وماذا يخطّط لنا وكيف يرسم
حياتنا في المستقبل
وفي النّهار يسافر معنا كلمة
فلا ندري ما قلنا وما فعلنا
لكنّنا نشعر أنّنا ممتلئين بالمخاوف
يكون الإنسان في نومه هانئا
حين يكون هناك تصالح بين
الكلمة والشّعور
بين القلب والعقل
بين العلم والإيمان
الماء واالنّار هما جسدان
مسخّران لأجل الإنسان
الكامل الحرّ
ونحن في الدّرب
مع هذين العينين السّاهرتين
عينا اللّيل والنّهار
مع الصّوت الّذي أدمنه
وعاش معه
ومع الظّل الّذي عاش يرافقه
أينما ذهب وكيفما فعل
الظلّ والكلمة عدوّان لدودان
للإنسان الخائن والكاذب
فلا صفاء الماء يعلّمنا الكذب
ولا طلعة الأنوار تعلّمنا
الخيانة