dimanche 15 novembre 2009

الحبّ والموت

الحبّ ضياء والموت ظلام الحبّ نهار والموت ليل، الحبّ فرح والموت حزن
كما الضّوء إنتصار على الظّلام
كما الخير إنتصار على الشّر
كما العلم إنتصار على الجهل
كما البراءة إنتصار على الخبث
كما الصّدق إنتصار على الكذب
كما الوفاء إنتصار على الخيانة،
... الحبّ أيضا إنتصار على الموت
الحبّ يشعرنا بالحزن والفرح، يشعرنا بالأمان والخوف ..
نحن نحزن لأنّ بداخلنا خطايا لا نريد الكشف عنها، ولا نريد إستدعاء ضوء الحبّ،
حزن الإنسان يعني أنّ بداخله غيوم وهذه الغيوم تحتاج كي يبرق فيها الضّوء ويرعد فيها الرّعد
الرّعد هوذاك الصّوت المخيف، هو ذاك الكلام الّذّي يرافقنا ونحن لا نعطيه أيّ معني
هو ذاك الشّيء الخارق الّذي يملكنا من حيث لا نملكه ولا نقدر أن نسيطر عليه
فنحن بالكلمة نكذب ونخون ونزني وننافق بعضنا البعض ونصنع بها الأحزان والأفراح،
أمّا البرق فهو الضّوء الّذي يشجّعنا على كشف الأسود والأبيض في نفوسنا
الغيم الأبيض يشعرنا بالأمان والغيم الأسود يشعرنا بالخوف والأحزان،
لكن هل نقدر أن نكشف أنّ ما بداخلنا هو غيم أبيض أو غيم أسود؟ نعم بالتّأكيد
الإنسان الّذي بداخله غيم أبيض ينام سعيدا ويري أحلاما مريحة وخالية من المخاوف والزّوابع،
أمّا الّذي بداخله الغيم الأسود يرىكوابيس وأحلاما مخيفة ومرعبة،
الغيم الأسود معناه مظالم كثيرة،معناه أحزان كبيرة،معناه دموع غزيرة
كلّ يوم الإنسان له مع الشّمس ميلاد جديد وفرصة جديدة للتحرّر من الخطايا كي لا يسقط في ظلمة اللّيل والموت الأبدي
كلّ يوم الإنسان له فرصة للتّجدّد والإستقامة والعمل بالمحبّة لأجل الحريّة والحياة الأبديّة
الإنسان خلق للتّعمير وليس للتّدمير، ولكي يتحرّر الإنسان لا بدّ من حرب، وهذه الحرب ليست ضدّ النّاس الضّعفاء والمساكين أللّذين لا حول لهم ولا قوّة إنّما ضدّ الحبّ الّذي لا يقبل بأنصاف الحلول ولا يقبل مساومات
فإمّا أبيض وإمّا أسود، إمّا حريّة وإمّا عبوديّة، إمّا حياة وإمّا موت
مع هذا الحبّ الحياة لا تكرّر نفسها وللإنسان حياة واحدة وله عقل خاصّ وصوت خاصّ وحلم خاصّ
وبهذا العقل يكرم الإنسان أو يهان، يتحرّر أو يستعبد
الحبّ حزننا وفرحنا، الحبّ موتنا وحياتنا، الحبّ دمعنا وضحكنا، الحبّ آلامنا وسعادتنا، الحبّ سجننا وحريّتنا
في حالات الحزن الشّديد نشعر أنّ هناك شيئ مجهول سيأتي بدون موعد ليفتكّ منّا كلّ شيئ فنخاف من الموت
وفي حالات الفرح نشعر أنّنا نريد أن نطيرونشعر أنّ الموت هو من سيعطينا جواز السّفرلأنّنا لا نملك شيئا إلاّ المحبّة،
سؤال : هل السّعادة في الملكيّة أو في الحريّة؟
هل السّعادة مع المال أو مع الحبّ؟
هل السّعادة مع الظّلم أو مع الحقّ؟
السّعادة في أن يتمتّع كلّ إنسان بالحياة
والحياة حقّ ومحبّة وحريّة للجميع وليست سلطة ومتسلّطين
الحياة مهما طالت فهي لا تدوم لأيّ أحد إلاّ للحبّ مانح الحياة والموت
مانح الأبيض والأسود،مانح النّهارواللّيل ـ مانح الخيروالشّر، مانح الفرح والحزن،مانح الحريّة والعبوديّة
كلّ إنسان حرّ فيما يختار وما الرّسائل السّماويّة إلاّ تدعيم لهذا الإختيار
في البدء قتل الأخ أخاه... هل ليكون أحدهما ملكا والآخر ملاك؟
هل خلق أحدهما لأجل الأرض والآخر لأجل السّماء؟
إن كان ذلك صحيح فحكمة اللّه عظيمة في رسالة الإنجيل والقرآن
هما عنوان الحريّة والملكيّة
ولا تحسبنّ اللّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتا بل أحياءا عند ربّهم يرزقون " صدق اللّه العظيم
اللّه يحبّ الإنسان وهو به رحيم، هل يقدّر الإنسان هذه الرّحمة؟
كي تصبح الأرض ملكا للجميع كما الشّمس والأمطار ملكا للجميع؟
هل يكفر الإنسان بالحرب ويؤمن بالحبّ المقدّس؟
هل يكفر الإنسان بالأنانيّة ويؤمن بحقّ الآخر؟ ويحبّ له ما يحبّه لنفسه؟
الأرض إبتكار والسّماء أفتخار لماذا الإنسان يعشق الدّمار؟
هل هو الجوع؟ اللّه جعل الإنسان سيّدا على الحيوانات جميعا، وقد سخّر له كلّ ما في
البرّ والبحر والجوّ..هل هي الغيرة؟ اللّه خلق الإنسان على صورته المقدّسة لكي يرقي به
كلّ الصّفات يمكن لنا أن نصف بها اللّه إلاّ الظّلم وما يكون من وراءه
هل يفضّل الإنسان أن يسقط إلى مرتبة الحيوان؟
كتاب الطّبيعة فيه كلّ الطّباع وما على الإنسان إلاّ القراءة
الجميل فيها أنّنا نادرا ما نجد جنس يقتل أو يأكل من جنسه، فهم يـأكلون أجناس أخري
هل يرتقي الإنسان ليصبح يفكّر كما يفكّر الحيوان؟؟؟
تصالح الأبيض مع الأسود وبكت لأجلهما السّماء وولد الفرح بميلاد قوس قزح
الدّم أصبح ألوان والموت خلق البستان وإستمتع بذلك الإنسان والحيوان
هل نفهم الألوان؟ هل نفهم روائح الورد في البستان؟ لا يوجد الورد الأسود
فاللّه يكره اللأحزان، لماذا نحن نحزن؟ لماذا نلبس الأسود؟ هل لأنّنا لا نملك ما نقدّمه
لبعضنا إلاّ الأسود؟

Aucun commentaire: