dimanche 22 novembre 2009

بعيدا عن هموم المصالح


الحبّ في دنيا المصالح يفقد الحرارة، يفقد الإضاءة، يفقد الدّفئ، كم خسرنا أصدقاء؟ كم كسبنا أعداء ؟
من له صديق يبادله المحبّة والتّقدير؟ ، من له صديق يحبّه بدون أيّ مصلحة؟
بك مصلحة و لك المال الأصدقاء كثيرين، يخفي المال والمصالح تختفي الصّداقة
المصالح و المال تخفي العيوب، وتكشف الذّنوب ، تقتل نور الحبّ وتشعل نار العداوة والحرب
من هو الصّديق؟ هو الّذي يحزن لحزنك ويفرح لفرحك ولا يطلب في ذلك مقابل
هو الّذي يحبّك بكلّ عيوبك، يحبّك في فقرك وفي عجزك وفي مرضك، يحبّك لذاتك وصفاتك
أمّا الّذي يحبّك لأجل مالك، أو مركزك، فهو وحش متنكّر، يبيعك في أوّل صفقة لأجل مصلحته
كم نكره من يخوننا، كم نكره من يكذب علينا، كم نكره من ينافقنا، كم نكره من يغشّنا
هذه الأشياء هي الأسود في نفوسنا الّتي نحاول التّخلّص منها لكن قانون المصالح يمنعنا
مصلحتي تحكم عليّ أن أنسي صديقي أنساه، أن أبيعه للعدو أبيعه،
أن أعوّضه بآخر أعوّضه، أن أقول في غيابه كلام جارح أقول
مصلحتي تحكم عليّ أن أكذب أكذب، أن أخون أخون،أن أقتل أقتل،أن أسرق أسرق
الشرّ فينا متحكّم، سلطان على نفوسنا
ليس لنا فرحة مع المصالح، ليس لنا هناء،ليس لنا قيمة إنسانيّة
مع المصالح ليس لنا حريّة ولا حقّ ولا محبّة .. ليس لنا سوي العلف والماء
لا يغيّر اللّه ما بقوم حتّي يغيّروا ما بأنفسهم
الإنسان في حاجة أن يشعل النّار في ثوبه أوّلا كي يغيّر الثّوب الّذي إشتراه بالمال
بثوب أخر يشتريه بالحبّ، فثوب الحبّ هو الدّائم والمختار بالعقل والشعور
الثّوب لا ينظّفه إلاّ الصّابون، والإنسان لا يربّيه ولا ينظّفه إلاّ ضوء الحبّ
كما الثّوب لا نحبّ أن نقتنيه إلاّ نظيفا، الحبّ أيضا لا يحرّر الإنسان إلاّ إذا كان نظيفا
فليس الجمال بأثواب تزيّننا إنّما الجمال جمال العقل والأدب
الحبّ والحريّة لا يخضعان للمال والمصالح، وليس لهما ثمن
هل العيب فينا أم هو العيب في الحبّ؟
جئنا عراة ونرجع عراة جئنا نصرخ ونرجع نصرخ ،
هو إختار أن يكون الإنسان إلاه وسيّد على الحيوانات
ونحن ماذا نختار أن نكون بهذا الحبّ؟
هل البركة الّتي كان يتصرّف بها السيّد المسيح هي قتل الإنسان
أم إحياء الأموات؟
هل كان يقوده في ذلك الحبّ أو المال والمصلحة؟
الجنّة تصوّر وتحليل
والطّبيعة كلّها رسائل للفرح وأخرى للحزن
رسائل للجمال وأخرى للقبح
رسائل للحريّة وأخرى للعبوديّة

Aucun commentaire: