mardi 15 février 2011

تونس الكرامة والحريّة

هي بلد من البلدان الجريحة، يلهث فيها الإنسان
ويقول لا تخلعوا قوّتنا، لا تصادروا أحلامنا
فنحن ريح عاصفة، نعرق والعرق يبلّل أجسادنا
نثور والثّورة ترسم تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا
ما نحن بشعب منهزم
ففجر الرّفض قد لاح ، وبعد اللّيل صباح
وحدها الشّمس ترسم على الأسماء أهداف
تخبرنا عنها الأيّام
مولود نبض الخوف فيه،
ومولود نبض الصّدق والعشق فيه
أنت الّتي عشقت يا تونس وأنجبت حبّا
هل صحيح نحن إنتصرنا في حضرة الإكتواء بالنّار
بأيّ الحروف إنتصرنا، بأيّ نبوءة إشتعلنا
بنار تبوح بحزن اللّيل، وبوح الدّماء
صباح الخير أيّتها الصّحراء المقفرة
صباح الخير أيّها الموت المعشّش في الزّوايا
صباح الخير أيّتها الأمنيات
شرارة إشتعلت غمام، وتدفّقت أمطار
إشتعل الرّجال والنّساء وفي أصواتهم رهبة
إشتعلوا بنار النّهار
والنوّار والأنوار والأشجار والأطيار
إشتعلوا بغيمة لمسها القهر،
فأبرقت تحرّض النّجوم كي لا تنطفئ
النّجوم كانوا نائمين في الظّلام، يحكمهم سجّان
له جند شرس، وكلاب شرسة،
يضرب بهم العجّز والشّباب والأطفال والنّساء
نجوم كانوا في اللّيل يحكمهم حاكم ظالم
ينهب الأسواق والأرزاق
إذا تكلّم أحد يسجنه ويحرقه بالغازالفتّاك
وينشر البوليس حول داره
حاكم يقتل الآخرين لأجل نفسه
ويقهر الآخرين لأجل نفسه
ويضحّي بالآخرين في سبيل نفسه
إحترق الشّهيد في سبيل الكرامة والحريّة
نطق إسمه آي إسمي لا يسكن في النّسيان
أي إسمي يسكن في الحقّ والحقّ ينشد الميزان
الشّهيد إحترق لأجل الجنّة
الشّهيد رسم تفاصيل الحقّ ودفع فاتورة العشق
هرب من الظّلم والظّلام كي يعود مع الفجر حرّا
طليقا كالعصافير ينشد للحريّة
إحترق الشّهيد وأحيا بناره أرواح
رأي في نفسه شعبا من رماد يعيش في عورة الوطن
عورة لا يتحمّل أحرار الوطن رؤيتها لشدّه قبحها
مثل إمرأة خلقت من الضّلع الأ يسر
لا يحبّ أحرار الوطن الإعتراف بها، هي صحراء
لا تنجب إلاّ لتعطي أبنائها جنودا للحاكم
إحترق الشّهيد من لوعة الحاكم، والغريب أنّ أهله
أصبحوا يردّدون كلّ صباح إذا الشّعب يوما أراد الحياة
فلا بدّ أن يستجيب القدر،
قدر ظالم تقول أمّ الشّهيد الإستعمار قاتل والحاكم قاتل
الإستعمار ظالم والحاكم ظالم أين الحقّ
تعلّمت أمّ الشّهيد أن تعتصم في كلّ مكان ولا تخاف
يمرّ عليها الشّتاء القارس ولا تبالي،
يقطر عليها الكوخ ولا تبالي،
تشقي وتمرض ولا تيأس
هي إمرأة تلهم أبنائها البطولة وعدم الخوف
هي إمرأة تكره رائحة الإستعمار والطّغاة
تقول إنّهم منافقون ولا يقولون الحقيقة
إنّهم كذّابون ولا يعترفون بحقّ غيرهم
تعيش حياتها هزلا فوضعها لا تفهمه
لأنّها لا تفهم السّياسة
الدّستور يصنعه رجال لا تعرفهم،
وهي تعيش تحت تصرّفاتهم كالعبد الحقير،
دستور كلّه مضايق ومغالق
ليس واضحا كالضّوء والماء الّذي يعطيه ربّ السّماء
دستور فراغ، دستور خواء
كلّ ما فيه أنّه يتجاهل حقّ الشّهداء والمساكين والفقراء

Aucun commentaire: