vendredi 14 novembre 2008

الصّدق والأصدقاء

تهبّ عاصفة تجرّد الأشجار من أوراقها فتصبح الشّجرة في حاجة إلى الحرارة لكي تبعث فيها الحياة،
تهبّ عاصفة تجرّد الإنسان من المحبّة
فيصبح في حاجة إلى الصّدق والوفاء كي يمنحانه الحريّة والحياة. تبتسم الحياة بوجود الأصدقاء وتعمّ الوطن نشوة أخّاذة تبتلع الصّقيع وظلام اللّيل. في جوّ الصّدق يحيط بالمكان الضّياء وتقتحم النّفوس محبّة تتقّد جمالا وإبداع، يبتسم اللّيل بالإصدقاء كالنّجوم المضيئة في السّماء، الأصدقاء تلاحظهم الشّمس وتلهمهم حقيقة طعم الوجود كنجوم تتلألأ أو زهور مختلفة الألوان والرّوائح.
ويتحرّك برزخ الجمال يحجب النّظر عن قبح الأشياء.
آه لو تتمكّن الشّمس من إيقاظنا من البرد المميت وتجعلنا نقاتل شياطيننا الدّاخليّة،
فالغنى الحقيقي هي تلك الحريّة التّى تسمح بالتّعبير الحرّ على ما في الوجدان من غيوم.
فالطّقس السّيّئ يضرّ بالبستان بموجة الصّقيع والضّبابيّة ، المرأة في بلادنا مخلوق دوني لكن بالعكس فلها طبيعة خاصّة يجب أن تتعادل مع الرّجل كي يستنشقون نفس الحياة العظيم، وقتها سنظفر بنتائج باهرة، لو يضيئ علينا شعاع الصّداقة المشمس الحارّ الّذي يبعث جوّا من السّلام والاّتفرقة سنصبح أحرار،
فالشّمس تتألّق لكنّنا لا نستفيد منها ولا تدفئنا أبدا بل تحرقنا حرق لأنّ القلوب بلا صدق، بلا محبّة، بلا حرارة, فجهلنا بمعاني الصّداقة وكوننا لا نمتلك إلاّ حدسا مبهما يغرق قلوبنا بقلق غريب ويجرّنا للوحدة والإكتئاب.ذلك هو جهلنا وعجزنا علي مواجهة مشاكل الحياة وخصوصا إفتقادنا للصّدق والمحبّة على ما يبدو.
إلاهي متي تلمع الشّمس في القلوب لتشرب الخيانة والكذب والنّفاق كي تغنّي العصافير للصّداقة والصّواب، فنحن نمرّ بالقرب أحلى أشياء الدّنيا بدون إنتباه. الصّداقة لغة القلب والعقل وبصدق العقل والقلب يصدق القول. أودّ أن أصرخ بأعلى صوتي أرجوكم تأمّلوا الشّمس إنّها تتغنّي بالحقّ والمحبّة والشّجرة والعصفور. تأمّلوا النّهار الجميل، تأمّلوا الحمام وإنتبهوا لغيم القلوب الدّاكنة والهائلة، تأمّلوا الهواء المفعم بالنّفس الحارّ تأمّلوا إشراق الضّمير والرّوعة، تأمّلوا الإنسان. غدا سيضيع النّفس والهواء وهذا النّهار لن يعود أبدا أبدا.إنّه مهدي لكم لكي تنظروا وتتأمّلوا إنّه تحت أقدامكم مثل وردة زكيّة تنتظر أن تلتقطوها وتغرسوها في قلوبكم.

الشّمس والأرض هما الصّداقة هما الحبّ هما العطاء كلّ العطاء..
القلب الّذي لا يتبادل العطاء سينعدم ويبقي العطاء متواصلا.
لقلب الّذي لا يتبادل العطاء ـأنانيّ سيبقي يترجّي في قطرة عطف ونبضة حبّ وبسمة صفاء.
فالرّبيع يتلهّف إلي حرارة الصّيف كي تنضج ثماره ويكثر عطاءه.
هكذا الإنسان الصّادق يجب أن يخضع نفسه للرّبيع والإستفاضة وإنارة السّبل.
إنّ الحياة تعطي بالصّدق في القول والإخلاص في العمل وأحلام الأيّام واللّيالي تقتلع قطرات التّعب والعرق وتبعث الدّفئ والحنان شبيهة بقطرات المطر الّتي تنزل من الغيوم لتزهر الحياة وتبعث التّجدّد وتطمئن وتغسل الغبار وتخضر الحقول. الصّداقة الّتي لا تمثّل دورها الحقيقي والّتي لا تدفع إلى الإلهام والإبداع ولا تنشر الخير والصّفاء والّتي لا تقدّم لمسات فنيّة في بحر الوجود ليست صداقة إنّها إنغلاق الحبّ عن العاطفة الإتسانيّة.

الكذب يسوّد القلوب وهو من أرذل الطّبائع ومن الرّذائل ثلاث صفات من وجدوا فيه ليس بإنسان، من إذا وعد أخلف وإذا حدّث كذب وإذا أؤتمن خان فلا يحظي صاحب هذه الطّباع إلاّ بالخزي والعار دنيا وآخرة.
ما أشقي الغربة على النّفس وما أحوج الغريب إلى شمس بلاده الدّافئة
في بلادنا المظاهر ساذجة والضّحكات يدفنها اللّيل وتضيع.
نرقص والهواجس تتزاحم في رؤوسنا الثّقيلة تسأل أنا ظالم أم مظلوم.

نرقص كما يرقص بنا الضّباب في الأفق.
ليتك يا زمن تبتسم وتفتح حتّي ولو نافذة في وجوههم،
الظّلام أكلنا . الظّلام يزحف بنا. يداهمنا في الزّوايا الظلمة.

ظلام يحمل اليأس ويرسّب الفشل وأنا أملأ صدري بدخان الحبّ المسرحي ، والصّدق المسرحي، والحريّة المخجلة المسرحيّة.

أملأ صدري بالجريمة الغامضة الّتي تعني أنّنا في النّهاية.
فقد بدأت ترسل إنذارات شخيرها المخيف. ما أتعس الحياة حين تنقلب الحريّة جنس ودعارة ويصبح الإنسان عبد للغرائز والشّهوات مذلّة ودوران في دوّامة سخيفة. الحياة هكذا تصبح رقصة في العبث والإستهتار وينتهي كلّ شيئ.

Aucun commentaire: