vendredi 10 avril 2009

الكلمة والمحبّة نظام كوني دقيق

بالكلمة يختلف الإنسان عن الحيوان فهي لدي الإنسان أكثر تعقيد لأنّها تنطق بالعقل والشّعور، منذ الأزل الكلمة مرتبطة بالشّخص الإلاه لذلك فالكذب والغشّ والنّفاق والخيانة لا يؤمّنون لنا حياة نفسيّة مريحة، الكلمة الجيّدة تحسب بقدرتها على الإضاءة وقدرتها على الإقناع وقدرتها على جلب الإحترام للإنسان أو جلب الإحتقار.. في رحلة الوجود تقودنا ذات مظلمة سوداء هذه الذّات هي خصمنا الغير مرئي الّذي يلعب معنا دور السّاحر وهذا ما يشعرنا بالخوف والغربة والحزن، كلّ شيئ مع هذه الذّات مجبر على التحوّل والتّغيير هذه الذّات رعد مخيف لأنّها الصّوت الّذي أدمنّاه وعاش معنا، هذه الذّات هي الزّمن المتحوّل على الدّوام، كلّ صباح يتفجّر النّور على الظّلام وتتفجّر الحياة على الموت، نور قبل طلعته الأرض في ظلام وسبات، هذا النّور كأنّه الأنس الّذي نشعر معه بالأمان، فنحن جميعا نكنّ له مودّة كبيرة وحين نشاهده نشعر بنشوة وطرب ودفئ، إنّه نور المحبّة ونور الكلمة ونور الحقّ، هذا النّور كلّ صباح يقول لنا من يتخلّص من ظلمات نفسه لا يخاف، من يتخلّص من ظلمات نفسه يولد من جديد ويتحرّر. ومن يسقط مع الظّلم يموت
تحت هذا النّور الأرواح تواقيع لا يمكن تقليدها، لذلك فالّذي يغازل النّور فكره وشعورة لا يمكنه أن يدخل في غيبوبة لأنّ تغيير الجلد تحت سلطته نوع من الطّموح الإنساني، في مسألة المحبّة الكلمة دائمة التّحوّل والإنسان دائم التّغيير، فلا يكفي أن نصطدم بأيّ جثمان حتّي نقع في الحبّ، فالوقوع في الحبّ يعني إصطدام عشقي بين قلبين ينخطف أحدهما بالآخر وإن صادف ووقع الكمال الرّوحي بين هذين القلبين ينالان المحبّة الأبديّة، لايمكننا تصوّر سعادة تأتي عن طريق المال، فالمال الّذي نعادي لأجله الأصدقاء والأحباب هو أوّل من يخوننا ويشعرنا بالألم، كذلك المال الّذي يترك للأبناء عن طريق الوراثة هو جهد ليس جهدهم، فالأبناء يفعلون به أشياء تضرّ بهم وبغيرهم فهو مال بدون جهد وبدون تعب، الإنسان ميّال لأخذ المال بدون مجهود وبدون تفكير ولا يحبّ تحمّل أشواك الحياة لكي يحصل على الثّمر، الكلمة هنا تصبح لها حماقة الأمواج حيث تجعل الأبناء يتقاتلون ويكسّرون بعضهم وفي الأخير يسلّمهم هذا المال للغربة والتّعاسة والأزمات النّفسيّة، طوق الكلمة والحبّ أسود ولا يهدي التّائهين، فهو ينزل مع الأضواء ليقول للإنسان ليس لك أشياء تخفيها عنّي، الكلمة والحبّ حرم مقدّس فيهما حلم ومولد ومنهما حلو الثّمار ومرّها ومنهما فتنة الوجود وقبحه، تغنّي منهما الأطيار في مرح وسرور وتشقي كائنات أخري في التّراب والماء المالح، الماء المالح هو ذاك المال الّذي لا نملك منه فرار ولو فكّرنا في الخروج من دنيا الأموال نموت ونختنق، أمّاالتّراب والحجرفهو يشعرنا بقسوة القلوب الّتي تأكل بغير رحمة وتستعمل أساليب الخداع والقوّة لكسب لقمة العيش..
فالشّعور الّذي ينتابنا بخيبة الأمل والحزن والقلق هو نتيجة ضعف القيادة أي ضعف العقل والشّعور والنّتيجة يتحمّلها الإنسان لوحده..
الكلمة تنزل في الأحلام ومعها كلّ الأشكال والرّموز والطّباع، فمثلا إن رأي الإنسان في منامه حيوان عليه أن يقارن بين طبعه وطبع ذاك الحيوان، في الحلم تراودنا أخطاؤنا بأشكال مختلفة يفهم من خلالها الحالم أنّ وضعه النّفسي والإجتماعي سليم أم لا ، الكذب والزّني والخيانة من أشنع الخطايا ولكي يتفجّر النّور على الظّلام لا بدّ من مجهود كبير يقوم به الإنسان لكي يشعر بالسّعادة، الشّعور بالسّعادة هو شعور بالخلاص من الخطيئة والمظالم تجاه الآخرين.. الكلمة تدخل مع الإنسان للأماكن المضيئة والأماكن المظلمة للأماكن النّظيفة والأماكن الوسخة، الكلمة منذ الأزل مطبوعة في الإنسان وكامنة فيه مثل النّار، هذه الكلمة لا يمكن للإنسان أن يشبّهها بأي شيئ فهي هواء و هي كلّ شيئ، كلّ الأعمال يمارسها الإنسان بالكلمة وهو غير قادر أن يسيطر عليها، مأساة الإنسان أنّه ينسي أخطاوه ، فالكلمة هي الرّوح الّذي لا ينسي للإنسان شيئا هي تحاول أن تقلب حياته إلى أيّ شيئ آخر إلاّ إنسان، فلا يمتلك الكلمة إلآ اللّه الحرّ..لذلك العمل بالمحبّة والصّمت أجمل عمل وأجمل كلام.
الكلمة لا يمكن لنا أن نختبئ منها تحت جبّة أيّ إمام وأيّ رسول وليس هناك شيئا آخر سيحاسب الإنسان إلاّ كلمته وصوته بهما ستفضح أعمالنا .. الكلمة مثل النّور كلّ شيئ بها واضح وكلّ الأعمال مكشوفة..
الكلمة تحدّد شخصيّة الإنسان أمام السّماء والأرض وتحدّد تصرّفاته وميولاته مع الآخر فلكي ينتصر الإنسان على الموت عليه أن يخرج إلى آفاق أخري تحترم الكلمة والإنسان أي الأمّ والطّفل، فنحن نقف على أرض الجنس فيها ذئب يعوي بداخلنا وديك يصيح، وكلب ينبح، نحن نقف على أرض الأمومة تحت الدّمار والإنسان قصيدة كبري تحترق بالنّار، فالحريّة والمحبّة ليس إسمهما فضائح جنسيّة وإنّما إسمهما موت لأجل الآخر، هذه الحريّة وهذا الحبّ يسكننا دمارا وأوجاعا وأحزانا وفي كلّ شؤوننا نري مذلّة الحق وعزّة الباطل، فأيّ حياة نهيم بها وأيّ لذّة وأيّ جمال وهذه الدّنيا تحمل لنا في فتنتها وجمالها بذور تعاسة آتية، الكلمة هي الإلاه الّذي يملكنا جميعا والظّل ضرب من حبالها لا يفلت الخلق منه، هي الإلاه الحرّ هي الرّب الّذي لا نراه إلاّ إذا فارقت الرّوح الجسد، الجسد وعاء الكلمة..فالجسد يموت والكلمة يتغيّر شكلها ولا تموت.
الإنسان لا ينال حريّة إلاّ إذا نزلت في حلمه حمامة، هذه الكلمة لا تصدّقنا في الحبّ، فنحن لا نؤمن بها وهي لا تؤمن بنا، هي من هواء ونار ونحن طين وماء، هي الظّل ونحن الجسد. هي الرّوح ونحن المادّة فايّ نار يطلقها الإنسان على أخيه الإنسان حبّا في التّراب والحجر والمال والسّلطة، حياتنا مع الكلمة وهم ومصيرنا في الظّلام والوحشة..
حاشا الكلمة أن تنجب طفل من النّكاح يموت، فإبنها هو الإنسان الرّوح أي ملك الموت.. نادرا ما تنزل الكلمة للرّجل في صورة إمرأة وتقبّله من شفاهه العليا لتقول له إنّك اصبحت حرّ فالشّفاه العليا على صورتها حمامة..
ونادرا ما تنزل الكلمة في صورة رجل ليقبّل المرأة من شفاهها السّفلى ويقول لها إنّك حرّة
فرق كبير بين القبلة المقدّسة والجنس..
القبلة منطق علوي والجنس منطق سفلي، القبلة تشعرنا بالمحبّة والعزّة والشّرف والإحترام، والجنس يشعرنا بالغيرة والإنتقام لا شعوريّا نحتقر الإنسان الّذي همّه الوحيد ممارسة الجنس، الزّاني والزّانية هما صنف بشري عاقّ ليس لهما إحترام ولا تقدير لأيّ شيئ يتصرّفان مثل الحيوانات بلا عقل ولا شعور يسيئون لغيرهم فكريّا وشعوريّا وبالتّالي هما لعنة السّماء والمجتمع.. فنحن نستعمل القبلة لنشكر بها الأعمال الجميلة، وتجتاحنا الرّغبة في الجنس حين نري المفاتن والإغراءات والجمال المصنّع والمركّب، ونمارس القبلة في الضّياء أمام كلّ النّاس لكن الجنس نمارسه في الأماكن المظلمة بعيدا عن عيون النّاس..كذلك لا يمكننا أن نقبّل شخصا لا نحبّه بالفعل لكن مع الجنس يمكننا ذلك، مع الجنس الإنسان دائم الوقوع في الخطيئة فهو سبب كلّ الشّرور مثله مثل المال يغري بالسّعادة لكنّه مليئ بالغدر والشّرور..
مع القبلة يشعر الإنسان بالأمان والأنس ومع الجنس يشعر الإنسان بالخوف والرّعب.
القبلة قداسة والجنس نجاسة القبلة كرامة والجنس ندامة، القبلة شرف والجنس قرف، القبلة مريحة والجنس فضيحة، القبلة إفتخار والجنس عار، القبلة صداقة والجنس عياقة القبلة شفاء للنّفوس المريضة والجنس عزاء لتلك النّفوس.. مع القبلة ليس هناك ظالم أو مظلوم، وليس هناك غالب أو مغلوب، لكنّ الجنس كلّه ظلم فكم خرّب هذا الجنس الفوضوي من أسر وكم شرّد من أطفال وكم أبكي نساء ورجال، فقبل الأكل والنّكاح كان للإنسان جناح وكانت حياته حريّة وأفراح ..
هذا الجنس ذاهب بنا إلى النّارإلى الإحتباس الحراري وعدم الأمن المائي والهوائي والغذائي..هو سبب الأكاذيب والخيانات وعدم التّوازن النّفسي والجسدي لكلّ من الرّجل والمرأة..
فهناك مناطق تعاني العزوف عن الزّواج ومناطق تعاني تعدّد الزّوجات، هناك مناطق درجة حرارتها تحت الصّفر وأخري درجة الحرارة فيها فوق الأربعين، وهذا الإنسان لم تحصل له أي عمليّة تطوّر أرقي وأجمل، فلا يمكن لجنس لا يخضع للمحبّة الصّادقة أن يضمن حياة مريحة وسعيدة.. بهذا الجنس الرّجل والمرأة أعداء و لا أحد يصدّق الآخر في الحبّ
ولا أحد مستعدّ أن يغفر للآخر مهما كانت خطاياه ولا أن يموت لأجله.. الحبّ والحريّة إذا هما موت لأجل الآخر
فهذا الجنس لم يؤمّن لنا سوي حياة وهميّة مصيرها الموت، فقد سبّب إنفجارات بشريّة مريعة وبلا معني.
إنسان غير قادر أن ينظّم حياته الجنسيّة بعقله وشعوره وغير قادر أن يسيطر على شهواته البهيميّة، فلا الرّجل تكفيه إمرأة واحدة ولا المرأة يكفيها رجل واحد، لذلك هما الإثنين محكوم عليهما بالموت، هما تحت حريق الحبّ لأنّهما يريدان التّخمة في الأكل و ممارسة الجنس، لذلك الإنسان بالقبلة المقدّسة هو بسمة السّماء وبالنّكاح بصقة السّماء، فكم أبكانا وألّمنا وأتعبنا الأكل والجنس وكم أسعدت نفوسنا الكلمة الجميلة والقبلة الصّادقة..
فالقبلة توقيع إنساني راقي عقلي والجنس توقيع حيواني غريزي.لذلك الإنسان في مفترق طرق بين القداسة والنّجاسة
لم نري في حياتنا حيوان يتلذّذ بالقبلة مثلما يتلذّذ بها الإنسان، فالحيوان لا يمارسها لأنّه بلا عقل
فالقبلة تطوّل عمر العلاقة بين الأصدقاء والجنس يقصّرها، القبلة تشجّع على العمل والجنس يشجّع على الخجل والكسل، كم سبّب الجنس من كوارث وذنوب في حقّ الإنسانيّة، فهو سبب المجاعات والأمراض النّفسيّة والأوبئة ، هذا الحبّ حلم الإنسان وهو إمّا موته الأبدي وإمّا حياته الأبديّة، هذا الحبّ إمّا ليل الإنسان وإمّا نهاره، إمّا سجنه وإمّا حريّته، ، إمّا تعاسته وإمّا فرحه، فمع الصّدق في الحبّ يعيش الإنسان الحلم النّفيس ومع الجنس فقط يعيش الكوابيس
الحبّ في هذه الحياة جرّعنا الكاس وفي الثّانية يهرب بنا عن عيون النّاس..
لذلك إبن العذراء لم يقع في خطيئة النّكاح ومات ولم يتزوّج، لأنّ النّكاح شيئ غير مقدّس، وهنا أسأل سؤال هل العزوف عن الزّواج هو المقدّس ؟ ولماذا لم يرجع لنا المسيح ؟ وكيف كان ينظر لنفسه وينظر للمرأة؟
ومن تكون المرأة الّتي أنجبت بالأب ومن غير أب؟
من تكون تلك الّتي أنجبت للعبوديّة وأنجبت للحريّة، تلك الّتي أنجبت للتّراب وأنجبت للهواء، أليس بالكلمة نتحرّر وبها نستعبد؟ أليست المرأة مرآة الرّجل والمجتمع؟
فرسالة المسيح تعني إمتلاك الإنسان لعرش نفسه أي عرش الإنسان الحرّ الّذي لا يملك شيئا ولا يملكه شيئا وبذلك هو سيّد الحيوانات ، هو روح اللّه وكلمة اللّه، رسالة المسيح رسالة الحريّة.
أمّا الرّسالة الثّانية فهي رسالة العبوديّة، أيّ حبّ السّيطرة على الأرض ومن عليها، فالسّيطرة على النّفس والشّهوات قدرة إنسانيّة والسّيطرة على الأرض ومن عليها كذلك قدرة إنسانيّة، فلو خيّر اللّه الإنسان بين إمتلاك عرش الإنسان فقط وبذلك يكون في السّماء وبين إمتلاك الأرض ومن عليها وبذلك يكون في الأرض؟
لأختار الحرّ عرش الإنسان فقط وإختار العبد عرش الأرض ومن عليها، فأتباع المسيح لا يملكون ولا يرثون الأرض
وأتباع الرّسول يملكون ويرثون التّراب والأموال، الإنسان بالعقل والشّعور مخيّر بين الملكيّة والحريّة..
لذلك الحيوانات لا تفكّر في الملك تعيش اليوم باليوم حسب الحاجة ولا يحاسبها أحد على ذلك، الحيوان ليس له هذا العقل لكي يميّز به ويختار به بين الأبيض والأسود، وبين معاني الحريّة ومعاني العبوديّة..
فالسيّد المسيح إختار الموت لأجل الآخر وليس قتل الآخر لأجل نفسه لذلك هو آب فدائي مرفوع..
الأوّل كان معلّم والثّاني أميّ، هذه إرادة السّماء كي تفسّر للإنسان الفرق بين العلم والأميّة، بين الفرح والحزن وبين الحريّة والعبوديّة
فالإنسان ولد حرّ وإن ظلم فقد ظلم نفسه، فعوض أن يقتل الإنسان غيره فالأجدر أن يفعل ذلك مع ظلمات نفسه
المتعطّشة لسفك الدّماء، فليس أغلى من دمّ الإنسان عند الإنسان وليس أغلى من كلمة الإنسان وليس أغلى من الإنسان الحقيقي عند اللّه فهو في مقام الإبن.. فمن عشق إمتلاك النّفوس دينه قمريّ ليليّ ومن عشق إمتلاك نفسه دينه شمسيّ أي نهار..
اللّيل هو الظّلم والزّمن القهّار والنّهار هو ميلاد الأحرار
لا حياة للإنسان مع اليأس ولا يأس مع الحياة وكلّ فرد له قدرة على التحرّر
الموت جسر من تخطّاه يتحرّر ومن عجز يسقط في الهاوية
والحبّ الحقيقي الّذي يجب أن يشرب منه الإنسان هو الحلم، كلّ إنسان له واقع خاصّ وحلم خاصّ ولا يمكن أن يعلم أحد بالآخر ولا أحد له دعوة أن يحرّر الآخر من أخطائه وظلمات نفسه، فكلّ إنسان له عقله وشعوره وكلمته وهو على نفسه مسؤول، إمّا يتحرّر وإمّا يأكله الغول..

Aucun commentaire: