vendredi 10 avril 2009

الرّجل الإلاه

هو إنسان كامل ، كلّ هذا أتاح له أن يشعر أنّه قادر على السّيطرة، فهو يبدي إحتقاره للمرأة رغم حقيقة تلازمه بأنّه شديد التعلّق بها، حين ظهرت المرأة في حياته أرادها مسكينة مغلوبة على أمرها من ذلك تبيّن له أنّه هو السيّد وهي العبد أو التّابعة له، نظرتها مخالفة لوجهة نظره تلحّ عليه بالإنتباه لها، فوضعها في الحياة يبعث على التّأنيب المستمرّ له. على مستوي لا شعوره هو السّماء وهي الأرض وحين جاء ليعيش معها أصبح منشطر الذّات، شطر يدعوه للقيم السّامية الّتي تتطلّب التّضحية في سبيلها ..وشطر يدعوه إلى النّهم مع نساء أخريات، هذا الإنقسام في طوايا نفسه أفسد حياته وحياة من حوله، فكلّما أفرط في لذائذ الحياة شعر بوخزات الضّمير تلاحقه, فقد الرّجل قيم العدل مع المرأة والحلم أصبح يحثّه على واجب الإلتزامات، حيث لا يمكن ولا يحقّ له أن ينعم بالحياة والآخر يعاني الفاقة والعوز، موقف المرأة في الحلم موقف المعارض تماما وردّة فعلها عنيفة ومخيفة ضدّ الرّجل، فالزّواج الّذي كان يظنّ انّه سيجلب له الرّاحة والمتعة على حسابها جلب له الشّعور بالعقاب وتأنيب الضّمير لأنّه لم يكن عادل، إبتعد عن الزّواج وعاشر الأخريات لكن ما جدّ من أحداث جديدة لم تكن لتحقّق له ما كان يحلم به من نجاح فهو وإن إبتعد عن الزّواج فقد أوقع نفسه في قفص نساء تحرّرن من الأقفاص وما كان لهنّ حقّ التحرّر فهنّ حيوانات يجرون إلى السّرير..
الرّجل الإلاه أصبح يشعر بالإختناق فعليه الرّبط بين مدلول تلك الحيوانات وبين دوافعه هو النّفسيّة، النّملات جذبن الصّرصار إلى جحرهنّ.. أخفق الرّجل حين تصوّر أنّ الحبّ هو الجنس، ومنذ أن أكل التفّاح وأعتقد أنّ المحبّة نكاح فقد الرّجل الإلاه الجناح وتحوّل الماء الّذي كان يشربه صافي إلى نتونة والطّّعام الّذي يأكله لذيذ إلى نجاسة والهواء أصبحت له روائح كريهة تسبّب الأكل والنّكاح في تلوّث الهواء والماء والغذاء وأصبح إنسان أرضي يحلم بالحريّة أصبح يشعر بخلل في نفسه حيث هو غير قادر على الزّواج بواحدة وغير قادر على التعدّد، وما كان ليضمن لنفسه حياة مريحة مع المرأة، فقد الرّجل البهجة داخل نفسه وقد جرّب هذا الحبّ وذاك وبقي في مفترق الطّرق ومات المعلّم الجبّار أمام الحبّ الّذي منه جئنا وإليه نعود، مات المعلّم الجبّار وموضوع المرأة في حياته سؤال بلا جواب.. فايّ حريّة مات لأجلها وأيّ حياة أبديّة وأيّ جنّة تجري من تحتها الأنهار، بقي الرّجل يعيش إنفجارات حيث تصرّفاته أصبحت غير معقولة ووضعه ذاهب إلى الإنهيار، الحقيقة أنّ هناك خلل وعليه أن يراجع تصرّفاته..
وضع كهذا يستحقّ النّظر إلى داخل أعماق الذّات وحين نفهم الحلم نكون قد تجاوزنا القلق والإضطراب والخوف، الحلم يفتح مجالات المستقبل للحريّة.. حين نشعر بهذه السّعادة في الحلم ننتقل من حياة مقيّدة إلى حياة حرّة من غير قيود وذلك بإستكشاف أرجاء روحيّة سامية ورفيعة لم يتمّ إرتيادها من قبل , لا مجال لرجل أن يتحرّر بدون المرأة ولا مجال للمرأة أن تتحرّر بدون رجل..
لسنا جميعا على حظّ في الحبّ فالمرأة التّي تكون متحرّرة من الأعراف والسّلط تبحث دوما عن الإستمتاع بالحياة ويقينها من تحرّرها يجعل تكوينها منحازا إلى السّماء لا للأرض، عندما نتعرّف على أشخاص عن طريقهم نعرف ونتعرّف عن وثائق شخصيّة تهمّنا وعن ميولات نبحث عنها في الحياة ، حين نحبّ بصدق فإنّ الحلم ينبئنا عن هذا الحبّ، هذا الحبّ الّذي نري فيه أنفسنا، قد يحدث أن تكون الزّوجة أو الزّوج في علاقة غير متوازنة حيث كلّ واحد منهما محروم، فلا أمل لهما الإثنين أن يكونا منشرحيّ النّفس وهنا عوض السّعادة يحلّ العناد والرّفض والتّمنّع وكلّ واحد يصبح يتصرّف من وجهة نظره الخاصّة، هذا المنهج ألحق بالرّجال والنّساء دمارا كبيرا بسبب مؤسّسة الزّواج المقيّدة بالملكيّة والمال والضّغوطات الإجتماعيّة، فالبيت يصبح عبارة عن مقبرة وكلّ قبر في داخله إمرأة رأسها متدلّيا من سرير، إذ على المرأة وحدها أن تضحّي من أجل خدمة الرّجل والأبناء وبذلك هي صورة متحرّكة بلا مشاعر خاضعة للمنهجيّة الّتي أعدّها الرّجل على نحو معيّن لنفسه والّتي يريدها على هواه.. الرّجل تصوّر بذلك أنّه قتل المرأة حين بني علاقة الحبّ حسب مفهومه الخاص، لكنّ الّذي يشعر أنّه نسر لا يبني لنفسه قفص، إذ على الرّجل أن يترك المرأة تبني أسلوب حياة تؤثّثه حسب قيمها الخاصّة، قيم تريدها كما ينبغي أن تكون عليها المرأة الحقيقيّة الحرّة حسب مفهومها وكما تري من وجهة نظرها الخاصّة بها, حياتنا في حقيقتها موت والموت إمّا حريّة وإمّا عبوديّة، نحن نعيش في عالم مجنون وعلينا أن نختار بين أمرين إمّا المساهمة في هذا الجنون وإلاّ نعمل لنكون أحرار فلا الرّجل يفكّر في إمتلاك المرأة ولا المرأة تفكّر في إمتلاك الرّجل وذلك لكي تتقوّى مملكة الحلم ونصبح قادرين أن نتلقّي منها الإلهام الإبداعي فالأمر يتطلّب معرفة نفسيّة محترفة بالآخر لتكون النّتائج أنجع وأنفع وأبرع
الرّجل لا يحبّ ولا يؤمن بالعدالة مع المرأة فهو إمّا يتجاهلها وإمّا يسيطر عليها لذلك ظلّه لا يؤمّن له راحة نفسيّة ولا حلم واعد لم يسكن في ظلّ الرّجل إلاّ حبّ السّماء أو حبّ الأرض لكن لن يكون وحده لا في السّماء ولا في الأرض
في الموت هي معه و في الحياة معه التّاء المفتوحة فيها إثنين والتّاء المربوطة عليها إثنين

Aucun commentaire: