samedi 11 avril 2009

الإنسان خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الوراء

هناك حكّام يسيرون بشعوبهم إلى الأمام،إلى التحرّر والنّظام وهناك حكّام يسيرون بشعوبهم إلى الوراء إلى عبادة الأصنام النّتيجة شعوب تعشق الموت وشعوب تعشق الحياة
شعب أفاض لهيب جنوني فحاولت أن أسقيه بماء المطر وأغسل وجهه بضوء الشّمس والقمر، شعب حيث تكلّم بحريّة تلاحقه الأحكام، شعب صار الكلام يوجعه والصّمت يعذّبه، كلّ مبدع فيه عليه أن يكون بوقا للحاكم وإن خالف الأحكام حكم عليه بالنّفي والسّجن والإعدام، كلّ مبدع عليه أن يقبل الوسام، وكلّ المبدعين عليهم أن يتصرّفوا كأطفال جياع، يشرّف الحاكم أن يجمّعهم كالأغنام على طاولة الطّعام، يشرّفه أن يدخلهم لحجرة العرش لكي يقولوا كلاما جميلا في السّلطانة والسّلطان، يا لها من غزوة مضحكة ترقص فوق الكبرياء وتفترس المبدعين والإبداع، هؤلاء المبدعين أطباق شهيّة على طاولة السّلطان يعلفهم وينام سنينا وسنينا، هم يتعبون ويشقون والسّلطان يأكل وينام ويرتاح، هؤلاء المبدعين أقلامهم مفخّخة، أقوالهم مفخّخة ترعبهم حكاية قطع الأعناق، هم يرتعشون من خشخشة الأوراق، لا يؤمنون أنّ الّذي يموت لأجل الحقّ والحبّ والحريّة يموت إنسان حرّ ، يخافون لو خالفوا الأحكام ينحرهم السّلطان كما تنحر النّياق،
هؤلاء المبدعين رؤوس مصليّة باعوا الضّمير الحيّ وباعوا الكرامة الإنسانيّة وأختاروا العبوديّة.. عليهم أن يرشّحوا السّلطان حاكما مدي الحياة خوفا على الدّين والأخلاق،الخوف والجوع والطّمع ظالم يا مبدعين
السّلطان قادر أن يمنع الشّمس من الإشراق، قادر أن يكسّر العظام والأقلام ويسجن ويعدم بإسم الحريّة والوفاق، لو أحد من هؤلاء المبدعين فكّر أن يذهب إلى المرحاض سوف يجد صرصار ينتظره تحت الجدار كي يزرع في قلبه الرّعب والدّمار، هذه الأحكام وثيقة أبديّة موقّعة مثلها مثل وثيقة الصّداق تشهد أنّ الحبّ بين الحاكم والمحكوم والفاعل والمفعول إمّا نكاح وإمّا طلاق، هذا هو واقعنا الأسود بدون تعليق فكلّ ما قيل عن الدّيمقراطيّة والحوار والحقوق والحريّات ليس سوي تلفيق، سائرون بحكم مدي الحياة كالسّكاري ، كالموتي نستنشق الكآبة من مصيدة الرّقابة، هذه الأحكام تغتصبنا كما تريد وتنكحنا كما تريد وتحاصرنا إن قلنا لا بالنّار والحديد..

كيف نركع يا اللّه على أرض تخرج لنا منها الذّئاب، كيف نركع على أرض هاجرت منها وإنتحرت فيها النّسور وإنتصر فيها النّمل والنّاموس والذّباب..
هذا الرّكوع يا اللّه نمارسه خوفا من النّار وحبّا في الأجرة، نحن نحبّك لأنّك غنيّ وقهّار ونحن من طبعنا نبوس اليد الّتي تقتلنا وتخنقنا وتحرقنا وتقهرنا ، لو قلت لنا إنّي فقير معدم قد قدّمت لكم كلّ شيئ ولم أبقي لنفسي شيئا إلاّ الموت لأحتقرناك ولو قلت لنا إنّك إنسان ضعيف لصلبناك، ولو قلت لنا أنّك وحيد لتجاهلنا وجودك، ولو قلت لنا إنّك تحمّلت الجراح لأجلنا والآلام لأقمنا لذلك الأفراح، فالخوف والطّمع هما أساس حبّنا الشّديد لك نحن يا اللّه نداوي بعضنا بالأجرة ونعلّم بعضنا بالأجرة ونحبّ بعضنا بالأجرة ولا نطرب بعضنا إلاّ بالأجرة، ونعطي الضّوء والماء والهواء والتّراب لبعضنا بالأجرة بإختصار لا نقوم بحركة لوجهك أو لوجه الإنسان إلاّ بالأجرة، بدون أجرة لا نقدر على التّنفّس ولا على الحياة، بدون أجرة نموت في الظّلام والعطش والجوع ونكفّ عن العمل والمحبّة وتنعدم فرحتنا بالحياة..
إقرأ يا اللّه من عيوننا المأساة والحزن والشّتات، هذا الوطن نصفه سجن والنّصف الآخر حرّاس، هل أنت يا اللّه من أعطي الحريّة والحياة الأبديّة للحكّام ومنعت عن الشّعوب حريّة الكلام؟ هل أنت من منحتهم الحقّ كي يرموا الرّمل في عيوننا وجعلت الصّلاة أقفال في أفواهنا؟ هل أنت من قال إذا ركعتم للخوف والموت أعطيكم أجرة وإن لم تفعلوا أحرقكم بالنّار؟ ما معني الشّوري يا أللّه وما معني الشّفاعة؟ من سيشفع لنا إن كنّا في هذا الرّكوع كاذبين؟ من سيرحمنا يا أللّه إن كنّا في حبّك منافقين؟ من سيحرّرنا من الموت إن كنّا لهذه الحريّة جاهلين؟ من سيحبّنا إنّ كنّا للمحبّة ناكرين؟ ومن سيحترمنا إن كنّا أناس متخلّفين؟
أليست الصّلاة صدق في القول وإخلاص في العمل؟ أليست المحبّة عطاء ؟
ما الفرق بين عمل نقوم به نحبّه وبين عمل نقوم به تحت سياط الخوف والأجرة ؟
ما هي الأجرة الّتي يترقّبها هذا الإنسان أكثر من كونه إنسان جسد وكلمة حرّة؟
ما هي الأجرة التّي ينتظرها أكثر من الماء والضّوء والهواء والتّراب..
هذه العناصر الأربعة مرسومة على الأصابع يمينا ويسارا ومعهم بصمة تجعل الإنسان إمّا فوق وإمّا تحت، إمّا حرّ وإمّا عبد ..نحن عقول يا اللّه تحسب كثيرا لأجل الأجرة وقلوب تصلّي كثيرا لأجل الأجرة..

فأجمل أجرة لهذا الإنسان هي الموت في حفرة بلا ضوء ولا ماء ولا غذاء ولا هواء.
فعين هذا الإنسان يا اللّه أكبر بكثير من عينك ولا يكفيها شيئا.

لماذا يا اللّه حين ننظر للتّراب نبكي وحين ننظر للهواء نبتسم؟
أحبّك يا اللّه لأنّ الإنسان غالي عندك ورخيص بالأجرة..
أحبّك لأنّ الإنسان للهواء بالحبّ الكبير وللتّراب بالحبّ الأجير. أحبّك لأنّك الحقّ والحبّ والحريّة
ونحن الظّلم والعبوديّة..
أحبّك لأنّك الضّياء ونحن الظّلال، لأنّك الحبّ ونحن الأجرة.
لأنّك الهواء الواسع ونحن القبر الضيّق، لأنّك الجود ونحن الجحود، لأنّك خلقت الإنسان والكون بالحبّ ولم تخلقه بالأجرة..

إرحم يا اللّه عشّاق الأجرة إنّهم لا يعلمون، فلو بكي الإنسان على نفسه فهو لا يقدر أن يبكي مقدار حفنة ماء
ولو طلب المغفرة بكلّ الصّلواة فهو لا يقدر أن يحصل بكلماته على حفنة هواء ولو إحترق على نفسه فهو لا يقدر أن يحصل على حفنة تراب ولو سهر اللّيالي يتأ مّل في كيفيّة خلقه لما إستطاع أن يسهر أكثر من ثلاث ليالي
فهل يفهم الإنسان معاني اليدين في الأخذ والعطاء ومعاني العينين المرسومتين كالميزان ومعاني الشّفتين العليا حريّة والسّفلى عبوديّة ومعني النفس الرّجل والمرأة من نفس واحد.. كلّ شيئ مرسوم بكلّ دقّة وكلّ فنّ على الجسد. فهل نفهم ما معني الإنسان العقل والشّعور أم نحن حيوانات نتناسل كالزّاحف ونتعاطي العلف والماء؟
المحبّة والحريّة عند طلوع الفجر تدافع عن الحمام والأطيار كي تحلّق كما تريد وتدافع عن الدّيوك كي تنكح الدّجاج كما تريد، وتدافع عن السّمك الكبير كي يأكل السّمك الصّغير كما يريد وتدافع عن الإنسان أن يختار مصيره بالقول والفعل كما يريد.كلّنا إلى الضّمير الحيّ والكلمة الحيّة الحرّة أمّ الإنسان راجعون، هذه الأمّ الّتي أنجبت الإنسان بدون آب بالعشق والحبّ الكبير والصّبر الكثير،
هذا الحبّ هو الأليف والياء، البداية والنّهاية، هو آي الألم واللّذّة منه جئنا وإليه نعود
هو الّذي يبكينا ويفرحنا، يشقينا ويسعدنا به نحيا وبه نموت.،,
_____________________________
تأمّلات كتبتها إمرأة مجنونة وسبب جنونها هو هذا الحبّ بين المرأة والرّجل
أنا إمرأة مجنونة أعيش في الأوساخ والفوضي والمرض، عذّبت زوجي وهو عذّبني دخلت إلى مستشفي الأمراض العقليّة بمرض إسمه إختلال المزاج أي إختلال التّوازن
مشكلتي هذه المرأة وهذا الرّجل فلا أدري إن كنت أكنّ لهما كرها كبيرا أو حبّا كبيرا، هما سبب سعادتي وشقايا
هما سبب حزني وفرحي هما سبب موتي وحياتي..
حين دخلت للمستشفي نسيت أمّي وأبي وأبنائي وزوجي وأصدقائي، كنت أشعر حينها بسعادة لا مثيل لها لا لشيئ إلاّ لأنّي فقدت الوعي بالأشياء وبالواقع الّذي يحيط بي ،هذا الواقع المليئ بالضّغوطات النّفسيّة،، فقدت الوعي بالشّبع والجوع فلا أدري متي أشبع ومتي أجوع، حين كان زوجي يزورني هناك في المستشفي كنت أطلب منه الموز والتفّاح، فكلّما أتي يزورني يأتيني بالموز والتفّاح، ذاك التفّاح كنت أضرب به كلّ مجنونة تعترضني، أضرب على الرّأس مباشرة التفّاح يوجع الرّأس حين أضرب به المرضي المجانين، وحين يحاولون ردّ الفعل يتصدّي لهم الطّبيب والممرّضة، أنا أكره التفّاح ولا أحبّ أكله بل أجد سعادة حين أضرب به النّساء
أمّا الموز فعوض أن أضعه في فمي كنت أضعه في عيني لا شعوريّا أظنّ أنّ العين هي الفمّ
المرضي كانوا يضحكون عليّ وكنت أموت ضحك معهم ، مرضي إسمه جنون التفّاح والموز. أو إختلال المزاج بين التفّاح والموز كان مرضي يضحك المجانين ويقتلهم بالضّحك..
آي آي من التفّاح والموز كم أسعدني وكم ألّمني..
كم كنت سعيدة بذاك الجنون وكم كنت كئيبة وحزينة ..
سعيدة لأنّي فقدت الوعي بالأشياء وأصبحت حرّة طليقة.. وكئيبة لأنّي فقدت مداركي العقليّة والعاطفيّة وأصبحت مثلي مثل الحيوان
أصبح النّاس والأصدقاء يقولون عنّي مسكينة فقدت عقلها وأصبحت مجنونة تتصرّف مثل الحيوانات.
وحين شفيت فهمت معاني المرض وأبعاده النّفسيّة ..
وسألت نفسي ما سرّ التفّاح والموز ؟
المرأة تملك التفّاح الّذي يغذّي الشّعورأي القلب والرّجل يملك الموز الّذي يغذّي العقل فالمرأة في حاجة للعقل والرّجل في حاجة للشّعور... إذا بكم باعت المرأة الشّعور وبكم باع الرّجل العقل في السّوق السّوداء تحت غطاء الحبّ؟ وكم ثمن العقل والشّعور؟ وما تأثير ذلك على الصحّة النّفسيّة والجسديّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والسّياسيّة
التفّاح والموز سبب السّعادة وسبب الشّقاء لكلّ من الرّجال والنّساء، المال أفسد الثّمار وقيمة الثّمار..
التفّاح والموز الفاسد سبب جنوننا اليوم وجنون الأرض والسّماء
هذا التفّاح الّذي كان يغذّي بالمحبّة والأنس أصبح سلعة معروضة للبيع في فضاءات الإثارة وكذلك في الفضائيّات الحرّة، أصبح هذا التفّاح غير قادر أن يمنح الحبّ وغير قادر أن يغذّي الرّوح، أصبح بضاعة للإستراد والتّصدير ولم يعد ملجئ للحنان والعطف والرّاحة النّفسيّة..الثّدي أصبح تفّاح فاسد في السّوق السّوداء يباع ويشتري، المرأة باعت والرّجل إشتري والثّمن موت إنفرادي.
فقد الموز هو الآخر دوره في تغذية العقول المريضة بالعلم والمعرفة وبعدما كان طبيب للعيون أصبح يعميها
لذلك العلاقة بين المرأة والرّجل أصبحت علاقة بين قطّ وفأر، وقد فقدت معانيها الإنسانيّة الرّاقية
كلّ ما يحتاجه مجتمعنا اليوم هو برنامج دواء فالعلاقة بين الرّجل والمرأة هي علاقة شفاء وليست علاقة بيع وشراء
علاقة محبّة وتكامل وليست علاقة عداء..
الأمراض النّفسيّة أصبحت خطيرة والأوبئة كثيرة والجميع في حاجة إلى الدّواء
فدور التفّاح هو إعادة التّوازن العاطفي وإعادة الرّوح الإنسانيّة
ودور الموز شفاء العقول المريضة وإعادة التّوازن المعرفي
لا توجد إمرأة اليوم تطمئنّ أو تثق في الرّجل، ولا يوجد رجل يثق أو يحترم المرأة كإنسان
الإثنين يعيشان عمليّة خسوف وكسوف، المرأة لها سلطة الجمال والذّكاء والرّجل له سلطة المال والقوّة
فلا الجمال يبقي ولا المال والدّوام لهذا العقل والشّعور(الشّمس والقمر) بدونهما الأرض في ظلام
العقل علم وذكاء والشّعور محبّة. من يكون الإنسان بدون عقل وبدون شعور
أو لعلّنا وضعناهما في كيس ورميناهما في البحر
لعلّ في يوم ما يخرجان من هذا البحر زوج حمام.. لا يأكلان ولا يلوّثان الهواء والماء والتّراب ولا يفعلان الجنس مثلنا.
نحن في حاجة أكيدة لبرنامج دواء لهذا العماء الفكري والعاطفي
متى كانت النّفوس رخيصة ومتى كانت العيون حفر بلا معني ؟ الأمراض خطيرة وقاتلة للجميع بلا إستثناء
لعدم وجود المحبّة الصّادقة بين الطّرفين، عافا اللّه الجميع من مرض الجنون.. فبدون عقل وشعور لا معني للحياة
يصبح الإنسان حيوان بلا قيمة و بلا إحترام، يصبح لحم للإستهلاك
فاليسأل الأنسان نفسه كيف يستهلك لحم الحيوان؟ ولماذا لحم الإنسان لا يأكل نيّ إلاّ لدي الحيوان؟ لماذا الإنسان يدفن أو يحرق؟ لأنّ هناك جنّة ونار.
فالموت قاسي على الجميع والمرض قاسي والحبّ لغز لا يفهمه أحد، فهو يأكلنا جميعا ونحن في عينه كلّنا حيوانات
بلا عقل وبلا شعور تتحكّم فينا غرائز الشرّ والوحشيّة والظّلم، هذا الحبّ لا يغيّر ما بقوم حتّي يغيّروا ما بنفوسهم
هذا الحبّ منه الدّاء والآلام والجراح والموت وعن طريقه فقط تكون الحياة ويأتي الشّفاء
الحبّ يسكن فينا ويرافقنا كظلّنا ولا أحد قادر أن يكذب عليه، هو يعرف كلّ الأسرار لأنّه الضّياء والكلمة الحقّ والمحبّة والحريّة ولنا موعد كلّ ليلة معه في النّعاس ولنا موعد حين يأتي الموت والإفلاس
لا أمل لنا في رؤيته لأنّه هواء روح غير متجسّد، هو حرّ في أن يشكّلنا كما يريد ونحن أحرار في أن نتخيّله بالشّكل الّذي نريد
العلاقة بيننا وبينه نفس، حفنة هواء يرجعها إليه متي شاء، نحن شموع وهو الضّياء
نحن مترين من التّراب وهو الأرض بأكملها.
لا أحد قادر أن يمتلك الأرض لنفسه ولا الهواء لنفسه ولا الماء لنفسه ولا الضّوء لنفسه، كلّ النّاس إخوة في هذا الملك ينقصنا كيفيّة إستعمال العقل والشّعور وكيف يسخّرهما الإنسان للحياة أو للموت، للحريّة أو للملكيّة الخاصّة.. الإنسان مقيّد بالملكيّة، الملكيّة سجن الإنسان. ومأساتنا كيف نتحرّر منها.كذلك الملكيّة مليئة بالظّلم.. فكيف نتحرّر من الظّلم السّاكن في نفوسنا جرّاء الملكيّة؟ الإنسان ولد حرّ وليس هناك شيئ يملكه ويعذّبه إلاّ هذا الإنسان..وليس هناك شيئ نراه بعيوننا مسؤول على عبوديتنا وملكيتنا وموتنا، فبأيّ حقّ وبأيّ حبّ وبأيّ حريّة يقتل الإنسان أخاه الإنسان ويظلمه وهو غير قادر على خلقه..
اللّه لا نراه بل نشعر به ونفكّر فيه نحبّه جدّا أو نخاف منه جدّا, نحبّه إن كنّا أحرار فهو حرّ. ونخاف منه إن كنّا عبيد فهو موت
فنحن ننصر الموت والظّلم والوحشيّة والعبوديّة ولا ننصر الإنسان المحبّة والحقّ والحريّة ، لذلك الإنسان بالملكيّة عبد وبالحريّة إبن .. كلّ شيئ أعطاه اللّه للإنسان مجانا إلاّ الحريّة فهي تفتكّ بالعذاب والألم والجراح.. فالحريّة ضدّ الملكيّة والإنسان له حبّ الملك والأنانيّة، وهو يعلم أنّه لا يملك شيئا إلاّ فعله وقوله. وأنّ اللّه لا شريك له في هذا الملك. الملكيّة شرك وكفر، وهي ظلم ووحشيّة، فماذا تملك أيّها الإنسان ؟ فحتّي جسدك وروحك لا تملكهما. وكيف تفكّر أن تملك الآخر بغير حبّ لأجل الإستغلال والمصلحة الخاصّة. هل تملك المرأة محبّة للرّجل وهل يملك الرّجل هذه المحبّة للمرأة؟ أم يملكان محبّة للمال الّذي صنعوه بيديهم ولم تمطر السّماء لا بالفضّة ولا بالذّهب ولا بالمال. فلا خير في الّذي يبيع الحبّ ولا خير في الّذي يشتريه أو يأخذه بالغصب, الحبّ لا يقدّر بثمن ولا الحريّة..
هل رجع لنا من الموت إنسان ؟ هل رجع لنا ربّ لا يأكل ولا يلوّث ولا يفعل الحبّ؟
هل يوجد في هذه الحياة إمرأة ورجل من نفس واحد كلّ واحد منهما يري صورته في الآخر؟
هل فهم الرّجل أنّ ظلّه إمرأة والمرأة موته وحياته وهل فهمت المرأة أنّ ظلّها رجل والرّجل موتها وحياتها؟
هذا البيت وهذه الأرض فوضي بشكل غريب والسّبب هو الإنسان العاشق لذاته الخاصّة. اللّه ناكر لذاته في سبيل الإنسان
فلا هو أناني ولا هو ظالم ولا هو الّذي صنع المال..الإنسان صنع موته بهذا المال وصنع سجنه وعذابه في الدّنيا والآخرة..
نرجوا من اللّه أن تكون الحياة ختامها مسك وليس نتونة، فرح وليس بكاء، صحّة جيّدة وليس أمراض
نحن في هذه الأرض تحت رحمة ربّ لا يأكل ولا يلوّث ولا يفعل الحبّ عقل جبّار أصبح يخترع لنا
طائرات بدون طيّار فماذا يا تري نختار الرّب أو الحبّ، العقل أو الشّعور؟ العلم أو الإيمان بالمحبّة
عقل البشر شرّ والشرّ شيطان رجيم والشّعور تبشير والتّبشير إنسان
العقل مكتسب والشّعور موهوب
العقل ربّ والشّعور حبّ
العقل نار والشّعور نور
العقل موت والشّعور حياة
العقل علم والشّعور إيمان
العقل نقمة والشّعور نعمة
العقل ملاّك والشّعور ملاك
العقل سلطان والشّعور إنسان
لذلك العصفور يطير بقلب كبير وعقل صغير فهو في الحريّة
والبشر العكس لهم عقل كبير وقلب صغير فهم في السّجن
العصفور تنقصه اليدين
والبشر تنقصهم الأجنحة أيّهما أسعد؟
لا أحد يمتلك السّعادة ولا التّوازن العقلي والشّعوري ولم يظهر في سمائنا هذا الإنسان الكامل
هل الكمال للعقل ؟ هل هو للشّعور؟ هل هو للرّجل؟ هل هو للمرأة ؟ أم هو لهما الإثنين أللّه بخلقه أعلم
نحن في النّهاية حيوانات عند ربّهم يرزقون، لا نفهم الرّب ولا نفهم الحبّ، ولا نفهم اليدين ولا نفهم الأجنحة
لا نفهم إلاّ الأكل والجنس والقتل في سبيل اللّه.
....
..

Aucun commentaire: