lundi 20 avril 2009

الحياة حقّ وحبّ وزراعة العصافير والحريّة منقوشة على الحرف الأخير

زراعة العصافير تتطلّب إعتداء على كلّ الشّرائع، تتطلّب إكتشاف عطر مصنوع بماء الذّهب،تتطلّب إكتشاف الهواء وعطر الكلمة، عطر يقنع النّاس بضرورة وجود جنّة ثانية حيث الضّوء أهمّ من الشّمعة والعشق أجمل من الزّواج والكلمة الجميلة أهمّ من الرّعد والإنسان أجمل من الحيوان .
أقول للبحر ما أشعر به نحوه، وما الفرق بين فمي وفمه، هذا البحر هو رجل عاملني بعصبيّة، ذبحني، غرّقني، عذّبني.
قتلني عديد المرّات ثمّ أحياني، أنا أرفض المراكب الّتي لا تعرف إلى أين تسافر وأرفض أن نظلّ نتخبّط في الماء المالح ولا نسافر.
من أنت يا بحر؟ هل أنت مخلوق من الدّموع والعذاب والظّغوطات حبّا في الحياة والخلود؟ هل أنت مخلوق من نار الوجود؟ لم نشعر معك في يوم من الأيّام أنّنا في سلام ..أو أنّنا نقف على شيئ ثابت، كلّ أيّامنا معك دوار.. نحن نريد أن نعيش لكن يدك ملتفّة حول عنقنا نتوسّل إليك أن تلغي الحزن من مذكّرتنا وتلغي الدّموع لأنّنا لا نعرف كيف نضحك.
هل أنت الفاعل أم المفعول ، متي يا بحر سيتحرّر الإنسان من غبار الأرض، من جاذبيتها وقوانينها المبنية على الجنس والأكل.. كلّ من دخلك مقتول وكلّ من خرج منك مقتول، كلّ من رآك وقرأك يرتبك خوفا أو فرحا، هل أنت شيطان رجيم أم أنت رحمان رحيم؟

أنت تحكم وحدك يا بحر حيث لا تشتشير الجنين قبل أن يأتي إلى بحر الحياة ولا متي يموت، حبّك لنا شريعة أنت تكتبها وحدك ونحن ننفّذها بالبكاء والضّحك والصّبر..
مهمّتك الوحيدة هي أن تظلّ في الحكم مدي الحياة ، هل أنت الغدر يا بحر أم أنت الأمان. هل أنت القسوة أم أنت الحنان؟ هل أنت الحزن أم أنت الأفراح، هل أنت الخوف أم أنت الإطمئنان، هل أنت الحياة أم أنت الموت؟

علّمتني يا بحر الغضب والكفر والجنون وعلّمتني الإيمان والعيش في الشكّ والظّنون، أنت يا بحر قمّة الجمال والقبح وقمّة الطّيبة والجنون. الحبّ معك يستنزف العمر والدّماء، لم يعد عندي جواب عندما تسألني دموعي ويدايا متي يا بحر يشتعل النّهد في قلب المرايا.
في داخل الثّورة زرعتني، شنقتني مرّات ومرّات، إنّي أرجوك أن تبتسم، فالموج يقود إنقلابا ضدّ كلّ الخلفاء وفي عينيك غيم أسود ونبوءات الأنبياء، أريد أن ألقاك في أحسن الحالات عندما يأتي المساء. أريد أن أكون إمرأة بين أرتال النّساء المتشابهات، ما هي اللّغة المستعملة لمخاطبة الملوك، فقلبي ينبض بالدّم الأزرق..

مستريح أنت ومهمّتك نقل الثّورة إلى نفوسنا وخلق العواصف والرّياح والغيوم، مهمّتك نار تشتعل في نفوسنا تؤلمنا جدّا وتسعدنا جدّا الرّجل عندك حصان لا طموح له والمرأة حمامة بلا أمل.
أنت تلعب بنا ونحن نعيش معك الصّدام مع المجهول، الحقّ معك فالرّجل يريد إمرأة تقشّر له اللّوز والفسدق والهندي وتهديه مفاتيح حريّة لم يحارب لأجلها.. الرّجل ينظر للمرأة شهوة بلا عقل ولا شعور و جسد بلا روح.
المرأة هي الأخري تريد رجل يسقيها لبن العصفور ويعطيها حريّة لا تستحقّ شرفها، فالإكتفاء بمهام الجنس والأكل غاز قاتل لهما الإثنين

مهمّة الكلمة إذا تحويل الإنسان إلى حيوان. الأنسان حيوان ناطق يعيش لأجل الجنس والأكل.

كلّ الحيوانات تولد ومعها الكساء واللّباس إلاّ الإنسان فهو يولد عاريا وعليه بهذا العقل وهذا الشّعور أن يختار اللّباس
من النّمل إلى الإنسان عليه هذا الإنسان أن يسأل عقله أيّ الهواجس تحمله وتبحر به وأيّ كساء يحلم به.
البحر لا يرشّح الإنسان الّذي همّه الأكل والجنس والثّرثرة والهراء بل يرشّح الكلمة والعلاقة الصّادقة.. البحر لا يرشّح القذارة والظّلم والكذب والخيانة. حاشا البحر أن ينجب أو يحرّر حيوانات.
ا( فلا يؤمن أحدكم إلاّ إذا أحب للآخر ما يحبّ لنفسه)
فالإنسان إمّا قيمة أخلاقيّة وعلميّة عالية وإمّا فلا. البحر دموع وعذاب السّنين للرّجال أو النّساء .

هذا البحر يعلن أمام الجمهور أنّه عاشق على مستوي العصر، ، وإنّه مخرج ينتظر من يتقاتل معه ويقول له أنا لا أمثّل ذاك الدّور السّخيف الحيواني في الحياة بل أحبّ دور جميل يشرّفني وأقتنع به فهذا المخرج واحد من أكبر الرّجال فوضويّة وجنون ويكره من يظلّون واقفين ينظرون إليه كالأبقار .
السّحاب يعني عودة الضّباب والمواعيد الباكية، يعني خروج الخروف إلى المراعي والسّماء تبكيه بعيون رماديّة
يتساقط الأكل على هذا الخروف بكميّة متوحّشة وكلّما شعر الخروف بالتّخمة والبرد يتوسّل للأنثي أن تتبعه بلا ترذّد إلى السّرير فليس المهمّ عقلها أو كلمتها أو صداقتها أو القبلة أو جمال رفقتها .. المهمّ جنسها وأنوثتها وحسن تقديمها للأكل والجنس.. سامحوني إن جرّحت الشّعور فأنا أكره تعذيب الآخرين، وأكره البحر حين يتفرّج بفرح شيطاني على الحرائق المشتعلة فينا .. الإنسان رحلة لا تتكرّر والقدر هو الّذي أختار ونحن لم نختار، فماذا نقدر أن نفعل بالدّمع والحريق والدّهشة المسافرين معنا، علينا أن نعمل على إنفجار البالونات الملوّنة والنّساء الملوّنة والرّجال المتاجرة بالنّساء والأطفال.
علينا أن نفهم الحبّ بلونه الأبيض والأسود، علينا أن نرفض شرب الحليب المعقّم والكلام المعقّم، علينا أن نتشمّس ونفهم الغبار ومعاني العار، علينا أن نفقد شهيّة الأكل الفوضوي والتّناسل الفوضوي ونتعاطي الحبوب المنوّمة علينا أن نرفض التّاريخ ومحاولة إرجاعنا حيوانات للإستهلاك، يا للحماقة ماذا بأنفسنا فعلنا والحبّ عشق وليس مجرّد جنس وأكل، إلى أين نبحر ؟ إلى أين نذهب؟ من سيحسم أمر التحرّر أو البقاء في الظّلال؟ نحن أم البحر؟ من المسؤول عن الأمن في البلاد؟ اللّه أم الحكّام ؟ الأرض فوضي وبيت وسخ يحترق ويختنق بالغاز. البحر عدوّ الإنسان وصعب أن يعطي للإنسان حريّة، الحريّة مع البحر لا تعطي مجانا.
صديقي الإنسان كفاك فخرا ببطولاتك وإنتظر فالإسم لا يعني شيئا، ، لا تقل أنا فلان أو فلان، أو أنا حاكم الحاكمين أو أنا سلطان.. بل إسأل نفسك هل أنت إنسان؟ كفاك غرور كم تأكل أنت وكم يأكل العصفور وماذا تأكل أنت وماذا يأكل العصفور؟ ومن هو الأسعد أنت أم العصفور؟ التّاريخ وراءك مزوّر والوعد أمامك متحوّل والنّهد ثلج أبيض يبحث في بيت مهجور عن طفل مغرور ولا يرضي اللّقاء بالجبناء.
أنت الّذي تحسم الأمر، فأنت البحار المسكونة بالضّجر وأنت القلوع وأنت السّفر، إلى أين ستدخل، هل تعرف كيفيّة غسل العقل والشّعور بماء المطر؟ هل تعرف من سينزل ضيفا عليك حتّي يجيئ الصّباح؟ هل تعرف أين سترحل بعد رحيل الغيوم وإنقطاع الرّياح؟ هل لك وعد إلى أين ستبحر؟ كلّ ما يمكن أن يفعله الإنسان في مخدع الحبّ فعلته، من هي المرأة القادرة أن تمحي خطاياك؟
ومن هو الرّجل القادر أن يمحي خطاياك أيّتها المرأة؟
بماذا هذه السبّورة السّوداء منقوشة فوقنا
لا شكّ بالعاشقين لذواتهم. وما هو المطلوب من اللّه أن يفعله معهم،؟؟؟
كلّ ما يطالب به اللّه أن يحبّ الإنسان لغيره ما يحبّه لنفسه
أللّه ناكر لذاته ويعمل في سبيل الإنسان
من يدلّني بأيّ فنّ وأي حكمة، وأيّ برمجيّة وأيّ علم وأيّ صبر وأيّ قدرة خلق الإنسان الكلمة والرّوح والحلم
من يدلّني لأيّ غاية خلق الإنسان؟
ألكي يتحرّر أو لكي يسجن؟
ألكي يموت أو لكي يتحوّل؟
من يدلّني عن أهميّة العقل والمسؤوليّة؟
من يدلّني عن معاني الحريّة؟
من يدلّني عن معاني الملكيّة؟
...
.

Aucun commentaire: