samedi 6 février 2010

صراع الإنسان مع الطّبيعة لأجل البقاء

هذه الطّبيعة للإنسان هي الجرّاحة والطّبيبة، هي أصل الدّاء والدّواء هي الجرّاحة من حيث أنّها تبتلي الإنسان بمرض لغز لا يفهمه يتألّم منه وتصبح العمليّة الجراحيّة أكيدة لكي يشفي، نأخذ على سبيل المثال مرض السّلطان هذا المرض يقتل النّاس بالآلاف والإنسان لم يقدر أن يفهمه أو يسيطر عليه، طبيعة هذا المرض أنّه غدّار وهذا الغدر سمّ قاتل في طبيعة الإنسان منذ الأزل " لأنّ الإنسان في طبعه غدّار هذا المرض له ميزات الغدر
هذا السّلطان القاتل والمؤلم حين يقوم في الإنسان يكون موجع ومضرّ لأنّه يقوم على غرائز الشرّ المختبئه في النّفس والاّوعي وله طبعا أسبابه الأخري
وعلى خلاف السّلطان هناك العديد من الأمراض الأخري المؤلمة مدفونه في نفس الإنسان وهو لا يعرفها
كلّ الأمراض وكلّ الآلام هي إبتلاء لهذا الإنسان كي يتحرّر منها على مستوي شخصه أوّلا
ولكي يشفي منها الإنسان عليه أن يأخذ جرعة دواء من أحلامه فهناك من يصوّر لهم الحلم هذا الغدر في صورة حيوان مخيف فيه صفاة الغدر وعدم الأمان، تلك الصّور على الإنسان أن يدرس طبعها ويقارن طبعها بطبعه
فهي تعتبر كتلقيح ووقاية وعلاج من آلام كبيرة قادمة وموت وسجن قادم
الرّوح ترشد الإنسان كي يتحرّر من صفات الشّر السّاكنة في النّفس
لذلك التّربية لا تبدأ بب بقرة ود دجاجة بل تبدأ بم مرض وم موت أي م حيوان وم إنسان
والإنتصار للإنسان يأتي عن طريق الإنتصار على الطّبع الحيواني الموروث في شخصيّة هذا الإنسان
مثلما الغدر موجع والكذب موجع والخيانة موجعة والقهر موجع والميز الجنسي والعنصري موجع
والتّلاعب بمشاعر الآخر موجع وإحتقار الآخر موجع والسّطو على حقوق الآخر موجع والأنانيّة موجعة
والحقد موجع والبغض موجع والترفّع على الآخر موجع..
كلّ ذلك يجعل الإنسان لا يتحرّر إلاّ إذا تحرّر من هذه الأمراض المتوحّشة في نفسه
أمراض وخطايا يتألّم منها الإنسان عبر الأزمان منذ قتل الأخ لأخيه والثمن مرض وموت وسجن
الإنسان في صراع مع طباعه الّتي تكشفها له بكلّ وضوح هذه الطّبيعة الوفيّة الصّادقة في الحلم عن طريق الرّأى
و في الواقع عن طريق الأمراض الخطيرة والفيروسات المعدية
فلا يكون الإنسان إنسان إلاّ إذا عرف كيف يغسل نفسه وثوبه
حين نحارب هذه الكوارث، حين نفهم أمراضنا تصبح الأحلام جميلة وواضحة ولذيذة
ويشعر الإنسان أنّه خفيف وحرّ مثل عصفور
فغسل الإنسان لنفسه وأهوائه وطباعه يجعله إنسان صادق ونظيف
هذا الغسل يكون بماء الحياة أي ماء الحبّ الصّادق
هذه الطّبيعة تحلم بإنسان نظيف ولا ترشّح القذارة لذلك حين يولد الإنسان نغسله وحين يموت نغسله
هذه الأوساخ هي ما رسخ فينا من شرور وأمراض وحقد وعداوة وبغض وظلم من الأزمان القديمة
خوف الإنسان هو من الأمراض الوراثيّة السّاكنة في لا وعيه
فإن ورث من الماضي الظّلم تجده يخاف من الظّلمة، وإن ورث أعمال الشّر تجده يخاف من الموت
نور الحبّ ينظر للعقل والقلب ولا ينظر للجسد لأنّ الجسد مجرّد وعاء من طين وماء سيتكسّر في يوم ما
و لا يبقي من الإنسان سوي كلمة تأرّخه وتذكره سلبا أو إيجابا
كلّ صباح يغسل الإنسان وجهه خوفا على هذا الوجه أن يلبس القبح والحيوانيّة جرّاء الأوساخ
كلّ يوم يغيّر الإنسان ثيابه بكلّ حريّة كي يكون أكثر جمال من اليوم الماضي
كلّ يوم يقلّم أظافره كي لا تجرح هذه الأظافر الطّويلة النّاس وتخيف الآخرين
كلّ يوم يمشّط شعره كي لا يكون بذاك الشعر مثل غول مخيف أو مثل إنسان بدائيّ
كلّ يوم يغسل الإنسان فمه وأسنانه لأجل ضحكة جميلة وكلمة جميلة وصادقة
وخوفا من أن يتغيّر لسانه ويأخذ صوت آخر وكلمة أخري لا تشرّفه
كلّ يوم يتعطّر الإنسان بالرّوائح العطرة لأجل روح أعمالها عطرة وأقوالها صادقة
كلّ الأشياء والحركات الّتي يقوم بها الإنسان كلّ يوم
هي لأجل أن يكون روحا وفكرا وشعورا أجمل وأرقي من الأمس
أرقي من الحيوانات الّتي لا حول لها ولا قوّة كي ترتقي إلى ما هو أجمل
الحيوان هو الّذي لا يقدر أن يغيّر طبعه ولا يقدر أن يتخلّص من أمراضه
هذا العالم مليئ بالوحشيّة والأمراض الخطيرة المستعصية، والحروب لأجل لا شيئ
هل يقدر الإنسان أن ينتصر للحياة وذلك بالقضاء على تلك الأمراض المؤلمة والموجعة والقاتلة
ليس المهمّ أن ننجب الإنسان بل المهمّ أن نعلّمه كيف يكون إنسان متعلّم ومعافي من الأمراض
لأجل البقاء في الأرض أوالسّماء
الحياة لها هدف سامي وراقي تبثّه في روح الإنسان عن طريق الحقّ والحبّ والحريّة
كي يرث الأرض والسّماء فهل يكون الجزاء هو الكفر بهذا الحقّ وهذا الحبّ وهذه الحريّة؟
شجرة مليئة بالأمراض لا تقدر أن تصمد أمام العواصف
وعصفور وحيد يجد نفسه مضطرّ أن ينزل في صورة إنسان ليموت ويتعذّب لأجل الشّجرة أي لأجل العدالة
وبدون أن تتحرّر الشّجرة من الأمراض... الإنسان في الألم والأوجاع
هذه هي معركة الأديان حرب بين أخوان لا تزال حيّه تحمل كلّ هذه الأمراض، والحقيقة أنّه لا فرق بين إنسان وإنسان وبين أخ وأخ كلّ واحد منهما له رسالة سامية لأجل الإنسانيّة " المساواة والحريّة
أين السّلام أين الحريّة؟ سؤال ليس له جواب
بالحرب نحقّق السّلام والمساواة؟ بالحرب نحقّق الحريّة؟ سؤال ليس له جواب
الحبّ هو ماء الحياة وضوء الحياة ونشيده الحريّة والمساواة

Aucun commentaire: