mercredi 1 septembre 2010

ضحايا الشقاء

أحسست بوحشة قاسية ، كياني تزلزل
تذكّرت التفّاح ورحيقه
تذكّرت الأكل الّذي أصبحت أراه إرهاب
بين أجناس الحيوانات والبشر
كلّ شيئ بدأ يساوم أكلي
وبدأ يخيّل إليّ أنّه يلاحقني مجرم سيأكلني
قلت لنفسي ما دمت أكل سأؤكل
شراسة الأكل هذه لا تنتهي، تلاحني حتّي بعد موتي
لماذا جئنا نتعذّب بهذه الرّذيلة
منذ الولادة نبحث عن الأكل
الطّعام يتحوّل في ثدي الأمّ
حليب
أليس الثّدي هو التفّاح الّدي يردّ الرّوح
ويحوّل روح الأرض
لهذا المولود حليب
وما دمنا نرضع من الأمّ ونأكل من الأرض
هل ستأكلنا هذه الأرض
ومن سيحوّلنا
وإنتبهت إلى الظّلّ المرافق ربّما
هو الوحش الّذي سيأكلنا
أو يحوّلنا شيئا آخر
دوام الحال معه من المحال
ليس لنا منه مفرّ أينما ذهبنا هو معنا
يتحرّك كما نحن نتحرّك شبح غريب
لا ينسي لنا شيئا
وبما أنّه يقلّد حركاتنا بكلّ دقّه
لا بدّ أنّه أيضا يقلّد الكلام
بكلّ دقّة فإذا صحنا يردّ الصّدي
الثّدي يحوّل الطّعام حليب
الظّل يحوّل الهواء كلام
إحساس قاسي حين نتصوّر أمّ تأكل أبنائها
أثارت الأسئلة فيّ حريق شجرة شامخة
تشعّبت في جمال مستعاد
وكأنّي واقفة أتأمّل البؤس الجميل والحرب القائمة
بين أجناس الحيوانات وأجناس البشر لأجل الأكل
تذكّرت فرويد
الطّفل يرضع من ثدي الأمّ بلذّة جنسيّة
ما هذا الشّقاء؟
رائحة أكل لذيذة تنبعث منها حيويّة مرحة
سرعان ما تتحوّل في البطن نتونة
لحظات حبّ لذيذة بين الرّجل والمرأة
يولد منها طفل يصرخ ويتألّم ثمّ يموت
أيّ بؤس هذا وأيّ شقاء
أيّ حروب هذه لأجل الأكل والجنس
كلّ الخطايا وكلّ الأمراض وكلّ الهموم منهما
الجنس يعني أكل
والأكل يعني جنس
هذه هي السّعادة إذن؟
هذه هي الحياة؟
حياة آتية هاربة
سعادة آتية هاربة
تأخذنا في لحظات فرح وحزن
في دورة لا تنتهي
عزّيت نفسي على هذه الحياة الفانية
حياة تموج بحركات الشّؤم والموت والعزاء
إبتسمت عبث
تساءلت ألا يوجد أفضل منها
فهمت منها أنّ الأفضل
وكي لا يعتدي أحد على أحد
ألاّ توجد بين الأنثي والذّكر شهوة الجسد
الحبّ الرّوحي لا يحتاج إلاّ للقبلة المقدّسة
والغذاء الرّوحي لا يحتاج إلاّ للإنتعاش
بروائح الأشياء الطيّبة والجميلة
الأكل والجنس كلّهم مظالم
فلا يسعد الإنسان إلاّ حين يلتقي
بتوأم روحه في الحياة
يأخذ منه قبلة مقدّسة في الأحلام
حينها يكون الحبّ بينهما أبديّا
ليس فيه ظالم أو مظلوم
هكذا رفعت رأسي إلى السّماء
بدت لي أعقل وأجمل ممّا كنت أتصوّر
عشيقان ينقصنا الصّبر والوفاء لهما
لنا معهما إختبار
في مفهوم الحبّ المقدّس
والحبّ المدنّس
في مفهوم القداسة والنّجاسة
جسد الإنسان يموت لكنّ الرّوح لا تموت
فمن هو الإنسان حين لا يعشق نفسه
أجمل وأكمل وقد جرّب الحياة
وعرف منها معاني الخير والشرّ

Aucun commentaire: