mardi 7 septembre 2010

حديث الصّباح

أشرقت لي أمّي حين سألتها عن إقامتي في العذاب والألم
قالت أنت تعرفين ما يليق بك
هناك يمشي معك شخص كأنّه سائق يقود مركبة
من هو ذاك الشّخص؟
هو الزّمن، هو الإلهام، يخرج من جلد ليدخل في جلد
هو من طينة وأنتم من طينة
لا بدّ أنّه داهية ترافقنا طول العمر
سأسأله عن حليب العصافير
الحريّة هي كلّ حلمي وطموحي
فمن هم في القبور يحلمون بالإتّساع
ومن هم في الحزن يحلمون بالفرح
ومن هم في المرض يحلمون بالشّفاء
ومن هم في السّجن يحلمون بالحريّة
كنت أكتب عن خيبتي في هذه الحياة
وسوء حظّي فيما يمكن أن أفعله في المستقبل
لا أري أمامي إلاّ الحرب والبؤس والجوع
إنّها محن الجهل، إنّها مراكب تغرق وتغرق وتغرق
هذا الزّمن هو الموت الصّاحي
آه من جسد مقيّد بظلال الزّمن
لقد كبّلهم بسلاسل ثقيلة
لمن هذا الصّوت المخيف الّدي نسمعه من بعيد
أهو صوت الرّاحلين كالشّموع في مذلّة
أقسي من مذلّة الحياة
علّمنا يا زمن كيف نحلم بما هو أجمل
فقد ففدت السّماء والأرض لون الفرح
الأسرار المقدّسة الّتي تحملها عنّي
هي من الواقع المرّ الّّّّذي عشته
إعترافاتي علّمتني أنّ العزاء هو في إمتلاك
النّفوس والأشياء
طهّرتني النّار فبعت كلّ الدّنيا وإشتريت الإنسان
أعلنت إفلاسي
لست أدري لماذا كنت أصرخ في الظّلام
لست أدري لماذا كنت أكسّر المرايا وألعن الملكيّة
أخذت لنفسي إجازة مرض
مسكينة لقد جنّت
إنّها الرّغبة في قطع سلسلة من الصّدأ
وتعويضها ذهب
إنّها الرّغبة في تكسير الملكيّة وتعويضها بالحريّة
إنّها الرّغبة في تعويض الظّلم بالحقّ
واللّيل بالنّهار
أهيم بين البكاء والضّحك
فكرة الموت هي مصيري مع الظّل أي مع نفسي
لا يمكن أن أبحث على من يواسيني
حزني يجب أن أعرفه
حزني هو حجرتي المظلمة
هو مظالمي الّتي لا يمكن أن يعرفها أحد سوايا
حزني لا يعرفه إلاّ شخص يرافق خطايا
ليوحي لي أنّه مهمّ
فهل جاء يهدّدني
كلاّ ولكن يجب أن تعتادي على حضوره
ليس لديه ما يربح وما يخسر
و لا يتعشّي إلاّ مع من يفتح له باب قلبه ويحدّثه بصدق
لا أعتقد أنّه مات بسبب الخلاص
لكن لا بدّ أن يكون لدي كلّ إنسان شقاء عميق
قد يساهم هو في خلاصه منه
لكي يكون الإنسان سيّد حريّته
نحتاج إليه حين نحلم بالسّعادة والتّحرّر من المظالم والأحزان
فمأساتنا وهو يعلم أنّ كلّ شيء مطبوخ مسبّقا وجاهز
لذلك يأخذنا في قراءات تأمّليّة لكي لا نكون ضحيّة
لما فعلوه الأجداد
هم صنعوا لأنفسهم عالمهم
وكانوا كلّهم ضحايا الملكيّة فما أشدّ ظلمهم على أنفسهم
الملكيّة عاقبتها لكمة تغيّر الملامح فتكون للحياة شكل آخر
وما دام الإنسان يعرف أنّه سيخسر كلّ شيء
لماذا يثقل نفسه بإمتلاكها
الحبّ والحقّ تحرّر في دفتر خواطرها
الحبّ والحقّ حيرة تمشي معنا وتنام معنا في الفراش

Aucun commentaire: