dimanche 12 septembre 2010

الحبّ سيّد الأزمان

إذا مات الإنسان له زمن جديد
وإذا مات الحبّ له ولادة جديدة
الشّمس تغيب وتشرق من جديد
والهلال يولد وينموا ويموت ويبعث من جديد
الإنسان بالكلمة والرّوح سيّد الحيوانات
الحبّ بالعقل والشّعور سيّد الأزمان
ليس لنا إقامة أبديّة مع الزّمن
وليس لنا خلود
البحر عشيق الشّمس الوحيد هو الدّائم
لكنّه يتركنا نختار
ويجعلنا نستعيد معه الدّكريات
يصبّ في كؤوسنا فرحه وحزنه
نحن نتصرّف معه بمنطق
الرّبح والخسارة
لكن هو ليس له ما يربح وما يخسر
نصيبنا منه مدّ وجزر
نصيبنا منه نوبات من البكاء
وإنفعالات حادّة من الغضب
يشاركنا في تخفيفها
ويحدّثنا عن مصائر النّاس
فيسكرنا ضحك
كلّ إنسان له شقاء عميق مثل البحر
وكلّ إنسان يخاف الغوص في أعماق نفسه
فكلّ ما في النّفس مخيف
الإنسان مليئ بالشّر
والدّموع وحدها تطّهره
الإنسان يختزل طبائع الحيوانات
الإنسان آخر قصيدة مكتوبة بالدّموع
الشّمس سيّدة نفسها
والبجر سيّد السّخاء والحلم
ربّما لأنّه خلق من وحدتها
وحرارتها الخانقة
وحبّها الشّديد للحياة
لا أظنّها تطمح لأيّ شيء
آخر غير الحياة
منذ البدء والماء يتموّج
متلئلا نحو المستقبل
يخرج من موج ليدخل في موج
يخرج من حلم ليدخل في حلم
بروح وعزيمة قويّة متجدّدة
ينسلخ منّا اللّحم
ولا تبقي منّا إلاّ العظام
إلاّ الرّوح
في شكل كلمة صاعدة في شكل دخان
في بطء حلزوني
ومن أجل ذلك تشرق الشّمس
وتنزل المطر عل عود يابس
لتعيد له الحياة
لنا مع البحر والشّمس ما نريد
لنا مع الكلمة خلق جديد
الحياة تحلم بالكمال والخلود
لكنّ الإنسان يكسّرها ويكسّر معها الوجود
الحياة كلمة جميلة
لكنّ الإنسان جعلها قبيحة
الحياة حقّ وحريّة
لكنّ الإنسان جعلها ظلم وعبوديّة
الحياة حبّ
لكنّ الإنسان جعلها حرب
الحياة إحترام
لكنّ الإنسان جعلها إنتقام
الحياة جعلت لتكون جنّة
لكنّ الإنسان جعلها جحيم
فكلّ شيئ يفني إلاّ كلمة الإنسان لا تفني
وكلّ شيئ يموت ألاّ الحبّ لا يموت
فعن طريق الكلمة كلّ إنسان ينال جزاء
وعن طريق الكلمة تعرف الملائكة والشّياطين
اللأخيار والأشرار

Aucun commentaire: