شمس الحريّة

غابت الشّمس وعمّ على الكون صمت رهيب وسكون
عمّ الظّلام والحزن، غاب الفرح
لماذا غابت؟ لماذا أشرقت ، دوّخني شروقها وغروبها
حين تشرق يتملّكني منها فرح ورفعة
تشرق مستديرة كخبز الفقراء
فيها حيويّة ودفئ وجمال
تشرق كما لو أنّها في حفل والعصافير
تنتظر قدومها بالأناشيد والأفراح
ونحن في الأرض نشرب على نخبها
قهوة الحليب والبنّ والسكّر
أسأل عن معاني الحليب والبنّ
هما الإثنين نقطة إستفهام
يبدولي أنّ الأسود هو القانون والقانون سلطة
والأبيض ضدّ القانون وما هو ضدّ القانون حريّة
كلّنا تحت القوانين وليس لنا حريّة إلاّ بالقانون
القانون يعطي الحريّة لمن يشاء
قانون يفعل فينا ما يشاء ونحن وراءه مرضي متعبين
مولاتي خيرا لك أن تبقي معنا بدلا أن تظلّ القوانين تزعجنا
فنحن عصافير القانون الوحيد الّذي نهتف به هو قانون
الشّجرة والعصفور ، قانون المساواة والحريّة
مولاتي أنت تشرقين كما لو أنّك كنت في بئر من الأحزان
وأنّ الشّيئ الوحيد الّذي يفرح الإنسان هو الحريّة
هل نحن نختنق بظلمنا وسجننا وحزننا لأنّنا
لا نعشق في الحياة إلاّ الملكيّة
والملكيّة كلّها ظلم والإستبداد ووحشيّة
مولاتي متي يفهم الإنسان أنّه لا يملك شيئا في الحياة
إلاّ قوله وفعله وأنّه ولد في العراء وسوف يموت في العراء

ومن كلمته وفعله يلبس ثوب السّعادة أو الشّقاء
تشرق الشّمس لأجل الحقّ والحبّ والحريّة
وتغيب لتتركنا نحلم ونعمل لأجلهم