jeudi 7 octobre 2010

النّفس لا تملك للنّفس شيئا إلاّ الحبّ

لا أحد يمتلك الآخر إنّما الّذي هو قادر أن يحيي ويميت هو الملك القدّوس
هو العادل وهو الحرّ،
كلّ إنسان له عمر محدّد وكلّ تلميذ له يوم إمتحان يكرم فيه أو يهان

إنّ المهزلة التّاريخيّة هي أنّ الحكّام والأمراء
كانوا ولا يزالون يدافعون عن حكمهم وإماراتهم وليس عن شعوبهم

الشّعب مسخّر كي يدافع عن حكم الحاكم وإمارة الأمير
حاكم يحذر الشّعب إيّاكم وسبّ الجلالة
وهنا يقصد نفسه ولا يقصد الخالق والمبدع للإنسان

يقول لهم مثلما يقول اللّه تعالي إنّي أعلم ما تسرّون وما تعلنون
لذلك أعدّ لكم ما إستطعت من قوّة ومن سلاح
كي لا أترك لكم المجال للتّنفّس أمامي، فأنا ربّكم الأعلى

شجرة الزّيتون الّتي تنطق بالحبّ والصّفاء والعدل والحريّة
يستعملها الحاكم لصنع الهراوات، يزرع بها الخوف والرّعب،
أمّا الفقراء والمساكين فهم يستعملونها أعمدة

لبناء منازل بالقشّ والطّوب مثلما تفعل العصافير
أكواخ منتصبة في مغاور البداوة حيث الحياة لديهم
ناطقة بعلامات الشّرود والضّياع والحزن

تلك الخيام الصّفراء تذكّر مشاهديها بأنياب الغدر والقهر
وتكشف عن أناس لم يشفع لهم الحكّام بكدّهم وعذابهم

الصّقيع القارس والفقر المرّ سكن عندهم ولم يتزعزع
يعيشون تحت التّهديد والخوف
حيث ليست لهم وسائل للتّغلّب عن الظّلم المرّ

مصيرهم المرض أو التّهجير أو الموت أو السّجن
ضاعت في القلوب معاني الشّعور،
معاني الأمومة ونجح الحكّام واللأمراء بفضل المال والسّلاح في نيل الأوسمة الذّهبيّة

لهم قدرة في أن يختزلوا سنوات دراسة القانون
ويقطفوا الثّمار كي يجلسوا على العرش مدي الحياة

مجاهدين يمنحهم السّلاح والمال السّلطة والزّعامة
بدون جهد وبدون تضحيات
وبدون إستحقاقات
لكم الحقّ معشر الزّعماء أن تسخروا بأنّات شعوبكم الضّعيفة
المشكل في الشّعب أنّه يخاف عصا الزّيتون
ويخاف أن تمنعوا عليه نور الشّمس وماء المطر

وتمنعوا عليه الهواء والكلام

تشرق الشّمس معشر الزّعماء
من الصّباح حتّي المساء من الولادة حتّى الفناء

ولا جديد يذكر في أحلام المساكين والفقراء،
لحدّ الآن لم نري إنسان عصفور يزيّن السّماء

لأنّ الحكّام يحافظون على الحطب ( كرسي العرش)
ويقتلون الإوراق تلك اللأوراق الّتي تنشذ الحبّ والعدل والحريّة
وتنشد الثّمر
هل نظرت أيّها الحاكم للشّجرة كيف تغدّي كلّ الأوراق بدون إستثناء
هل نظرت للسّاعة الّتي لا ترحم؟
هل نظرت لسيف الزّمن القادر أن يغيّر الجلود ويغيّر العقول بعقول أخري

سوف لن ينام معك أحد إلاّ شمسك وظلّك
وقتها سوف لن تقدر أن تنتدب عساكر يدافعون عنك

فأنت المتّهم وأنت المحامي عن عرش ثمين إسمه الإنسان الحبّ والعدل والحريّة
ففي أيّ مشغل مسلّح خلقت يا غريب ورضعت منه الحليب
وهل الأمّهات والأطفال لعب تتسلّي بهم تقتلهم وتقهرهم لأجل نفسك
ليس لهم حقوق ولا حبّ ولا حرّيات
فتبّت يدان يا زعيم لا تعرف كيف تصنع العدالة الإجتماعيّة والأمن الإجتماعي
وتبّت عينان لا تعرف كيف تنطر للمساكين والفقراء
وتبّت كلمات لا يعلم مدي صدقها مع النّاس إلاّ الخالق
فهل أخذ منك ربّك مقابل على هذا الضّياء والماء والهواء والتّراب
وهل خلقك طمعا في المال والسّلطة أم طمعا في حبّك الكبير له ولعباده
المقابل الوحيد الّذي يمكن أن يأخذه منك هو أن يجعلك تختار أن تكون أيّ شيئ آخر
إلاّ إنسان أو عصفور
لأنّ العصافير هم هؤلاء اللّذين يسكنون بيوت القشّ والطّوب

لهم ربّ رحيم يعرف كيف يجازيهم على صبرهم وتحمّلهم للمصاعب
يعملون تحت لهيب الشّمس وبرد الشّتاء لأجل الزّعماء مقابل فتاة خبز
هؤلاء أكلهم قليل وصبرهم كبير ولا يملكون إلاّ الهواء
هل سمعت يا زعيم بنبيّ نزل برسالة من السّماء تعبد القرش أي المال
وتمجّد من يقهرون به النّساء واللأطفال
هل راجعت الكتب السّماويّة، هل راجعت كلام القادر
وهل أنت قادر أن تخلق ذبابة حتّي تقتل إنسان
ما يحدث في القدس هو جريمة مسجّلة ضدّ كلّ الحكّام
ضذّ من يبيعون النّفط وضدّ من يصنعون السّلاح

ملاحظة
من حاول أن يمحو ما أكتبه فاليتذكّر أنّي أعمل في سبيل من يحرّك أصابعه
وهو العليم القدير والمبصر والسّميع

Aucun commentaire: