vendredi 15 octobre 2010

رسالة من خروف

سأتحدّث عن نفسي قبل الحديث عن الرّجال
ودعوتي جهادا لأجل الحقّ والحبّ والحريّة طال به العمر
وكثرت لأجله الدّموع وإشتدّ غضب الأرض والسّماء
دعوتي ضدّ كلّ حاكم مستبدّ جائر آمن بالمال وكفر بالإنسان
آمن بالأغنياء وتجاهل الفقراء
اليوم أقول أنّي لا أهاب السّجن ولا النّفي ولا الموت
كلّ ذلك جرّبته في الحياة لأجل الإنسان
لديّ حريّة تنزيل اللأسماء وأعشق من خلقني بالحقّ والحبّ حتّي العياء
هامتي عالية وأنفي شامخ لا ينحني إلاّ أمام طفل يبكي متشرّد ومتألّم
إسمه ضارب في القدم، أحبّه وأحبّ الشّعب
عصفور إنحدر حين ظنّ أنّه صاعد،
عصفور إنكسرت جوانحه حين ظنّ أنّه حرّ
لا حريّة له بدون مساواة ولا نشيد له بدون شجرة
تسمّرت يداه على عود الشّجر لأجل الحقّ بين البشر
إنحدر يبعبع كالخروف، يصرخ كالدّيك لا يفهم معاني حبّ الحمام
سبحان الّذي خلق الذّئاب والخرفان والدّيوك والدّجاج

لنا هذا الخروف وهذا الدّيك في متحف الفقراء
أليس من واجبنا أن نفهم رسالة الخروف والدّيك وعلاقتهما بالسّلطة؟
يطيب لنا لحم الخروف الّذي يبعبع لأجل فرح وهمي وعيد وهمي
يطيب لنا لحم الدّيك الّذي يصيح لأجل حريّة وهميّة
نذبحهما في الولائم والإعياد واللأعراس
سبحان اللّه العظيم
لماذا فدي الخروف إبن إبراهيم؟
لماذا مات المسيح على الميزان؟
أمام هذه الإعتبارات فإنّي أسأل هل ممكن أن يفدي الخروف ذئب
وهل إبن إبراهيم إنسان أم ذئب؟
هل ممكن أن يموت المسيح ليفدي السّلطة والمتسلّطين
بحكم معرفته الدّقيقة لهم
وبحكم أنّ المسيح هو الخروف
هل ممكن أن يموت لأجل الظّالمين
ربّما أكثر النّاس لا يعرفون ما معني الخروف
وما معني العيد وما معني إقامة الأفراح
ربّما أكثر النّاس لا يفهمون الدّيك
لماذا يصيح حين يري ضوء الصّباح
لأنّ السّماء هي الحبّ الواحد الّذي لا شريك له
والأرض هي تعدّد الزّوجات كلاهما حريّة
هل هناك في هذه الأرض من يرضي بحبّ واحد دون أن ينتحر
لذلك لا بدّ من التّجارب في الحياة لا بدّ من حريّة الإختيار
لا بدّ أن يجد الإنسان الحبّ الحقيقي الّذي يغذّي عقله وشعوره
هل لنا هذه الحريّة فنحن نقيّم الآخر من الأسفل إلى الأعلى
لذلك جلّ العلاقات فاشلة والإنسان لا يزال يولد مصلوبا على رأسه
لكي يحكّم عقله وشعوره في مسألة الحبّ
ولا يفكّر مع الآخر فقط بنصفه الأسفل
حبّ ظالم وحكم ظالم
هذا الحاكم الظّالم هو قدرنا البائس في هذه الدّنيا
لأنّه يحكم بالقوّة والسّلاح والمال ولا يترك مجال للحريّات
يظنّ أنّه يمتلك الأجساد والأرواح ويفعل بهم ما يشاء
في عهده إحترقت القدس الشّريفة والإنسان الشّريف

ما أروع الحبّ حين يصبح حاكما
والدّفئ يجلّله بعناقيد العزّة والكرامة والكمال

لأنّه يحكم بالأفعال والأقوال ونشيده الكمال والجمال بين الأرواح
فسبحان الّذي يسري بالإرواح وإلتقائها رغم بعد المسافات
الإنسان يلتقي بالرّوح في منامه حتّي بأحبابه الأموات
أنتم الواقفون هناك تصلّون بإسم المسيح والرّسول
رسالتكم هي أن تتحدّوا غربان الظّلام
تنسجون بشيئ من الوجع والألم
فرحة الرّسول بالعدل فالصّلاة تعني المساواة
تعني أنّه لا فرق بين إنسان وإنسان
وعند اللّه البشر كأوراق الشّجر
وفرحته بالجنّة فالآذان يدعوا للفلاح والفلاح يعني الأعمال
الصّالحة مع الآخر وليس النّفاق والكذب
وفرحة المسيح بالحريّة في السّماء فلا يغنّي عصفور
إلاّ فوق شجرة
لكلّ هؤلاء أقول ما أروعكم إنّ اللّه يحبّكم
يا دامعين العيون، يا راسمين أبهي لوحات الصّمود والتّحدّي
الحرب اليوم لم تعد تنفع، الحرب هي ضدّ الجهل والظّلم والإستبداد
الحرب سلاحها اليوم القلم الأزرق وألحان الرّيش والعود
الكلمة الفاعلة واللّحن الموزون وغايتها تنوير العقول

والقلوب، المسيح على مذبحه المقدّس مات لأجلكم
مات ناكرا للسّلطة والمتسلّطين والرّسول مات ناكرا لأهل القرش
هما روح اللّه وكلمة اللّه
قد يسامح اللّه الإنسان في حقّه لكن لا يمكن أن يسامحه في حقّ أخيه الإنسان
" ويل للمصلّين اللّذين هم عن صلاتهم ساهون اللّذين يراعون ويمنعون الماعون
صدق اللّه العظيم" هؤلاء اللّذين يرون الفقر والجوع والمرض والتّشرّد والخصاصة والجهل
ويمنعون المساعدات عن إخوانهم
فهؤلاء المتسلّطين قد لا يكفيهم العمر في تسديد ديونهم نحو غيرهم
فاللّه حقّ ولا مجال للكذب أمامه لأنّه الرّوح والكلمة الّذي لا يموت
فلحم الرّوح والكلمة لا يأكل لا مشوي ولا مقلي ولا مطبوخ
كذلك لحم الإنسان الحقيقي فهو لا يموت ابدا لأنّه موعود بالجنّة
في الأرض والسّماء والجنّة هي الشّجرة والعصفور هي المساواة والحريّة

Aucun commentaire: