jeudi 28 octobre 2010

الصّابون لا تقبله الأرض أو السّماء إلاّ نظيف

إبتسمت بإضطراب ودمعت عيناها وقالت
أخوك لم يتعلّم كيف يبتسم
لم يتعلّم كيف يغسل ثوبه بنفسه
أخوك شبه خائف
أبوه لم يعلّمه إلاّ القسوة والحرب
والإتّكال على الغير في قضاء شؤونه
قلت لها سيندم
قالت: إنّه لا يعلم
ثمّ جلست قرب السّرير والألم
يتجسّد في كلّ إبتساماتها المغتصبة
قالت الهواء ينبغي له أن يبقي نقيّا
وعدتها أن أتكلّم عن الهواء الغالي
لأنّ اللاّعبين مع الهواء
يعتقدون أنّه مجرّد ريح يأتيهم من بعيد يؤلم
بشدّة الحرارة أو بشدّة البرد
ربيعة لا تزال تعمل في سوق البغايا تسهر في الحانات
تسكن في بيوت الدّعارة،
كواعب حذائها عالي يبرز مؤخّرتها بالإغراء الجنسي
عسل الجمال الجنسي ينتظر من يشتريه ويتلذّذ بمذاقه
وأخوك سكران لا بدّ أنّها سلبته عقله وشعوره وشرفه وماله
وقد لا تقبله الأرض ولا السّماء
أعطتني صابونة معطّرة وقالت الصّابون لا يخرج إلاّ نظيف
الأرض تحبّ الإنسان والسّماء تحبّ الملاك
ما عدا ذلك لا يوجد إلاّ الحيوانات الصّالحة للإستهلاك
فلا الحبّ يباع ويشتري ، ولا الحريّة تباع وتشتري
سألتها لماذا نكتب بالأبيض على الأسود
هذا كلب، هذا قطّ، هذا ذئب، هذا خروف
لكي يتجاوز الإنسان كلّ ذلك بعدما يقرأ طبيعة أفعالهم
ثور من يشتري بقرة لا تفكّر ولا تشعر
وبقرة من تبيع جسد بلا قناعة وبلا إحساس
كلّهم يمارسون لعبة القفز على المربّعات الأربعة
كلّهم يمارسون لعبة القفز على الكلمة والرّوح
حتّي أصبح الكلام يخرج من أفواههم أسود
كلّه كذب ونفاق وخيانة
سألتها لماذا مات الإنسان؟
قالت لكي يبكي أوّلا ثمّ يضحك
البكاء يطهّر وينظّف أوساخ العقول والمشاعر
أحسست بوحشة وأنا أري النّساء ملفوفة في الأسود
أو معروضة كالسّلع لمن يشتري
ما فائدة جسد بلا مشاعر وبلا تفكير
أصيلة من تموت ولا تأكل من ثديها
وحرّة من ترفض بيع الحبّ للقهر والذّل والمهانة
وعاقبة مرّة لمن يتسلّي بجسد ميّت بلا إحساس
ينام ويستيقظ فيجد نفسه
قد تحوّل حيوان صالح للإستهلاك
وفقد العقل والشّعور والكلمة واليدين
ربيعة الحرّة تفضّل كوخ من القشّ والتّراب يجاورها الشّجر
لأنّها تكره العهر مثلما يكره المرء دمّ أسنانه
حين يهمّ بأكل الحيوانات المذبوحة والحبّ المذبوح
ربيعة تعمل بعرق جبينها ولا تعشق إلاّ الّذي يرضي عليه
قلبها وعقلها، قد تكون وسخة في مظهرها
قد تكون سليطة اللّسان لمن يحاول إغرائها بالمال
فذلك لأنّها تكره مناظر الدّعارة الجميلة والمغرية
وتكره محترفاته ومحترفيه
يبكي الرّجال في هذا الزّمن
لا وجود للمرأة النّور المرأة العقل والشّعور
لكنّهم بالمقابل يتركونها في القبور
ويستعذبون الحبّ مع أحطّ النّساء في البيوت الخفيّة
ويتظاهرون بالشّرف،
إنّه إنحلال الرّوح في الحبّ الخائب والجنس المنحطّ
فهم في الأصل يحبّون مزاج العاهرات
لكنّهم لا يقدرون على العيش معهنّ
بحكم ضمائرهم الحيّة الرّافضة للعهر
فإن كانت المرأة عاهرة
فهناك من كان السّبب في عهرها
فبقدر ما يدفع الرّجل بقدر ما يزيد عهرها
وجود الشّاري بوجود البائع
هذا هو موتنا وغربتنا القهريّة والقدريّة
إنّها مشيئة الشّهواة الحيوانيّة
مشيئة تأتينا من الأزمنة الغابرة والرّديئة والمتوحّشة
متي عاش الإنسان في الزّمن الجميل؟
ولمن هذه الغيوم السّوداء وهذه العواصف وهذه الرّعود؟
الّتي تأتينا من بعيد؟
إنّها للرّاحلين بأوساخ كلامهم وعقولهم وشعورهم
حتّي نخاع العظام لأجل الشّهواة في الجنس والأكل والتّسلّط
كفي من الهراء وتعلّم كيف تحلم
منذ ولدت وأنت مع البحر والشّمس
مع البكاء والضّحك
تعلّم كيف تصارع شهواة نفسك
كي تخرج من نفق الظّلام بسلام
ولدت وحدك وسوف تموت وحدك
تعلّم كيف تخرج من الظّلام إلى النّور من الحزن إلى الفرح
ومن البحر إلى الهواء ، ومن السّجن إلى الحريّة
كسّر في عقلك وقلبك الأخطاء لقد لوّثك ليل الهراء
زمن طويل لم تري فيه الشّروق
أكتب ثمّ مزّق ذكرياتك لينتصر فيك الإنسان وليس الحيوان
الحبّ تطلبه من اللّه إن كنت تستحقّه
والحريّة تطلبها من اللّه إن كنت تستحقّها
فاللّه ظلّك الّذي يمشي معك، والرفيق الّذي يرافق خطواتك
والظّلّ أصله من ضوء وماء وهواء وتراب
أمّا الجنس والأكل والتسلّط فأسأل عنهم طبائع الحيوانات
فالحبّ هو الكمال العقلي والشّعوري الجنس فيه لأجل الأبناء
والقبلة المقدّسة الّتي هي عشق لأجل السّماء
ملاحظة :
أنا أكتب وأعرف أنّ الكثير لا يستهويهم كلامي
فيحاولون فسخ هذه المدوّنة
أقول لهم خذوا كلام الّذي يبكيكم ولا تأخذوا كلام الّذي يضحككم
لأنّ بعد البكاء فرج وبعد الغيم شروق
وبعد الشّتاء ربيع وبعد الرّبيع حصاد مثمر
هذا إن كنتم تحبّون في نفوسكم شيئ ثمين إسمه الإنسان

Aucun commentaire: