jeudi 14 octobre 2010

كيف خلق اللّه الإنسان على صورته

في البدء كانت الرّوح والكلمة وقبل ذلك لم يكن شيئا، بهما خلق كلّ شيء
وكان الإنسان جسدا كامل التّكوين تحمله الرّوح والكلمة،
هذه الرّوح وهذه الكلمة هي قلائد حول الأعناق

أشياء متفرّعة من روح وكلمة اللّه الكامل
عن طريق الجسد طرد الإنسان من الفردوس
فمتطلّبات الجسد نجاسة

خذوا الزّمن وهاجروا
خذوا الكلمة وهاجروا
من الزّمان تتشكّلون كما تريدون
من الكلمة تولدون كما تريدون
لا ألتقي بكم إلاّ عند مفترق الكلام
أنا الرّوح وأنتم الجسد
أنا الصّمت وأنتم الكلام
لكم جسد كونوا من أنتم
لقد خلقتكم على صورتي في أحسن تكوين
عدد شعر رأسكم معدودة والعينان هما ضوئان
لكما العقل والشّعور ولكم الشّفاه العليا
على صورة طائر يحطّ على الأرض
وفي اليدان العناصر الأربعة والفصول الأربعة
وإصبع الإبهام يقول لكم إمّا فوق وإمّا تحت
ثمّ القدمان يقولان خطوة للأمام وخطوة للوراء
أي عليك أن تراجع ما فعلته بالأمس كأنّك تستعدّ ليوم إمتحان
وإستمع لصدي كلمة صباح الخير كلّ يوم
ولكلمة مساء الخير كلّ مساء
لك الحلم كي تتحرّر والحريّة لا تعطي مجانا
من خلف أصابعك وكلمتك ينتهي الزّمن القديم
لا مقابر حول خيمتي، يكفي أن تعود وفي قلبك رسالة
مسجّلة بصوتك، تحكي عن حياتك وتلهث عن درب
أنت الّذي إخترته عن حبّ
تذكّر يا إبني أنّي إستشهدت على صليب الحقّ لأجلك
ونركت لك وصيّة تقول إنّي روح وكلمة
من عينك أعرف أنت ظالم أم مظلوم
المظلوم له مكان والظّالم له مكان
المقتول له مكان والقاتل له مكان
ومن خلق السّمع والأبصار سميع عليم
إلى أين يا أبي ؟
لا تخف إلى أهلك في البعيد
وإكتفي يا إبني بأغتية سوف نرجع
عندما يفرغ البحر حمولته الزّائدة من الدّموع
وتطرز الشّمس فستانها ريشة ريشة كي لا تتكسّر القاعدة
البشر أسماء واللأسماء معاطف
وكلّ إسم يرسم معطفه من يديه وكلمته وروحه
كلّ إسم له سرّه حين تقع عليه الشّمس
أصواتكم لا تقدروا أن تخزنوها
فكيف يا إبني تدّعي ملكوت التّراب
فالكلمة مضيئة كالشّمس غير مرئيّة كالهواء
صادقة كالتّراب متجدّدة كالماء
الكلمة هي حصادك، تجعلك تغضب كالخريف
وتبكي كالشّتاء، وتفرح كالرّبيع هي كنزك الّذي لا يقدّر بثمن
هي عزّك وذلّك، هي موتك وحياتك، هي زرعك وحصادك
هي حريّتك وسجنك
الكلمة مرسومة بكلّ فنّ على شفاهك ويديك
فكيف تبيعها بالرّخيص وماذا لو ربحت كلّ أموال الدّنيا
وخسرت كلمة الإنسان العظيم
الإنسان العظيم الّذي يستحقّ معطف الحريّة
هو الذّي يموت في سبيل الآخر وليس يقتل في سبيل نفسه
بذلك يكون الحبّ
هو السيّد وليس الحرب
وتكون الحياة عوض الموت
والسّعادة عوض الشّقاء
والحريّة عوض السّجن
والإبتسامة عوض البكاء
والحريّة عوض السّجن
الأرض مقسّمة أجزاء ولا أحد تأمّل الشّجرة والعصفور
وفهم ما معني العذراء والإبن

Aucun commentaire: