vendredi 11 décembre 2009

ظلال التّجارة


إشتري رجل حمارة وجعل معناها عروسة لأجل المغارة..
وهو يعلم أنّ عمليّة الشّراء هذه تثقل كاهل الإنسان العاقل والفاضل
يا واهب الحياة والكرامة للحمارة، أيّها الشّقيّ بالعقل،أيّها الشقيّ بالملكيّة
فقد جرّك هذا الشّراء إلى المهانة والشّقاء والفقر
أنظر لوجهك في المرآة وجه شاحب، لحية طويلة، مظهر مخيف، عيون يتطاير منها الشّرر
محفظة أوراق وشهادات بلا معني، أنت تلبس حزنها وهي تلبس حزنك، أنت تربطها وهي تربطك
في البيت الجوّ مقرف، البيت مربط الحمارة، تهرب فلا تجد سوي المطاردات والكلام البذيئ والإستهزاء والسّخرية والإهانات، الجوّ متشنّج في البيت وفي الشّارع، فأنت لا تكون جميل إلاّ إذا كنت عاشقا حرّا، ما عدا ذلك فأنت كئيب ظاهرا وباطنا
يركبك الغضب الشّديد وأنت تبحث عن إجابة حول مفهوم الزّوجة، فتروح سائلا نفسك كيف تكون الحياة بدون زوجة
تتوصّل إلي حقيقة بأنّ الزّواج رباط والرّباط ملكيّة والملكيّة عكس الحريّة والكرامة الإنسانيّة
تشعر بالإختناق ومن ثمّ ما عساها تكون وجهتك التّالية، طبعا ستعود على الحمارة بالسّب والشّتم والضّرب
والأكيد أنّك ستفكّر في بيعها لكى تشتري لك أخري، وأنت تفكّر في البيع والشّراء ينتابك شعور بأنّ هناك من هم بحاجة لك وهم الأبناء ولأجلهم أنت مضطرّ للتّضحية ، فتدفع الثّمن مع جموع الأزواج البائسون التّعساء المنهكون نحو ما يحمله الأمل بأنّ الحبّ لا يمكن أن يخضع للبيع الشّراء، وللملكيّة بل يخضع للحريّة والحريّة عشق
ما أحلي أن يكون الزّواج وتجربة الزّواج سيرة ذاتيّة، الأزواج من خلالها قد نالوا أوسمة حقوق الإنسان والحريّات والحياة الكريمة الفاضلة الحرّة
وقد كانوا ظالمين مستبدّين يسخرون من أنّاة النّساء، لقد قطفوا الشّرف الكبير وجلسوا على العرش زعماء وسلاطين
صحيح مهمّة الحمارة حمل الأثقال وإنجاب الأطفال، لكنّ الكلمة تصعد لتخبر السّماء عمّا جرى
هذه الحمارة عصفت بالتّاريخ كزلزال والنّتيجة الخراب والتّخلّف والقمع والإستبداد
الكلمة لا تخضع للزّعماء والعظماء، لم أري في حياتي جلاّد يعشق حمارة أو يحترم حمارة
كما أنّني أدرك أنّني حمارة إبنة حمارة، أمّي ذبيحة في العتمة تنتظر السّواعد المفتولة كي تأتيها بالعلف، أمّي أشجانها ملتهبة بالعويل صارخة كالرّيح، أمّي حريق من وجع الظّلم والقهر، كرّست حياتها في تنفيذ الواجب العائلي تتأوّه موجوعة.. ورائي ظلام أمامي ظلام لا شيئ غير الظّلام، زمانها أمضته في قفص تحرصه
كلاب تقتات على حساب الجياع والمظلومين، كلاب تنهش بإسم النّظام والقانون، أمّي جمرة غضب من ظلم اللّيل ورغوة البحار والدّموع
حين يولد لها إبن حرّ تزغرد وتتحوّل له مثل الحمامة وتقول إبني حيّ، إبني حرّ
أجدادنا رسموا لنا الحياة، رسموا لنا كيف تكون الحظارة على الحجارة، لكنّ الحظارة هي حظارة الكلمة ، عصرهم ليس عصرنا وطموحهم ليس طموحنا ومشاكلهم ليست مشاكلنا وظروف حياتهم ليست كظروف حياتنا
أعلم سيّدي أنّ عمليّة شراء الحبّ بالمال إهانة للنّساء والرّجال، الزّواج بالمال والمال ملكيّة والعشق بالحبّ والحبّ حر
،
فلا عشق إلاّ في ظلّ الحقّ والحريّة
الحبّ بين الإثنين نور وليس ظلم حبّ وليس مال، فالحبّ والحريّة ليس لهما ثمن
السّماء للعشّاق لأنّ الكلمة الجميلة تكون بين العاشقين

Aucun commentaire: