mardi 29 décembre 2009

تعدّد الزّوجات

هناك من هم ضدّ تعدّد الزّوجات وهناك من هم مع هذا التعدّد
في نظري كلّ واحد حرّ في ذلك، إلاّ أنّني أعتقد أنّ للرّجل وللمرأة قلب واحد وعقل واحد
وكلّ منهما يبحث عن السّعادة من خلال الزّواج، فإن كان هذا الزّواج مبني على أسس خاطئة فالنّتيجة لا تكون إلاّ الخيبة والمرارة والضّحايا هم الأبناء، فالإبن في مجتمعنا العربي يكره زوجة أبيه ويكره أخاه، الإبن يعيش أمراض نفسيّة معقّدة ويعيش الكآبة على جميع المستويات، مجتمعنا مريض وأمراضه خطيرة وموجعة ومؤلمة، تسبّب فيها رجل عاشقا لنفسه
مسيطر على الآخر ، الأنثي بالنّسبة له ليست إلاّ دجاجة أو بقرة أو بعير، رجل إغتصب الحقّ والحبّ والحريّة لنفسه وحرّمهم على المرأة فكان جزائه الموت، تعدّد الزّوجات يعني الظّلم والسّجن والمرض والموت، يعني حزن المرأة، يعني الحبّ الأسود والغيم الأسود والكلام الأسود والخوف الأسود والجهل الأسود والتّخلّف الأسود
فإن كنت سيّدي تملك المال والسّلطة فلا فرق أن تشتري بقرة أو عشرة، فالمفروظ أنّ الّتي تحبّك تحبّك لذاتك لا لأجل مالك وإن كنت فقير تنام معك على حصير وتأكل معك خبز الشّعير وتعشقك عنيّ كنت أو فقير هل لك إمرأة واحدة تحبّك لذاتك وصفاتك؟ هل لك إمرأة واحدة تموت لأجلك؟ هل تؤمن أنت بالحبّ الواحد أو الرّب الواحد الّذي لا شريك له؟

كيف تطلب أن يحبّونك عشرة نساء في آن واحد؟
هذا الحبّ سيّدي إسمه الخوف من التشرّد والفقر، هذا الحبّ إسمه الذّل وليس الكرامة، هذا الحبّ إسمه الدّمار، فهل تقبل أنت أن يشاركك في الحبّ رجل آخر؟ كذلك المرأة لها مشاعر ولا تقبل بالتّعدّد
والخيانة والكذب مثلما أنت لا تحبّهم هي أيضا لا ترضى بهم إلاّ تحت الضّغوطات القاسية جدّا عليها والحبّ تحت الضّغط موت وعزاء يفجّر الحجر بالبكاء، فأنت لا تبكي كما تبكي المرأة من هذا الحبّ الظّالم
هذا الحبّ القاتل، هذا الحبّ الرّخيص،
الحرّة لا تبيع الحبّ بالمال والحرّ لا يشتري الحبّ بالفضّة والذّهب. يوم باعت المرأة ثديها والرّجل إشتراه حلّت بهما الإثنين لعنة إبليس بالمال النّجس وسقطا الإثنين في الجحيم، الحبّ إحساس ثمين مثل الإنسان ليس له ثمن
نحن نعيش في مجتمع المرأة فيه مهانة ليست إنسانة ليس لها أدني حقوق الإنسان، الرّجل هو الّذي ينفق عليها من ماله ويشتريها مثلما يشتري بهيمة أو دمية بلا إحساس وبلا حبّ، كيف تصدّق مشاعر الدّمي، الحبّ سيّدي ليس الذّل وإنّما الكرامة وعزّة النّفس، الحبّ يجلب الفرح ولا يجلب التّعاسة، إسأل نفسك هل أنت تعيش في مجتمع محبّ وسعيد أم في مجتمع مجرم مريض وتعيس، هل أنت تعيش الحبّ أم تعيش الكآبة؟ هل أنت تشعر بالحزن أم بالفرح؟ هل أنت تعيش الصّدق أم الكذب
هل تعيش الوفاء أم الخيانة؟ الحبّ ليس سلعة تباع وتشتري
فأن كنت محبّ فأنت لا تقدر أن تبيع الحبيبة ومن تحبّك فعلا لا تقدر أن تبيعك بأيّ ثمن
لأنّ الإنسان الحقيقي لا نقدّره بالمال بل بالشّرف والكلمة، فأنت بالمال كأنّك تذهب إلى الجزّار لكي تشتري لحم الأرانب والدّواجن والبقر والبهائم لكي تطبخه أو تشويه بدون أن تعلم أنّه يجب عليك أن تحرق طبائع تلك الحيوانات في نفسك وفي طبعك لكي تصبح إنسان ... الحمام فلحمه أزرق وصيده حرام لأنّه الحبّ الجميل والمقدّس، من يفهم على ماذا يغرّد الحمام فوق رؤوسنا بذاك الصّوت الحزين، فكلّ حيوان له صوت يعبّر به لنا عن أحوال حبّنا في هذه الأرض الجريحة وله أيضا طريقة في التّعامل مع الحبّ، هل الحبّ يقتلنا أم يحوّل أرواحنا من حال إلى حال حسب الطّقس والأحوال حسب الأقوال والأفعال؟ ويحرمنا من شيئ مقدّس إسمه الكلمة الجميلة عند الإنسان، كيف نقدر أن نكذب أمام الشّمس وهي الكلمة الحرّة والملكة أمّ الأحلام ونبض القلوب؟ شمس الحبّ والكلمة سيّدي لحمها لا يأكل لا مشوي ولا مطبوخ، هي تقول للشّيئ كن فيكون فلا نكون في نظرها إلاّ حيوانات مفترسة لا تنطق ولا تبوح بشيئ لأنّها فقدت الكلمة
وفقدت العقل والشّعور والأصابع العشرة، كيف يهون الإنسان ليصبح حيوان للإستهلاك؟
أقدّم نصيحة لوجه اللّه فمع أنّك تأكل لحم البقر والبعير والخرفان
تعلّم منهم أيضا عمليّة الإجترار وأسأل نفسك قبل فوات الأوان هل أنت إنسان؟
ففي النّهاية سوف تتواجه مع السيّد المسيح الإنسان ذاك العقل لا يؤمن بالمسيخ الدّجال الّذي هو المال
إنّه يسكن في ظلّ كلّ إنسان كلمة وروح كانت له أصابع عشرة قادر بها أن يحيي الأموات ولم يعدّد بهم الزّوجات
كان يعلّم ويداوي المرضي بدون مقابل، كان يعشق الإنسان وقد مات لأجله، لم يكن عاشقا للمال والجمال المزيّف
كان يداوي الجراح ولم يكن قاتل أو سفّاح
ماذا يعشق وماذا يريد شعب اللّه؟
العاشق للإنسان أم السفّاح؟
ماذا يعشق وماذا يريد شعب اللّه؟
الهواء أم التّراب؟ النّهار أم اللّيل؟ الحقّ أم الظّلم؟ الحريّة أم السّجن؟ كلّ واحد حرّ في الحبّ والعشق
فالرّوح تتحوّل بأمر الأمّ والطّفل
الكلمة الملكة الحرّة وإبنها وروحها السيّد المسيح الحرّ
الرّسائل السّماويّة ليس لها علاقة بالأشخاص ولا بالشّعوب فلا أحد يذكر وجه المسيح ولا أحد يذكر وجه الرّسول هم بشر مثلنا هما في رغبة كلّ إنسان وفي حبّ كلّ إنسان وفي ظلّ كلّ إنسان
من خلالهما نتعلّم ما معني الحريّة وما معني العبوديّة وكيف نكون أحرار وكيف نكون عبيد
الحرّ من يموت لأجل الآخر والعبد من يقتل الآخر لأجل نفسه
الحرّ إنسان مظلوم والعبد إنسان ظالم
الحرّ له الهواء والعبد له التّراب
هكذا يكون الحب عادل في أن يكون الإنسان حرّ في تصرّفاته وأقواله وأفعاله
وهكذا هي حياة الإنسان الّتي بدأت بقتل الأخ لأخيه فكان القاتل ملاّك والمقتول ملاك
وما نعيشه هو الصّراع بين المال والحبّ، بين الملكيّة والحريّة
المال ملكيّة والحبّ حريّة
المال حرب ونار لا ترحم
الحبّ بحر من الدّموع لا يرحم
الملاّك له قوّة المال والملاك له قوّة البحر
فكم ثمن دموع البحر؟ وكم ثمن الإنسان؟ وكم ثمن الكلمة؟
لا شكّ ثمن هذه الدّموع صحراء من الأموال تشرّد في عواصفها الإنسان
تحت لهيب الشّمس كالجمل يحمل الأثقال ويأكل الأشواك ويجترّ الأفعال لا يفهم ما معني الحبّ
أو ربّما كان يبني بها في الصّحراء قبورا عالية على ظهور العبيد
لعلّ الرّمال تتحوّل في يوم ما إلى أموال وثروات طائلة لا يقدر أن يحسبها أو أن يعدّها
فكان له الموت حكمة والأموال بقيت حجارة وأطلال وظلام ودهاليز مخيفة ومرعبة تلعب بها العواصف
والرّياح في صحراء قاحلة مغمورة بالآبار المليئة بالدّماء السّوداء والغازات القاتلة
الّتي لا يزال الإنسان إلى حدّ الآن يقتل بها أخيه الإنسان
إبن الشّمس العذراء إبن الرّحمة والضّياء والألم والصّبر والشّقاء
عوض أن تكون تلك الآبار مليئة بالماء لأجل الفلاحة والخير والرّخاء للإنسان
كانت مليئة بالدّم الأسود والغاز الخانق والقاتل للأمّهات والأطفال
كانت مليئة بالأحزان والجراح والآلام
عجيب هذا الإنسان كيف الدّم تحوّل لأجله غاز يحرق
وكيف الحليب تحوّل لأجله أشجار فحم وحطب يشتعل؟
كيف تحوّل جسد الإنسان حيوان وكيف أصبحت الكلمة هي نار الحياة تحيي وتقتل
الإنسان يشوي اللّحم ويقليه ويطبخه بعدما يفرغه من الدّم لكنّ الحيوان يأكل اللّحم حيّ بدمه حفاظا عن البييئة والتّلوّث
هل الحيوان يفكّر في البيئة أكثر من الإنسان؟ هل الإنسان هو أكبر ملوّث للبيئة؟
لماذا الإنسان هو الكائن الوحيد الّذي يولد يصرخ ويبكي، لماذا بعد البكاء له ضحكة رائعة
كم هو فنّان هذا الإنسان في قتل نفسه بنفسه وذبح نفسه بنفسه
وأكل نفسه بنفسه وحرق نفسه بنفسه لأجل المال والسّلطة لا لأجل التحرّر من طبعه المتوحّش
فأجمل أكل لنا هو القمح والشّعير والحشيش والماء وليس أكل اللّحوم لأنّ تلك اللّحوم فيها طباعنا الّتي يجب أن نحرقها
في نفوسنا وفي طباعنا كي نعرف كيف نتحرّر
بالمال يقدر الإنسان أن يشتري ما يريد ويعيش كما يريد
لكن بالحبّ لا يقدر لأنّ أمامه جبل عالي إسمه المال والسّلطة يشرّدان في النّساء والأطفال
ويسحقان حقوق الإنسان ويحرمانه من الحياة الكريمة الفاضلة
لذلك لا بدّ من يوم آخر يكون فيه الحبّ هو السّلطان وليس المال لأجل هؤلاء الجياع والمحرومين من الحياة
الدّنيا بالمال والسّلطة والأخري بالأقوال والأفعال
هل يؤمن الملاّك إلاه الحرب والمال بحقوق الأمّ والطّفل الشّمس والإنسان حتّى تتراجع الدّموع
وإلاّ سنحترق أو يغرّقنا الطّوفان؟ يا حبّ إنّك كريم ورحيم بالإنسان يا حبّ إنّك الإلاه

Aucun commentaire: