dimanche 18 janvier 2009

معزوفة الموت والحياة

الذّئب في المدينة يطوف أكل الدّيك ،أكل الخروف أجمل خبر قال إنتصر قتل الشّمس، قتل القمر قتل البحر ، قتل المطر
قتل الحلم ، قتل الشّجر إنّه بطل.
إيّها الذّئب الذّكيّ ليس عندي قضيّة تستحقّ الموت لأجلها إلاّ حبّك، لم يستمع النّاس إلي معزوفة أجمل من معزوفة يديك
أشهرك في وجه الشرّ سنبلة ذهبيّة، في وجه الظّلام وعدا بالضّياء، في وجه البحر وعدا بالمطر، في وجه الخريف وعدا بالرّبيع، في وجه الموت وعدا بالحياة. يا إبن الشّيطان يا سفّاح، صاح الدّيك والفجر لاح، غنّي الخروف أنا المفتاح. أيّها الذّئب العظيم يجتمع الحكماء أنصارك ليشهدوا ضدّي، يقرّرون أنّي فضيحة وخطر على أمن الذّئب، يطلبون منّي مغادرة الوطن... أغادر فكلّ الأرض وطن.
سأترك لهم أبّهة الملوك، فأنا لا أعرف أن أتكلّم مثل الملوك، أنا واحدة من هذا الشّعب المنهوك، أنا العبد المملوك ليس عندي مشاعر ولا أموال أختزنها في البنوك، أنا لست ضدّ أحد.. من قرون وأنا على طرف السّرير عصور من حجر لا علم لديّ ولا خبر، أعضّ من قهري شبّاك القمر كسّر أغصاني القدر، يقولون عنك أيّها الدّئب أنّك القويّ المهيمن والفاتح الأعظم، أيّ تعيسة أنا، أين البطل أين الرّسول، أين الرّب المعروف مات البطل وغرق المركب بنا وإستقال الدّيك والخروف معا، مات الإنسان البطل وترك الدّئب يمرح.. القدس جعلها مسرح، كلّ أمجادي سراب ، كلّ أمجادي غيم وضباب فما عادت تهمّ الأمجاد.
أصرخي يا إمرأة فلولاك لكانت الأرض صحاري فأنت الرّوح القدسيّة، يديّ ألبستها خاتم الأسماء وجعلتها تعزف أصول الحبّ والحريّة كطيور النّورس، أنا لم أري منحوتة بهرتني كما بهرتني يديّ، هي ليست مثل يد الذّئب تخوّض في الدّماء
يديّ تدفعني ألاّ أكون أميّة، يقف المؤمنون أمام الكنائس وأمام الجوامع، وأنا أقف أمام كنيسة يديّ، أنظر فيهما لولاهما لمات العالم عطش وجوع وأميّة، كلّ قصائد الشّعر منهما وكلّ الفنون وكلّ العلوم وكلّ المشاهد الحيّة، يديّ أوصلتني إلى اللّه الحبّ، اللّه القدرة، اللّه الحريّة أوصلتني إلى حالة الطّيران في الهوي تحت رعايته، يديّ مقام قديم بدأ بإسم اللّه الرّحمان الرّحيم، يديّ حين أكتب تغلب لساني، هي معجزة كلّما إستعملتها تساقط منها ألف زوج حمام فوق شجرة تراقصها الموسيقي وطن العصافير الّتي لا تموت، يديّ معمار فيه كلّ عظمة التّراث الإنساني.. لم يعد يكفيني هذا الحبّ أريد أن أصل معه إلى مطلع الفجر، لا بدّ أن أغادر الوطن، لماذا أظلّ هنا، هنا ماتت المشاعر ومات الأصدقاء ومات الأمجاد ولم يبقي إلاّ الشرّ، إنسان يعذّبه القدر عاجز غير مقتدر ينظر للتّراب يا مأوي القلب الحجر.
أريد أن أتنفّس بعض الهواء إلي حين يمكنني الرّحيل إلى مرفأ السّلام، إلى حين يلفّني الثّلج الأبيض تحت ستار الظّلام
في بلادي ألوف الجوامع يشيّد السّلاطين فيها فروض الصّلاة وفي المقابل يقطعون الرّقاب ويقلعون الأصابع بلادي تخاف من هديل الحمام تشرّع أبوبها للرّشاوي والبغاء.
البوادي رفضتنا، أحرقتنا، سامحونا إن كفرنا، إن بصقنا فوق عصر ليس له أسماء ليس له دواء، سامحونا إن تصرّفنا مثل أطفال جياع لم نجد بين الأبطال العرب من لم يغمد السّكين فينا، سامحونا إن هربنا إنّنا نبحث عمّن إستباحوا دمنا منذ ولدنا.عن الّّذين قطّعوا أيادينا كي لا نمسك الأقلام لكنّنا كتبنا إنّنا نبحث عمّن كفّرونا بأعمالهم فكفرنا. أيّ عصر لا يسمّي أيّ عصر لا معقول سلطوي، دموي فوضوي قبلي إيّاكم أن تتركوا آلى صهيون وتعلنوا الحرب على ريشة يجب سكب العطر على جسد المسؤول يجب قتل المغول، أحبّكم برقا يضيئ حياتي، فيا أصدقاء الحريّة كونوا معي في كلّ حروبي وسيروا معي تحت قوس نصري، نحن أنصار الحريّة نعيش على إمتداد هذه الصّحراء الرّمليّة ..كم من إمرأة جعلت الرّجل وردة بعدما كان حجر. وكم من إمرأة جعلت الرّجل بهلوان بعدما كان بطل لدينا لغة مرعبة حرموها من الحريّة كي لا تخطّط أبدا، كي لا تبدع أبدا أقنعونا أنّ سقوطنا قضاء وقدر فرمينا بآبائنا في الجحيم ومشينا ورائهم وقلنا هذا هو الصّراط المستقيم.
وها نحن أصبحنا ننام بأحضان السفّاح لا نعرف نوم ولا نرتاح، كلّ إمرأة أمسك بها السفّاح تصبح بيده طبلة إفريقيّة كأنّه الرّجل الوحيد في العالم هو بأبنائه ونحن بلا أولاد ولا أحفاد ولا ذريّة، كأنّنا أصبحنا بعينه أزهار وحشيّة تسبح في دورته الدّمويّة، كان هناك رجال مسكونون بنار الحبّ الأبديّة يحفظهم التّاريخ في الأحداق العسليّة، كان هناك العطر والأمطار في الأحداق الخضر، كانت الكلمة قدّيسة وكان هناك شفاه تقرع وأقلام تصدع، كان لدينا بلاط ولغة عربيّة ناريّة نتّفوا ريشها وكسّروا لها الجناح وجعلوها رماديّة تبكي العصور الذّهبيّة فصارت عقولنا ومشاعرنا ثلجيّة ونسائنا وأطفالنا بين أياديهم ذباب في نار العذاب ، حكموا علينا أن لا نضحك ولا نبكي ولا ننطق ولا نعشق ولا نخالط النّساء ولا نخالط الرّجال ولا نصدّق الرّجال ولا نصدّق النّساء ولا ننجب ولا نقرأ ولا ،نسأل إلاّ عن أحوالهم ولا ندرس إلاّ تعاليمهم ولا نسمع إلاّ أغانيهم تلك قوانين المنفي الّتي قبلنا بها شاكرين ثمّ قالوا عنّا ساذجين متخلّفين ما ورائيين.
نحن لسنا متخلّفين فقط نحن عميان تائهين خونة كذّابين، نحن لسنا أصدقاء نحن أعداء مارقين أنانيين ألّهنا الرّجال
وجعلنا النّساء ناقصات عقل ودين فذاك جزاء المتّقين إن قتلونا فنحن رجعيين واللّيل لا يهدي التّائهين والفجر لا يضيئ طريق الظّالمين المتنكّرين....

Aucun commentaire: