mercredi 28 janvier 2009

مسافر مع الخيال

من حاضر مرهق الأعصاب، ننبشه، نقرأه، نغرق فيه، نبكي منه، نعيش معه التّعب الأزرق لكن إصرارنا على وضع حدّ لمأساتنا يجعلنا نصرّ على جمع أجزائنا، ونبدأ بالإسم النّائم عنقودا من العبير، نجعله سفيرنا المنشود والموعود، يمنحنا الإسم شعلة برغم النّزيف في أعماقنا نصارع به الدّوار، الإسم كلمة نعمّر بها قصّة الحبّ العظيم، فالحرّ يرفض أن تكون حياته مجرّد قدر يرقص به الشّيطان..
الحرّ لا يعيش يستجدي السّماء فليس للسّماء شيئا للكسالي الضّعفاء.
تعلّمنا السّماء أن نعشق فليست السّماء على عشق الإنسان بخيلة.
تعلّمنا أن نقرأ فهل قلنا للسّماء شكرا جزيلا ؟
تعلّمنا أن نشرب من خوابينا ونسمع من شدوها الخلاّب مع كلّ فجر ألحانا جميلة.
القبح فينا ،القبح عدم ، القبح موت، القبح ظلم.
والجمال في رقّة الإحساس والألحان والنّسمة العليلة

نهر من الكلام كم سقانا كؤوسا تجري على اللّسان فيها التّفكير بالألوان.
نهرمن اللّهيب حارق يسكر الكون حروب وأحزان ودموع.
ونهر أغاني يسكر الكون ويجعل الأرض كالمهرجان.

نقش الحبّ على أسمائنا معاني كريمة إلى حين نروح لذاك الرّكن ونفتح حقائب الأحزان.
إلى حين ينادينا الرّفيق قائلا يا حبيب الزّمان:
صدق الرّفيق أم كذب الرّفيق في الحبّ
أنت في حضرة العصور جميعا فزمان الحبيب كلّ الزّمان.

ما ضوء العين حبيبي جوهرتان أم هما لهيبا يحترقان؟
وحدك المبصر وعصرك كان ذهبيّ أمّا الآن عصر ثان. عدت إذن أهلا وسهلا
كما ترى أستاذ كمال : لا ماء عندي ولا ضوء ولا ألوان.
ماذا أنا حتّي تجعلني محاصر بالخوف والأحزان.
منحك ربّك الماء والضّوء والنّفس فجعلت حياة النّاس كالغدران

كذبت بإسم الأنبياء وعبثت بكرامة التّوراة والإنجيل والقرآن.
ألم تكن تدري أنّك مسافر تحت السّتار؟
والتّاريخ إبتدأ من يوم جئنا من يوم منحونا أسماء ..
لم تكن لنا قبل ذلك أسماء.
يا بذرة الخصب يا سنابل الآمال تحيّة الرّجال للرّجال..
تحيّة الحبّ والنّضال، تحيّة ممّا رسم اللّه في دفاتر النّساء والرّجال من الشّروق إلى الزّوال:
يموت عندنا الدجّال ويبقي العطر من مروءة الخيّال.
قل كم تركت وراءك غاضبون، ويلك من ثأرهم يوم من القمقم يطلعون.
هارون الرّشيد لم يعد إنسان ، ما عرف القدس ولا قداسة الإنسان، فقد قطعنا رأسه لأنّه ديك جبان
وفرعون الّذي جعل قتل الأطفال والنّساء مباح قد إستحال تمساح
أستاذ كمال، أكلّ الرّصاص الّذي صنعته لأجل أخيك الإنسان، يا أشرف إنسان..
هل لا يساوي شيئا عندك الإنسان؟
أتحسب أنّ مشيئة الأقدار لا تردّك تحت الحجارة النبيّة؟
أهديك صندوق من السّلاح خذ بندقيّة وأطلق الرّصاص عليّ.
لكنّك خيال.. نعم نعم وأنت البطل الشّجاع والطيّار والخيّال
ما الّذي كان يفعله فوق رأسك قرص الضّياء؟ أم تراك كنت تعيش بغير عيون؟ بحفر بلا معني؟
مهمّتك في الحياة أن تعرّي النّاس من كلّ كرامة ؟ وتجعلهم لا يلتقون بالخبز إلاّ في القمامة. أيّها الباحث عن بطولة سكنت القصور وتركتهم في طابور؟ أكلت البذور ورميت لهم الفضلات والقشور.
حياتي معك لم تكن تعني لك شيئا ولا تثير إهتمامك؟
تعبت من تدليلك سكناي فيك دليل عميق على أنّنا رفيقي طريق
لا تعاملني بشكل أبوي، أنت لعبتي أصلّي كي أصبح أطول.. أنت طينة مهترئة حسبت نفسك قطعة جوهر
أهديك للشّمس قطعة سكّر.. لا أطلب أكثر.
أستاذ كمال كنت تقاتل لأجل التّراب.. التّراب لك
أقعد أنت في عذاب التّراب وأنا ذاهب لهذا الهوى كي أنسي الأتعاب
أستاذ كمال:
الفرق بيننا هو أنّك كنت تحارب لأجل التّراب وأنا أحارب لأجل الهوى
الفرق بيننا هو أنّك تعمل لأجل السّجن وأنا أعمل لأجل الحريّة
أستاذ كمال :
كنت روحك كنت خفقة قلبك، كنت كلمتك في الحياة، كنت رفيقك، كنت صديقك
وأنت ماذا كنت ؟ عقل
سأتركك مع العقل لكي يمنحك روح أخري تليق بمقامك
أستاذ كمال: هل تركت وصيّة وقلت للأهل فكّروا في الشّعور والمحبّة والعطاء قبل الرّجوع إليّ.

Aucun commentaire: