vendredi 30 janvier 2009

ساعات الحزن الجميل

في ساعات الحزن الكبير، نسأل عن المجد الّذي يترعرع في ظلّ الموت والخراب، فلا سلطة إلاّ سلطة الموت
هذه الذّات الممتلئة بالخيبة والإنكسار، فالنّقد الذّاتي ليس من عادة الإنسان.
فهو لا يشعل حرائق في ذاته وفي وجدانه يكون كشف وإضاءة للزّيف السّاكن فيه، فكلّ إنسان يجامل وينافق ويتستّر على ردائته وتفاهته، فلا يبقي له في النّهاية إلاّ الغضب والحزن يترجمه على الآخرين من حوله .
الأنسان غارق في عبادة ذاته والحبّ عنده سجين الجسد، تستعبده ذات مظلمة وبهذه الذّات هو دائما مهزوم وممتلئ بالخيبة والموت والأحزان.
الحبّ يقرأه الإنسان جسد ولا يقرأه كون
يقرأه أخذ ولا يقرأه عطاء.
يقرأه موت ولا يقرأه حياة.
يقرأه سجن ولا يقرأه حريّة
فهو ميّال إلى السّيطرة بالجسد على الآخر ليثبت أنّه قوي
وفي تلك القوّة خيبة أمله الكبري وموته وظلامه، الرّجل الّذي لا يقرأ المرأة أرض وشجرة ووعد بالتحرّر هو رجل لا يفهم الأنوثة والحياة
الرّجل المطلق مات فقد أقرّ لنفسه السّلطة والمجد والسّلطة على النّفوس في حين أنّ المجد للكون ،للرّوح الكونيّة
فالرّجل مخلوق من بين مخلوقات الكون والمرأة كذلك،
فنحن أبناء المطلق ، أي أبناء الكون، فحين نفكّر أن نمتلك أيّ شيئ يمتلكنا
الطّريق إلى الحريّة طريق واحد هو الظلّ فمنه هو نأخذ المجد، ففيه المواويل الّتي تغنّي للصّباح والمواويل الّتي تغنّي للمساء
الرّجل الإلاه الجسد مات لكنّ الرّجل الرّوح القدس حيّ على الدّوام فهو صوتنا وضلّنا المرافق
قد يتصوّر البعض أنّهم إغتالوا الحبّ أو قتلوه بكلتا يديهم وجعلوه مجرّد قنديل يضيئ عليهم في الصّباح والمساء، فما قتلوا في النّهاية إلاّ نفوسهم وما كفروا في النّهاية إلاّ بإنسانيتهم وكلمتهم
فذاك الحبّ كان الصّديق والصّدوق وكان أبانا وحين نموت سنكتشف أنّنا قتلنا كلمتنا وهوانا
ماذا نقول له حين نلاقيه بعاهاتنا وأحقادنا وإنحرافاتنا، نقول له إنّنا ذبحناك يا حبّ بسيف خطايانا
سافرت بنا إلى المستحيل وعلّمتنا الزّهو والأفراح والحزن الجميل لكنّنا عشقنا المال فكلّ الملوك يا أبتي بين يديك صارت رماد
السّيد نائم كنوم العائد، فكيف نصدّق أنّ الهرم مات
هو صديق الشّمس.. السّيّد موجود فينا في الكلمات في حلمنا وفرحنا وحزننا، وحين ننام النّومة الأخيرة يأتينا ليسلّم علينا ويسألنا ..
السيّد يسكن الوقت والتّاريخ
الكرسي مهجور الصّبر له والنّوم لا ينام
كم كذبنا كبير، كم نفاقنا كبير، كم جوعنا كبير، كم جرحنا كبير، كم حزننا كبير
أخلاقنا سنلاقيها مسك وعنبر، والقلب سيتحوّل بين يديه عصفور راقص على المرمر
نعم أحببنا وسكرنا بالحبّ، عشقنا وسكرنا عشق حتّي تخثّرت جراح الحبّ العظيم
في الباب سيرحّب بنا كثيرا قائلا يا أمير الحبّ:
أنا العاشق الكبير كيف أحوال الحبّ والحقّ والصّدق والوفاء؟
حلو أراه بعينك تغار منه السّماء..
كم قتلت ؟ كم كذبت؟ كم نافقت؟ والقدس خضّبتها بالدّماء؟
ما هو الإنسان صديقي حين يكون فأر مخرّب.. الخبز والخمر همّه والشّهوة والزّناء؟
ما هو الحبّ حين يكون حمار وحشي يركبه الطّغاة والأقوياء؟
ماذا تطلب؟ تفضّل..
أنا الحبّ كلّه والوفاء وحبّي كان يشعّ منه الضّياء
وأنت ماذا ؟ إنسان أم مارد ملعون؟
كنت أحبّك لكنّ الكذب والنّفاق والخيانة والغشّ أسقطوا وجهك
كنت أحبّك عصفورا بهذه السّماء وحين خدعت الحبّ ستكون تحت الغبار
أسقيك بدمع الحزن وأتركك لبرد الموت وممواويل الشّتاء
دفاترك الزّرقاء المكتوبة بالذّهب تجعلك فرحي الكبير أو حزني الكبير

Aucun commentaire: