vendredi 23 janvier 2009

الزّعيم

هو رجل له مع دفئ الشّمس مساكسة رهيبة، سكن في الظّلام فوجد له وحشة الضّياع، فلا إستطاب له الحبّ ولا عرف طعم اللّذة طريقا إليه
بسببه وجوه المخلوقات يبست وبراعم الزّهور ذبلت وملأ الغيم الأفق.

أين يتربّع عدل الزّعيم، على المكان سيطرة قاتلة تفتّت الصّخور، الإطار مرعب يتأجّج بنيران الحرمان القاتل،القصر يبني بدماء وزفرات وعرق العمّال، عيبه أنّه شوّه صورة الإنسان وإغتال لنفسه حرارة الحياة وجعل الآخرين في الجوع والبرد والعطس والبطالة والأمراض والحروب.
زعيم مسافر في رحلة البكاء والرّحلة أنسته مواعيد السّماء، الرّصاص سبب إستكباره ووجوده في القمّة يعيش تحت حماية مؤقّتة في الدّلال والبهرج الذّي أوجده السّلاح والقوّة والمال، هذا الزّعيم لا يستقرّ في هدوء الطّمئنينة الزّاخر بالحبّ والصّفاء لأنّه غير قادر أن يحصي أخطاءه وهو المسؤول على الرّعيّة أمام السّماء,
حياة الإنسان ليست لعبة بين يديه والإنسان ليس خروف أو حشرة, الخوف في أعماقه يخشي الإنسلاخ من جوهر الإنسان فقد إتّخذ طريق الخيانة والكذب والإبتزاز والغش والخداع.
أمر غريب أن يسلخ الإنسان نفسه من جوهر الإنسان تحت أوامر المال والسّلطة وقوّة السّلاح، قرون وقرون والظّلام حالك والنّهار ليل فقد تجاوز هذا الزّعيم حدود الحيوان وظلّ يلتهب كبركان لأجل الملكيّة يمتلك مصانع الأسلحة والنّفط وينشر الرّعب والخوف والدّمار والعالم يرتجف من الزّعماء فزعا .
فهم جدعان عطشانين ينهشون شجر الزّيتون يدفعهم فسادهم إلى صحراء مفزعة بلا ماء.
تلك هي رحلة الإنسان وذاك مصير من كبت رحلة الوجود على الآخر، فقد جاء الجدعان ليصنعوا صور بشعة متعفّنة وينظروا للنّاس على أنّهم حشرات لا قيمة لهم.

الشّمس تنتظر تساقط الدّمع العذب المريرمن عيونهم، جفّت العيون وما جفّت عيون السّماء، قطع السّحاب لا زالت تركض للإرتواء والإمتلاء تحت الضّياء، والقوس يراقص غابة الزّيتون ليجمع زاده في الرّحلة الخفيّة المصير,
إستلقي على المنابع النورانيّة وقد كتب بماء الذّهب أشياء تتوالد كلّما ذاكرناها وكلّما قرأناها، كتب عن تراكم البشاعة في النّفوس وجفاف ينابيع المحبّة في الأعماق، كتب عن العصافير العربيّة الّتي ماتت بالرّصاص العربي، كتب عن قسوة الصّحراء والأورام النّفطيّة والعصبيّات القبليّة.
كتب كتابات توّلي طبعها البحر وتوّلي نشرها الرّيح، فعشّاق القوس هم عشّاق الإنسان، القوس لا يقدر على فعل شيئا للحجر، هو قادر فقط أن يشفق على العيون الّتي لا تري والقلوب الّتي لا ترحم والأذن الّتي لا تسمع والأيادي الّتي لا تقدر أن تحصي حجم الخطايا، خطايا زعيم مدي الحياة.
ماذا كان؟ كان ركود وشعب مقتول بإسم الحداثة، هل نقدر أن نقول أنّنا في زمن الحداثة والمفاجآت، هذه الحداثة نستوردها من الخارج ولو لا هذه الحداثة لتحوّلنا إلى ركام من السّواد والفحم.

قضيّة القدس أكتبها على كلّ كوكب لأنّها تروي الحداثة والتّقدّم العلمي والإنساني عند العرب وعند الغرب
لأنّها تروي قصّة موت العذراء والإبن المقدّس تحت الرّصاص والطاّئرات والقنابل المسيّلة للدّموع
تحت الجوع والحرمان والتّشرّد والأمراض المزمنة
لأنّها تروي قصّة العرب اللّذين لا يحبّون تغيير الماء ويتركون شعوبهم يسبحون في بركة من الماء الرّاكد وذلك بإنتخابات مزوّرة وكاذبة تراعي مصلحة الزّعيم والحاشية
الزّعيم الحقيقي هو الّذي ينير بكلمة صادقة ظلام اللّيل ويكتب عن الحقيقة التّي شوّهت الإنسان وضيّعت الوجدان في متاهات المال حتّي صار الزّعيم هو ربّ السّماء الّذي يخوّف النّاس بالنّار، فمتي أيّها الزّعيم رأيت اللّه يحرق إنسان بالنّار، فأقصي ما يمكن أن يفعله اللّه في العبد هو أن يجعله حمار أو ذئب أو أسد، لأنّ اللّه زعيم حقيقي يعمل بدون كلام
وبدون ثرثرة، لأنّ اللّه ذكيّ جدّا يعمل في الظّل
أخيرا دمتم لشعوبكم بألف خير معشر الزّعماء الصّادقين المناظلين .

Aucun commentaire: