vendredi 23 janvier 2009

العاشق

معه وجدنا منذ فجر العمر، مع وصاياه العشرة، مبثوثون في الرّيح معجونون بالألوان، الموت في إنتظارنا معه ، فنحن أشجار تقطع وتبقي الجذور، بالنّسبة للعاشق أجمل الورود تطلع من الأحزان من رحم اللّيالي والأيّام تطلع كإنبثاق الماء والأضواء، الموت حرب بين العاشق والمقاتل.
فالموت لا يستطيع إغتيال البلابل، جريمة الموت عاطفيّة وكلّ ما تبقّي أمور جانبيّة، في الموعد يحتدم النّقاش بين الشّمس والضحيّة، ويري الإنسان عن نفسه ما ليس يري، تسأله هل تعرف الحريّة، لا يا أميرة البحار لم أكن أعرف شيئا.
أليس عندها إحتفال عندكم مثل عيد الميلاد؟
يتذكّر يحكي ، ثمّ يحكي ، ثمّ يحكي آه تذكّرت الحريّة حشيش مخدّر نتعطاه جرعة في الصّباح وجرعة في المساء كالحبوب المنوّمة.
يا أميرة البحار عمّا تتحدّثين نحن محبوسون في التّاريخ نعاني من قلّة الدّواء والغلاء والحرمان، عشقنا الموت لأنّه ينجّينا من مخالب الإنسان.
أيّها المهاجر من مدن الملح.. من ربّك؟
كلّ ما أعرف عنه يا أميرة أنّه عصفور عاش حياته جفاف وأعلن موته زفاف.
عاش على الأرض ضحيّة ومات لأجل الحريّة والحياة الأبديّة

عاشق مشهور ينتظره أصدقائي كلّهم وشعبي المقهور
يا أشرف القتلي، للعشق طريق واحد هو الحريّة، الموت للعشّاق إبحار في الآتي
وفي الحريّة تعيشون المحبّة

فتاريخكم كلّه محنة وأيّامكم سوداء.
أنتم في الأرض لتصحّحون تاريخكم ، وترسمون عرسا تمدّ له الشّمس بساتينها...
عشّاق الهوي ، ليس صعب لقائكم باللّه، بل لقاء الإنسان بالإنسان.
عودوا إليه، ولا تجعلوا الفكر يسقط في النّفاق السّياسي، عودوا إليه كي ينشلكم من قبضة الطّوفان، لا تقلعوا جلودكم لأجل السّلطة والسّلطان وإرفضوا التّسلّط
وإرفضوا عبادة الأوثان.
أيّها الإنسان تأمّل كيف سرنا نسبح كالضّفادع في مياه الغدران، كيف سرنا نعيش الجنون والهذيان
يشترون القصور بنا، يشترون الدّنيا بنا ونحن ننكش التّراب كالدّيدان ونصفّق يحيا لنا السّلطان
أكلت الشّمس كبدها يا هوان الهوان..
متي أصبح النّفط والسّلاح أغلي من الأمّ والإبن أيّها الإنسان
متي أصبحت الكلمة الملكة تباع كقطعة لحم مشويّة للسّلطان
متي نزلت الكلمة من عنفوان السّحاب تعمل لحساب الإستعمار؟
متي أصبحت الكلمة الحرّة تخاف الذّئاب والفئران
يا شرف القتيل.. لو قتلوكم لأجل الكلمة والإنسان.
لو أحالوكم إلى محكمة الأمان.
لو أدانوكم بشرف النّصر على الشّيطان.
الكلمة على لسان البلابل والنّوارس لا تعمل لحساب المستعمر أو الإستعمار ولا تخضع لأوامر السّلطان
عشّاق الهوى، أتراكم دجّنتم الحمام فسقط بذلك الإنسان.
عشّاق الهوى في الكلمة موتكم وإنبعاثكم.
اللّه لا يحرق بالنّار وإنّما يسحب للإنسان الكلمة واليدين
سبحان الّذي يقول للشّيئ كن فيكون...

.

Aucun commentaire: