vendredi 23 janvier 2009

الفلاّح

يقول البعض يا له من كنز مسكين لا يصلح لشيئ، مسدّس أو كيس من الخذّرات أثمن ممّا يتقاضاه الفلاّح في سنة
الفلاّح يفرش فوق الأرض بساطا وينام هادئا طول اللّيل ويبني له خيمة من الأخشاب تقيه من البرد والحرّ ومن الحيوانات والمجرمين.
حين يأتي عليه الرّبيع تزهر أشجاره وتمتلئ ويكثر الرّزق فتراه سعيدا وهو يمرّ على بلدته يطعمهم ثمار حقله الطّيّب، الفلاّح يضع كلّ يوم علامة تشير إلى إخلاصه في عمله وحبّه الشّديد للأرض فمن عرقه يأكل النّاس..
كلّ النّاس تسعد بأصابع الفلاّح، فهو رجل صامد كالنّهر ، كالأشجار، فالخير الّذي نستمتع به هو من مجهود الفلاّحين هذا الخير هو نتاج خواطرهم وفنونهم ، فالعمل في الأرض شرف والموت لأجل الأرض شرف ، لو كنّا نعمل بصدق الفلاّح لما ظلّت سمائنا سوداء.

يرتفع صوت المؤذّن كلّ صباح حيّ على الفلاح ، يعلو صراخه.. تقف السيّرات أمام الجوامع في رهبة للرّكوع على الأرض، هذه الأرض تقول أطلبوا كلّ شيئ أعطيكم بالعمل الصّادق
بالعمل في الأرض يتنفّس الإنسان الهوي ويسعد..
فالشّمس عند الفلاّح لا تشرق إلاّ لإجله والمطر لا تنزل إلاّ لأجله، الأرض بأنامل الفلاّح تتكلّم..
بعمله يخلق الفلاّح الجنّة..

شعاع الشّمس يوقضنا كلّ يوم كمنبّه لنعمل بفلاح وصدق..
كلّ صباح في المدارس يصرخ المدير على التّلاميد صباحكم خير أسرعوا إلى الدّراسة

أيّها المدير العزيز السبّورة سوداء
المال عند العاطلين ونحن نموت من العمل بلا فائدة
لا تخافوا منذ البدأ الشّمس تشرق والعصافير تغنّي والمؤذّن يعيد على مسامع النّاس حيّ على الفلاح
منذ كان الوجود كان اللّيل والنّهار، وكان الحزن والفرح وكان العذاب والسّعادة وكان المرّ والحلو وكانت الحريّة والسّجن
العقل مخرّب أيّها المدير في طاحونة ونحن يلفّنا الذّهول
لا تخافوا ليس للعقول المخرّبة أجنحة لكي تطير
يؤلمني الجياع هم يصرخون في أعماقي
أصحاب مصانع السّلاح تراكموا ولهذا أنا حزين متشائم..
سرت خائفا على المحبّة أن تتحوّل صحراء ليس فيها سوي عويل الرّمال الصّفراء

يمزّقني التّنهيد والفضاء رماد
ما نهاية المطاف أيّها المدير، الموت بالأسف في غرفة ضيّقة
ما ذنبنا هم الأشقياء ولسنا نحن
هذه هي القضيّة
ما الحلّ؟ قلب الأوضاع رأسا على عقب مثلما تقلب الأرض في فصل الخريف.
أمر صعب نحن فقراء وليس بأيدينا أيّ شيئ نفعله
إذا سيبقي السّؤال بدون جواب


Aucun commentaire: