mercredi 21 janvier 2009

جئت لألقي كلمة

جئت لألقي كلمة تضيئ ولا أدري إن كانت من السّماء أو من وجداني، هذه الكلمة مفتوحة للرّجال والنّساء والأطفال والعصافير، لا تصدّقوا إن قلت فيها أنّ المرأة وطن والرّجل ساكنه، حين سقطت المدينة المقدّسة أعلنت سقوط المرأة، وأعلنت وقوفنا على الأطلال، الزّمن يضمّ تجارب الرّجال وإنتصاراتهم و هزائمهم والمرأة لبست لباس الحداد وركنت للبكاء والنّواح
سقوط المدينة المقدّسة جرح في الذّاكرة لا ينساه أحد.
سقوط المدينة المقدّسة هو ليل قدرنا وإعاقتنا المزمنة وترسيخ قدرة الجماهير في عمليّة التّغيير
فالمقاومة هي ولادتنا هي قيامتنا هي الّتي تفتح لنا بوّابة النّهار، بالحريّة نخرج من قانون الرّق والتّبعيّة، والمرأة نعيد إعتبارها ككائن بشري ونصحّح وضعها الإنساني، بالمسؤوليّة تتعادل مع الرّجل في الحقوق والواجبات وتصير إمرأة نافعة لا إمرأة جميلة فقط أو إمرأة سلعة وبضاعة مستوردة، عليها أن تخرج من تسلّط الذّكور على جسدها وفكرها وقراراتها، فحزن هذه المرأة يكون معلّمنا وصانعنا، لأنّه الأكثر رواجا في مناطقنا العربيّة
شخصيّا لست غاضبة من الحرب لأنّ هذه الحرب أسالت دمنا وعبّرت عن تخلّفنا وعن ليلنا الدّامس،الدّم تخثّر في العروق وكان عليه أن يسيل، لست غاضبة من النّار الّتي أوجعت وألّمت لأنّ الإنسان نسي نعمة الوجع والولادة والموت السّعيد.
الإنسان مات فينا وكلّ ما عندنا آثار قديمة ونحن مذعورون خائفون من الإلتقاء بأنفسنا وذواتنا في مملكة الحلم
الإنسان مسافر فينا، في كلمتنا، في ضمائرنا في أيّامنا، في حزننا في سجننا ونحن لا نريد أن نفتح له أبواب الحلم كي يحملنا إلى بلاد الدّهشة، كي يخرج الحمام بالفساتين البيضاء ليستقبل الأسياد حاملا لهم العطر ومراوح الرّيش وعقود الياسمين.
كتبت عنه كتبت ولم أجد الحلّ. نحن خائفون من الدّخول إلى مدرسة الحلم كي تخرج العصافير للحريّة.
في خيالي رجل من خشب بلا ألوان يخاف أن يزور بيتنا أو أن تلمس أجنحته الذّهبيّة أرضنا، يخاف أن نشكوا إليه موت الحبّ وكثافة الملح والقرف والجنون والأمراض العصبيّة والنّفسيّة والأورام الخبيثة وقسوة الصّحراء والأنانيّة والجحود. في خيالي رجل يشرّفني ويبكيني.

هو شهادة نقاء العرب وسرّ أحلامهم وطموحاتهم وأحزانهم وآلامهم وأوجاعهم ، جئت لألقي كلمة تسافر إلى وجدان الآخرين كالعصفورة تطير على خريطة العالم العربي الّذي يحترق أحقادا وخصومات.
لماذا لا يكون الحبّ يسكن منطقة الظّل، لماذا لا نلجأ إليه كالمرايا، نري فيه وجوهنا وشكل أحاسيسنا. لماذا لا نصارحه بما نحبّ وبما لا نحبّ لماذا لا يكون هذا الرّفيق وهذا الصّديق هو الشّجرة الّتي نأكل منها جميعا والثّوب الّدي نلبسه جميعا، هذا الحبّ هو جواز السّفر الّذي يسمح بالصّعود أو بالنّزول، هو الشّيئ الأصفي والأنقي والأطهر الّذي لا يبيع أرضه لكي يشتري سيّارة أمريكيّة ولا يبيع عشيقته وصديقته وحمامته البيضاء ليشتري بالونات ملوّنة وشهوات حيوانيّة قديمة.
أصبحت أشعر أنّ الرّجل العربي فقد إحساسه، فبعدما كان يسقط الحكومات ويهزّ العروش، اصبح هاربا من الجنديّة وإتّخذ مكانه في الحانة أو في المقهي أو في الماخور.
ماذا نريد منه؟
نريد منه وضع عبوّة ناسفة عن المستقبل، نريد منه تفجير وقتل الكلمة الـتّي يقرأ ويكتب بها ويتخاطب بها ويفرح ويحزن بها ويحلم بها ويغيّرها أمريكيّة أو فرنسيّة نريد منه تغيير الكلمة العربيّة بقنبلة إسرائليّة أو أمريكيّة لأنّ اللّغة ولاّدة وهو لا تساعده أوجاع وآلام الولادة فالولادة بالطّريقة العربيّة عسيرة وتتطلّب عمليّة جراحيّة أمّا بالطّريقة الأمريكيّة فهي بلا أوجاع الأوجاع للشّعب العربي المنهك هذه اللّغة أعلنت العقر وهربت لتعلن أنّ الإنسان الإلاه الأصيل سقط في الألم والأجاع والحزن والأمراض والتّخلّف والتّشرّد والتّبعيّة.

الغنيّ تحوّل فقير، والأبيض تحوّل أسود، والحبّ تحوّل حطب وفحم يتطاير منه الشّرر
وأمّ المؤمنين أصبحت أمّ التّائهين والمرأة الذّهب تحوّلت زوجة أبي لهب.
ورسالة المرحوم بدر ما عاد يفهمها أحد.

المرحوم بدر يريد نصّا جديدا يتفاعل مع الذّوق العام العربي (الدّين صالح لكلّ زمان ومكان) يريد نصّا يثير الدّهشة ويغطّي هموم النّاس،المرحوم بدر يذكّر الجميع أنّه كان رجل إنقلابي ثوري ومتشبّث بالجذور، المرحوم بدر أصبح يري الأشياء بيد أناس عدميين وصوليين لا يمكنهم أن يكونوا إنقلابيين، نفهم من أقوال السّيّد بدر أنّ الأشياء بقيت في المنفي واقفة في طابور والأبناء ضيّعوا مفاتيح بيوتهم وناموا في الشّوارع وأشهروا إفلاسهم كلّ واحد منهم يتجاذبه الخراب من كلّ صوب، المرحوم بدر يشعر أنّ الأمّة في حالة هبوط لا وصف لها،المرحوم بدر يضع على صدره رؤوس أبنائه المتعبين الجائعين المشرّدين الضّائعين المظلومين العمّال الكادحين
المرحوم بدر غاضب ويذكّرالأسياد بعاصفة القدس وعاصفة سونامي وكيفيّة التّعامل مع البحر، يقول السّيد بدر إنّه أكثر الشّعراء إلتصاقا بالواقع وهو الرّعد المسموع والصّوت المزروع على إمتداد الوطن وكلّ ما يشهده العالم يدفعه للجنون
وإنّه لا يريد أن يغنّي على منبر من أكياس الرّمل .
ففنّي وقلمي سفير المحبّة إلى الشّعوب العربيّة لا يحمل السّلاح
يقول المرحوم بدر يشرّفني أنّ الفنّ والكلمة يوحّدان الأمّة أكثر من الجامعة العربيّة منذ تأسيسها فإنّي أريد أن أضرم النّار في عاداتهم ومكتسباتهم وأفكارهم المشوّهة فإنّي صداميّ ولا أساوم ولا أقبل أنصاف الحلول ،فإنّي لا أعمل لأجل جائزة نوبل للسّلام وإنّما أعمل لأجل الحبّ المخزون داخل الإنسان والّذي ينتظر أن يروي أعماق الأرض المالحة
الفنّ هو الإنقلاب داخل الكلمة من أجل تغيير صورة الكون حتّي لا تتعفّن العقول، إنّ الجائزة الكبري هي الوطن العربي العظيم ووحدته بالكلمة والفنّ.
يسأل السيّد بدر العرب لماذا يحبّون المدن الّتي تعذّبهم؟ ألأنّ تلك البلدان خسرت فنّها وبذلك خسرت نفسها وطابعها الذّهبي، لتعلموا أنّ قطع العلاقة بالفنّ والكلمة هو قطع الشّرايين ويساوي قطع الحياة ويعادل الإنتحار
أحرّضكم على الكتابة والقراءة ، فأنتم في مأساة إسمها كرة القدم الكلمة هي النّار الّتي تدفئكم والطّرب هو الّذي يؤنسكم
الكتابة هي الماء الّذي يغسل قلوبكم ويجعلكم موهوبين مشحونين بالمخاطرة، عليكم أن تبحثوا عن أنفسكم لأنّ العالم لا يبحث عنكم فأنتم بالنّسبة له كرة قدم، إنّي لا أسمح يقول السّيد بدر:
لأيّ أحد أن يغتال تاريخي أو يغتصب أبنائي إغتصابا
الكلمة المغتصبة كالشّجرة المغتصبة كالأرض المغتصبة كالمرأة المغتصبة فالخصوصيّة هي بصمة كلّ واحد منكم
حيث الحريّة تقطف بالأصابع العشرة .
الجمهور وحده هو صاحب السّلطة هو الّذي يضع الإنسان في الرّئاسة ، الشّعب هو الّذي يسقط من خان شرف الكلمة لأنّه يستمدّ سلطته من أعلى السّلطات وهو اللّه العظيم الّذي يحميه بصدره وكلمته ويعطيه المناعة كي لا يكون شعب متخلّف، والشّعب العربي بمنتهي الذّكاء ويستطيع أن يفرّق
بين الصّادق والخائن، المجتمع أعرج والمرأة محتلّة ومقهورة ومستثمرة والمستعمر كسّر الميم والأصابع حين وضع قواعد ثابتة للحبّ، فكان هذا الحبّ سبخة وآلة ناسخة لا يملك خصوصيّات وأصبحت له أوصاف غير بشريّة خاصّة عند العرب والمسلمين
الإنسان بدون حبّ وبدون حريّة وبدون كلمة هو إنسان هامشي ويستحقّ النّضال لأجله والكتابة عنه، الفنّ هو قصّة الأنسان مع الأرض، والسّياسة قصّة الإنسان مع الشّعب، والدّين مسؤوليّة الإنسان مع السّماء
والكلّ يصبّ في مصلحة الفرد: الإنسان الحلم
خوفه وإطمئنانه، راحته وتعبه، جهله وعلمه، إنتصاره وإنكساره، حريّته وسجنه
وكلّ إنسان يصنع الحقيقة بالشّكل الّذي يناسبه
فذلك يخصّ موته وإنبعاثه إلى أيّ مكان يريد الذّهاب ، الرّئيس هو آب للشّعب ومسؤول عنه في كلّ صغيرة وكبيرة
على الإنسان أن يعرف على أي أرض يعمل وماذا يريد ، فالذّي يعتبر الإنسان ورقة يانصيب يربح مرّة واحدة، الإنسان يخطّط بكلّ حريّة لمستقبله الخاصّ .
من هو السّبب في هذا السّقوط الكبير للشّعوب العربيّة؟ لعلّها الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان وحريّة الكلمة والتّعبير,
.

Aucun commentaire: