dimanche 25 janvier 2009

رحلة الشّتاء والصّيف

رحلة في العذاب رسمت لنا في الظّل في غضون الماء والضّوء، رحلة تألّقت فيها وجوهنا تحت الحريق في وجع الأرض
من جراحنا ولدنا ومن الجراح يولد الإنسان في الكبرياء.
ذبحتنا الأرض عصورا وخضّبت يديها بالدّماء، هي العاشقة الكبري فهل تكفي دموعها الزّرقاء.
عندما تعزف البنادق ففي الإثم كلّنا شركاء، من هم الأبرياء ، نحن جميعا نحمل العار بلا إستثناء.

أطلّ الفدائيّ يوما على الأرض فلو لا ذاك الفداء من نكون ؟ أحقّا مات الفداء؟ الفداء لا يزال في الصّليب يعاني الجراح.
هو الشّمس والبحر فويل لمن لا يقدّس ذاك الفداء .
الفداء غرّبوه
يا أيّها الغارق في الألم ما الشّوط الآتي؟
سنقول السّيد مات، سنقول قلب الزّيتون مات رقد كالطّفل في حضن الغابات.
سنقول صديق الشّمس يتمشّي في ظلّ الآهات يشعر بالإرهاق والضّيق، السيّد ألّمه الحريق، حين يأتي إلينا سيشعل فينا النّيران، ها هنا تربّي في مجالس الشّراب والنّساء والغيبوبة، ها هنا تناثر كالورق اليابس، سيظلّ يشتكي عذابه للخالق التوّاب، باقي في الصّليب باقي في العذاب باقي في الجراح.

يا دمعة الشّتاء يا مطر الرّبيع، يا سنابل القمح من ينقذ الإنسان؟
إمرأة لا تعرف النّفاق تغوص بالفكر إلى الأعماق

السيّد حوّل سريره مذبح للجميلات فكان هو المذبوح لا الذّابح، وكان هو الجريح لا الجارح، جعل المرأة جسرا للشّهوة فغاص فيه الخنجر.
هو بريئ، كان مضطرّ للقتل بدافع الملل من الحريم ومن عشرات الأجساد، فولائم الجنس أثارت قرفه، وما السّيف الّذي كان يكوي به الأثداء إلاّ سيف لقتل التّفاهة لدي النّساء، فكلّما إرتفع عددهم في حياته إزداد شعوره بالوحدة والقرف والغربة. السيّد شهريار طفل يودّ من تحكي له حتّوتة المساء كي ينام..
هل تفهمون جراح المسيح، هذا السيّد في حلقه بحار من الملح والفجيعة.
كان دائما في داخلي يتصارع السفّاح والعاشق.
الحبّ عنده قوس قزح وهو مستعدّ لإمتصاص أيّة ذبابة تسقط أمامه.
ذاك ليس الحبّ يا سيّدي الكريم.
ذاك إسمه
العثور على محفظة مفلسة
الرّجل أكثر تعرّض للإفلاس في الحبّ.
وفي مرحلة الهوي الرّجل هو الّذي يتكسّر لأنّه يفقد إحترامه بنفسه وبالمرأة وبالحياة كلّها، فالمرأة نادرا ما تقع في حبّ رجل، فهي معه في حالة إستنفار دائم وخوف دائم وشكّ دائم.
الحبّ الحقيقي هو متي عزفت الأعصاب لتقول:
ذاك الشّخص هو أنا.. هو وطني وغاباتي وأوجاعي

الرّجال خسروا في لعبة الظلّ فلقوا حتفهم وسقطوا في الظّلام.
المرأة لها سلطة الحبّ، فهي تعرف من هو الرّجل البحر ومن هو الرّجل المطر
حين يكسّر الرّجل مرآته ويهجر بيته تكون هي قد كسّرتها قبله ودخلت في الكسوف، وضيّعت كبريائها وكسّرت تاجها من فوق رأسها ولن يريحها في النّهاية سوي البحث عن نفسها من جديد.
بالنّسبة لي أكبر جريمة يرتكبها الإنسان في حقّ نفسه هي ألاّ يعشق، العاشق يتحوّل إلى ريشة خارج عن قانون الزّمن،
أنا أكتب العشق وأنشره مثل الضّوء ودمعات المطر.
لقد منحني هذا العشق الطّمئنينة الفكريّة وغسلني وعلّمني أوّل دروس الحريّة، فلا يشعر الإنسان بالحريّة إلاّ إذا كان عاشقا.
الكلام له روائح الألوان ومنشؤه العقل والقلب، هما الإثنين في واحد
الإنسان الحرّ هو الّذي لا يترك عقله وشعوره يصنعان له حضن من الفحم والحروق مثله مثل مركبة مثقوبة لا تحمل ولا تجمع ثروة ولا زاد للسّفر.
الحياة الأخري حالة ولادة جديدة حيث كلّ إنسان عليه أن يفتح الحقيبة، ويرمي ثيابه القديمة، كلّ إنسان هو كلمة تكبر في داخله كالشّجرة وعن هذه الشّجرة سيتحدّث التّاريخ، فالتّاريخ هو علم الأحداث الميّتة الّتي توقّفت، فالإنسان ليس آنية فخّار فارغة بل هو عقل وشعوروذات تحلم
هذه الدّنيا كتاب عجيب سيتصفّحه كتاب الخلود، فيه ما في النّفوس من نغم حلو وما فيها من ضجيج
فيه الشقيّ يبذر الرّعب في القلوب وفيه طموح للجمال والفنّ والحياة والحريّة
متى مات العزم ؟ ومتي مات الحبّ؟ أبدا الوجود لم يمت زعيمه إنّ البيت فيه وحي الحبّ وفنّه القديم
ما قيمة الحبّ؟
قيمته سيّدي صليب توالد في ذاكرة الكواكب والأيّام.
قيمته إنسان أبدي حرّ...
متي يأتى هذا السيّد بمعطفه الأسود الطّويل ليعلن الخلود والحياة الأبديّة؟
يأتي متى تصالح الشّرق مع الغرب وأقيمت على الأرض مؤسّسة الإحساس والحبّ
والأديان الثّلاثة إستحالوا واحد، والمرأة والرّجل واحد
يأتي متي أنهي الإنسان الحرب مع الإنسان وأقام هذه الحرب مع ظلّه وشمسه
رحلة الشّتاء والصّيف أثمرت قوس قزح ومع قوس قزح يكون البكاء والفرح





Aucun commentaire: