mardi 6 juillet 2010

لا زلنا نحيا

لا زلنا نحيا، لا زلنا نحلم بفكرة الطّيران
نصعد وننزل، ننام ونستيقظ، نموت ونحيا
نقفز من القديم إلى الحديث، لا نهاية للبداية
البداية هي طرد الإنسان من فردوس الحريّة
إلى جحيم الملكيّة
البداية هي طرد الإنسان من فردوس الإستقلال
إلى جحيم الإستغلال
البداية هي طرد الإنسان من نعيم الحبّ
إلى جحيم الحرب
البداية هي الخروج من الأنوار إلى الظّلمات
صار الحرّ هو من يموت في سبيل الآخر
و صار العبد هو من يقتل الآخر في سبيل نفسه
أوصلتنا الملكيّة للجنون والإختلال
وأصبحنا نعيش في قمّة الحرارة والبرد
في قمّة الغني والفقر
فلا يغيّر اللّه ما بنا حتّي نغيّر ما بأنفسنا
فقبل أن يشعل الإنسان النّار في غيره
عليه أوّلا أن يبدأ بنفسه
ومن يرمي حجارة تجاه غيره
عليه أوّلا أن يرضع الماء من ضرع الحجارة
كيف يولد الماء من الحجارة
كيف تولد النّار من الحجارة
الدّمع يولد من شدّة الضّغوطات
والنّار تولد من إحتكاك الحجر الصّوّان
والإنسان في طريق الماء والنّار
يحاول أن يولد من الماء أو النّار
يحاول أن يولد لأجل الحبّ أو لأجل الحرب
فما معني العناصر الأربعة
والمناصب الأربعة والأصابع الأربعة
والفصول الأربعة
ما معني العيش بين الموت والحياة
بين مربّع ضيّق جدّا ومربّع واسع جدّا
الخريف يعني بالنّسبة للأحرار
الإنقلاب على العادات السيّئة لديهم
الشّتاء يعني البكاء والنّدم
على كلّ ما فعل من سيّئ تجاه الآخر

بعد المرور بالخريف والشّتاء
يشرق قلب الإنسان ويصبح كالبستان
الإنسان الّذي يري الشّمس والمطر في حلمه
هو إنسان قادر أن تكون له علاقات
مثمرة مع الآخرين

كما الشّجرة تتكوّن غصن
ثمّ ورق ثمّ أزهار ثمّ ثمر

كذلك الحياة
هي خريف ثمّ شتاء ثمّ ربيع ثمّ حصاد مثمر
لا يكون شتاء ولا يأتي البكاء
إلاّ إذا تعرّي الإنسان أمام نفسه وروحه
حين تسأله ماذا تملك وعلى ماذا أنت قادر
فيجد نفسه في الحقيقة
لا يقدر على خلق نملة
ولا يملك شيئا إلاّ الكلمة
الكلمة ملكيّة، الكلمة حريّة

وبها يتحوّل الإنسان من حال إلى حال
الكلمة تجعل الإنسان يزحف
أو تجعله قادر على الطّيران

الإنسان غير قادر في الحقيقة
أن يسيطر على الكلمة

الكلمة هي الخريف والشّتاء
والرّبيع والصّيف
هي الأصابع الأربعة والبصمة
بها نكون فوق أو تحت
الكلمة هي الهواء والماء والتّراب والضّياء
الكلمة هي قدرنا ومناصبنا الأربعة
الكلمة هي الحياة والموت
وسيّدة الأزمان

الكلمة هي الّتي تقول للإنسان
روحا وجسدا كن فيكون
الإنسان لا يملك الصّوت
بل يملك خزانة الصّوت
ومن الخزانة يلبس
فكلّ إنسان له ذوقه الخاصّ
وميولاته الخاصّة وشعوره الخاصّ
وتفكيره الخاصّ وإرادته الخاصّة
وكلمته الخاصّة
فمن زرع الكلمة قلب دقلة يحصدها عرجون
ومن زرعها قلب دفلى يحصدها شجرة دفلي
من زرعها حبّ يحصدها حبّ
ومن زرعها حرب يحصدها حرب
فهي الفنّ والسّياسة والعلم والتّاريخ
والجغرافيا هي بصمة الإنسان في الحياة
لذلك في حالة الملكيّة
يشعر الإنسان بالخوف والحزن من المجهول
لا يعرف متي سيأتي هذا المجهول
ليأخذ منه كلّ شيئ
في حالة الحريّة يشعر الإنسان بالرّاحة
ليس له شيئا سيخسره حين يموت
فهو يؤمن أنّه عاش مظلوم ومات مظلوم
والمسؤول هو من سلبه حقّه في الوجود
طرد الإنسان من فردوس الحريّة
لأجل الأنا لأجل الملكيّة
وفي ظلّ الملكيّة أصبح الإنسان
محكوم عليه بالموت
لا حقّ له في تعليم مجاني ولا في صحّة مجانيّة
ولا في العمل ولا في الكلمة
فمن يصنع حبل لا يضعه إلاّ حول رقبته
فكلّ هذا الكون لا يملكه في الحقيقة
إلاّ من أبدعه وصوّره أمام العيون
فحين نتأمّل الشّجرة والعصفور
نفهم أنّه لا يمكن أن تكون للإنسان
حريّة بدون مساواة
نفهم أنّ نفس الحفرة نحفرها لكي ندفن إنسان
أو نغرس شجرة
لا نزال في الموت ما دمنا
لا نفهم الشجرة والعصفور
كلّ البشر هم ملك حبّ غارق في القدم
وهذا الحبّ للذّكر كما للأنثى
الشّجرة هي الحقّ وعليها
صلب الإنسان للألم والموت
الذّكر لا يؤمن بالمساواة مع الأنثي
ولا بين البشر
فمن لا يؤمن بالشّجرة لا يمكن
أن يؤمن بالعصفور

ومن لا يؤمن بالمساواة
لا يمكن أن يحلم بالحريّة

ومن لا يؤمن بحقّ الآخر في الوجود
لا يمكن أن يكون مؤمنا بنفسه كإنسان وباللّه

لا إلاه طيّب بدون شعب طيّب
واللّه على عباده له الفضل العظيم

Aucun commentaire: