jeudi 8 juillet 2010

قول الحقّ

يتناقظ قول الحقّ مع قول الزّور
كما يتناقظ الحبّ مع المصلحة الماديّة
كما يتناقظ النّهار مع اللّيل
كما يتناقظ الفرح مع الحزن
كما تتناقظ الحريّة مع الملكيّة
كما يتناقظ الفقر مع الغني
فقول الحقّ لأجل الحبّ
وقول الزّور لأجل المصلحة الذّاتيّة
نحن في هذه الحياة لكي نقول
هذا حقّ وهذا باطل

هذا أبيض وهذا أسود
قد تدعونا الضّرورة لقول الزّور
لكنّنا نشعر بالبؤس والخزي والعار
لأنّ الأبيض أبيض والأسود أسود
قل الحقّ ولو كان مرّا حتّي على نفسك
فقول الحقّ يريح الضّمير
الإنسان يغضب حين ينقده الآخر
أو يقول فيه قولا لا يسرّه
لكنّ النّقد يجعله يراجع تصرّفاته
مع نفسه والآخرين

فالإنسان الكامل غير موجود
مهما إدّعي الكمال
ولو كان هذا الإنسان كامل
لحقّق عدالة الأرض والسّماء
الشّجرة والعصفور
لكان ملكا عادلا في الأرض
وملاكا في السّماء
فالوعد أرض لا موت فيها
والسّماء كذلك
الوعد أرض لا قيد فيها
والسّماء كذلك
الإنسان مكرّم وممجّد
بالإرادة العقليّة والشعوريّة
بالسّياسة المحكمة والفنّ
فما دامت المصلحة هي الّتي تقوده لا الحبّ
فهو في العذاب والشّقاء والموت
قول الزّور هو قول النّفاق
يجعل الآخر مغرور

والغرور يضرّ بالنّفس والآخرين
فخذ قول من يبكيك أيّها الإنسان
ولا تأخذ قول من يضحكك
فهذه حكمة مفيدة قالوها الأوّلين
فالذّي يصفّق لك لكي ترقص يبيعك
غدا بأبخس الأثمان
الّذي يضحكك اليوم غدا يبكيك
والّذي يبكيك اليوم غدا يسعدك
قول الحقّ هو حبّا لك لكي تستيقظ
وتري الحقيقة عارية أمامك
حيث إلى من خلقك ستذهب عاريا
إلاّ من قول الحقّ
فلا خير في من يستعمل قول الزّور
لأجل إستغلال الآخر وسلب حقّه في الحياة
ولا خير في من يستعمل قول الزّور
طمعا أو خوفا من الآخر
لا خير في الذّئب ولا في الخروف
الإنسان سيّد الحيوانات
بالفعل والقول
وبالعقل والشّعور
وهو أمام مبدعه وخالقه
مخيّر بين الحقّ والباطل ومسؤول

Aucun commentaire: