samedi 10 juillet 2010

نزاع لأجل قطعة أرض

يسيل الكلام من عروق الطّبيعة أمام ثنائيّة الحقّ من السّماء البعيدة
والحرب لم تعد صالحة للقصيدة ، والأرض على أهبة الفجر
فمن أين إلاهي نبدأ؟
خذي قطعة أرض وأزرعيها وإرجعي للحكاية الأولي
هاجري إلى الحديقة ففي كلّ شبر فيها بطاقة شخصيّة
كلّ هذا الضّوء وهذا الماء في عيونكم
لم أترك لكم إلاّ الحياة، لم أترك لكم إلاّ الحبّ
إزرعي الكلمات كالأعشاب، كالنّبات

كالحيوانات، كالأشجار، كالأزهار ، كالأنهار، كالأطيار
فجرحي وردة حمراء وبيضاء
خذي قطعة أرض وقسّميها وتحصّني بالماء والضّوء
في كلّ حوض نبات يختلف عن الآخر
ولون يختلف عن الآخر، وذوق يختلف عن الآخر
ما ترونه أمامكم في بهاء كامل هو سياسة وفنّ
في ظلّ دوري يرقد في إجازته وينتظر يوما آخر
السّياسة هي تقسيم وتصميم الأحواض
ومن ينمو في حوض ليس له الحقّ أن ينبت في حوض آخر
كلّ نوع من النّبات ينبت مرتاح فى حوضه كالحديقة
أي من يعمل معلّم ليس له الحقّ أن يعمل تاجر
ومن يعمل طبيب ليس له الحقّ أن يعمل سمسار
دور السّياسي المحافظة على حقّ العمّال وصيانة مواهبهم وميولاتهم
غير معقول أن يعمل واحد عشرين عمل
والآخر ليس من حقّه أن يعمل أو يعيش
وبأيّ حقّ يحرم الإنسان من حقّه في العمل ومن أداء واجبه المقدّس
وموهبته المقدّسة التّي سيتحاسب على حسن أو سوء آدائها مع الخالق
كلّ نبات يجب أن يكون محصّن في حوضه المقدّس
وعمله المقدّس، وحقّه المقدّس
وكلّ موهبة لدي الإنسان هي رسالة في الحياة
وكلّ عمل له أجر يتناسب مع الجهد والعطاء
السّياسة هي الوسيلة لتنظيم الأرض كالأحواض
أو المجتمع كالقطاعات

فكلّ إنسان ينموا في العمل الّذي يرغب فيه
أمّا الفنّ فدوره هو الآخر كبير
كلّ العمّال يحتاجون للفنّ والفنّ يدخل لكلّ البيوت
كالشّمس في كلّ الأوقات
كلّ حوض يحتاج للفنّ وكلّ قطاع يحتاج للفنّ
الإنسان في حاجة للوسيلة والفضيلة
كما النّبتة تحتاج للماء والضّوء
دور الفنّان كشف العيوب لدي كلّ القطاعات
فالمعلّم يخطئ والطّبيب يخطي
و كلّ عامل وكلّ إنسان معرّض للخطأ
دور الفنّان هو وصف ظروف العمّال وتشجيعهم
بالكلمة الطّيّبة، الكلمة الطّيّبة تبعث في النّفوس الأمل
والإنشراح والشّروق
الفنّان له رسالة عظيمة في الحياة تدعي الفضيلة
أي عليه أن يكون بالكلمة إنسان فاضل يعرف ما يقول
وما يقدّم ، فما يحتاج المعلّم ليس ما يحتاج الفلاّح
فعلى ضوء الفنّ تعمل السّياسة
على ضوء الفنّ تكشف الطّفيليّات
وعلى ضوء الشّعور يستنير العقل
وعلى ضوء الشّمس يستنير القمر
وبفضل الفنّ تخلق الوسيلة لنظام كامل التّكوين
كلّ قطاع هو لون، هو كلمة، هو إنتاج، هو نموّ لكامل المجتمع
ولكي ينمو النّبات جيّد لا بدّ من الدّواء والتّوعية الدّائمة
لأجل القضاء على ما يضرّ بالنّبتة وحوضها المقدّس
فتنمو في ظروف جيّدة
وذلك بالوسيلة والفضيلة، بالسّياسة والفنّ
بالعقل والشّعور
النّبتة تحتاج للتّراب والهواء والماء والضّوء
الإنسان يحتاج أن يكون منظّم حسب قدراته العمليّة
ويحتاج للكلمة سياسة وفنّ
الكلمات قلائد حول الأعناق والشّمس تضيئ للنّجوم
والماء مرآة، نمضي به ونتكلّم على مهنتنا الجميلة
كلّ واحد يحمل سرّه وحده وحزنه وحده
على حصان العرس
والوقت سيف حادّ وقطار سريع لا ينتظر أحد
أيّ رشوات سنحملها حين نعود فلا نربح إلاّ ما نقوله
من كلام عاطفي وعمل مفيد، فلا تمنحنا الحياة دلالها
إلاّ إذا فسّرت لنا الظّلال ظلالنا في منام واضح
أصابعنا العشرة تتحرّك بوهجها الذّهبيّ وشفاهنا كذلك
فمنهما تفتح لك أبواب الأبديّة أيّها الإنسان
كن سياسة أو فنّ وأصعد وإطمئنّ فهما نورين يخرجان
من الحطام تذرفهما دمعة من سيرة الوجع الخالدة
حيث الإسم مثل الأيّام يتشابه
الكلمة حرّة لا يمكن أن يمسكها الحاكم أوالبوليس
وإن سجن الجسد وتعذّب لأجل الكلمة الحرّة أو مات
فيا شرف السّجين والقتيل حين يسجن أو يموت لأجل الكلمة
فكلّ جسد مآله الفناء إلاّ الكلمة والرّوح

Aucun commentaire: