jeudi 17 avril 2008

وادي الزّمان

نمرّ جميعا بوادي الزّمان
ويأخذنا الموت ونندثر
والميّت محتقر مهما بالمال كبر
المال قيد يخلق في النّفس الشّرور
وينبت في القلب اللّهيب
وإذا صرخ الإنسان توجّعا
هزء يصرخته الزّمن
نمرّ جميعا بوادي الزّمان
ومعنا عبئا من الذّكريات
فيها سعادة فيها ضياء
فيها ظلم ووحش نكر
منّا الحبيب ومنّا الغريب
منّا القريب ومنّا البعيد
ومنّا العديم والمنتصر
وشوق فينا لنيل الخلود
وكيف يكون هذا الخلود
وما سحره إن كان فيه قيود
وما فنّه بدون قائد
ضمير الوجود
بدون ضمير الوجود
نظلّ نعيش بدون أمل
ضمير الوجود ضياء وظلّ
رعد وبرق وبعد نظر
خوف وأمن وسحر السّفر
نحن نمشي وهو يخفق حولنا
يملأ بالحباة كياننا
ينموا فينا
له يد في للظّلام تقصف الأرواح
وله فجر يغنّي لأبهي صباح
في أحلامنا لنا خوف منه
ولنا منه تصوّرات وعبر
بلوغ الكمال معه حرب ضروس
خوف ورعب وكابوس
بلوغ الكمال شوق فينا للحريّة
الحرب معه تطهّر الرّوح
بنار الأسي
وبعد الكسر وبعد الهدم
هناك بناء
بعد الغيوم بعد الهموم هناك صفاء
بعد العبوديّة هناك حريّة
هناك ظهور لعروس الأمل
جمال عناق لذيذ القبل
من مات لأجل الحقّ
والمحبّة والحريّة
ستبقي البذور
تحمل ذخيرة عمر بهذا السّفر
يمدّها الخيال بسحره
ويصرّفها ساحر مقتدر
هنا في الحياة
تتأله الأفكار أو تندثر
بفضل الضّمير هناك نفوس
تملأها نشوة الحياة
وتهزّها إهتزاز الوتر
وتخفق خفق الجناح
بأبهي الصّور
وتبقي أخر في وادي الألم
تغور في تلك الظلم
غارت الأماني وغار
الجمال السّاحر
وغار المال بمظلمة الظّلم المريع
قد كان ذلك بالأمس الجميل
والآن جرفه الموت العتيد
هي الحياة موت وقيود
وخلف سحر الموت هناك ضياء
هناك قلوب تشدوا لمولد ربيع جديد
كالطّيور
وخلف سحر الحياة
هاك قلوب ظالمة مظلمة
لها ليل مريع مخيف شنيع
وذاك هو الضّمير المريد
وذاك هو الزّمان الأبيد

Aucun commentaire: