mardi 3 février 2009

شجرة الزّيتون

شجرة الحياة والعصافير..
بها كبرياء ومقدّسة في القرآن والإنجيل
شجرة التّحدّي الّتي لم تدخلها الأحلام، نلمحها مجاهدة في الواحات، أضواءها ضئيلة وثمارها تتدلّي في سكون

الحياة فيها تموت وتتجدّد، تشعرنا أنّ قلب الزّيتون صلب لا يفني، زيتها شفاء وجفنها مكحّلا كأضواء القناديل، ثمارها من ذهب كأنّ فوقها أميرة تبعث زيتها لسيّد السّلام والمحبّة.
لها ملامح مصفاة وهل ذاك يعني تأكيد الذّات
وكأنّ هذا الزّيت مبرمج لأن يكون مع صفاء الرّوح ضدّ العبث
مع الجمال ضدّ القبح، ، مع الضّياء ضدّ العتمة
مع العصافير ضدّ النّمل
فالمحبّة تضيئ كزيتها المضيئ وتبعث الشّفاء للكادحين والأشقياء

خضراء كلّ ما تقول للإنسان كن عصفا ، كن نارا، فإنّ قلبي دائما صبور
حتّي إن كسّرت كبريائي تجدني دائما دافئة متفجّرة بالعطاء كالفحم في مواقد الشّتاء

يجوز أن تكون الزّيتونة سلطانة العصور فهي شجرة لا تقبل التّزوير في الشّعور.
هي مولّد حرارة وضياء لا ينطفئ
نصنع منها آلات الموسيقي والأنغام، نصنع كلاما شهيّا وحنون لا يموت

بزيتها يتبعثر الشّعر طويلا غزيرا ونغزله فيغزل.
بزيتها ننشل الشّعر إذا تعثّر..

عذراء كالشّمس تنام مع الرّيح وتسقينا الحبّ والرّحمة.
عن طريقها الشّذا وعن طريقها الرّحيق وعن طريقها ألوان قوس قزح سيّدة هي في الحبّ ومن الصّعب أن تكون عبدة

تلقاها بكلّ مكان كما هي، كأنّ لها مملكة، كأنّ لها حريّة كأنّها سلطانة على المقعد
من يفهمها ؟
زيتها ذهب تضحك النّجوم به في زرقة السّماء كما يضحك الضّوء في الآنية
أيّنا حرّ ؟
نحن عصافير قد متنا من الحرّ
الحرّ كالنّجم السّاطع بالضّياء يطفو بخفّة روحه فوق الماء
الحرّ.. له كوزا من العسل، له الشّوق والأمل
الحرّ يري في الشّجرة ذاته وتري فيه ذاتها
صعب تكسّره العواصف وصعب تطفئه الرّياح..
هو كالنّسر سجنوه وسدّوا أمامه الدّربا
قتلوا الّذي أهدي لهم الخصبا
قتلوا الّذي سقاهم ماءه وثمره العذبا
عيناه نهري أحزان، والدّمع الأزرق من عينيه يتساقط أنغام وأمطار
تأكله نيران الحياة يحترق.
هو لا يملك في الدّنيا إلاّ المحبّة والأحزان
قطع في تشرّده أعوام بلا محبّة ولا سلام
يموت في بحر العشق برقا مشتعلا حيث يفيض فيه الحبّ بالخصب والحنان
والموت يراه عشق يبشّر بالجمال ولا يراه كره يبشّر بالخوف.
الحرّ له ثوب يشهق فيه الخيال ما له نظير
له الكنز الأوّل والأخير..
تذهب الأشواق لأجله تقول ولد للرّوح أجمل الطّيور وأجمل الزّهور وأزكي العطور

Aucun commentaire: