lundi 23 février 2009

المال سلطان هذا الزّمان

المال عند الأبطال يصنع الخير وعند الأنذال يصنع الشّر، عصر نحن فيه لا يسمّي، المال يطلق النّار علينا ،له جيش خلفه يرمينا في القعر ويبعثرنا، هو شيطان رجيم وله الإثم العظيم، هو سلطان علينا يدوسنا يحاصرنا من كلّ صوب، ويلبس جلد النّمور والذّئاب والنّاموس والذّباب...
ليس له ضمير ولا مسيح يطرح عليه سؤال.. بقينا نحدّق نحو السّماء لا اللّه يكلّمنا نورا ومطر ولا الأنبياء، بقي المال يخترع العاصفة والجنون ونحن كالقطط نجوب الأزقّة الخائفة، حديثنا اليومي الفضائح الجنسيّة ، القمع، شؤون الفقر،الحزن الشّتات وقائمة المخطوفين والوفيّات...
المال جعلنا نكتب والأقفال في فمنا، ففي كلّ ثانية يعترضنا من حيث لا ندري سفّاح يتبعنا لأجل فرنكات أو هاتف جوّال يفتكّهم بالسّكين ويرتاح
يضرب بالموس أو يقتل لا يهمّ، تطاردنا لأجل المال الشّياطين وتسلبنا الأفراح، الكلّ يعمل إمّا مجرم أو نصّاب أو مدّاح
لم يبقي للفقراء خيار إلاّ القبر في هذا الزّمن اللاّمعقول، في هذا الزّمن المرعب، في هذا الزّمن المخيف، صار الواحد منّا يخشي الفاعل والمفعول...
في هذا الزّمن الأسود أصبحت كلمة الحقّ مغامرة نحو المجهول، اللّه وحده يعلم القاتل والمقتول والظّالم والمظلوم
المال يكشف الأسرار ويكشف المجرمين والأخيار، اللّيل في وجوم للّذين يشعلون النّيران في أحداق النّجوم
النّاس ماتوا من الإحباط، ماتوا من التّمثيل على الشّعب المقهور، الخوف ركب الشّعب والمسؤول..
الشّعب السّمسار منهار والمسؤول يبحث على العرش والإمارة.. أين سيصل؟ كلّ ما يبنيه في لحظة سينكسر
سيروي التّاريخ حكاية شعب ضيّعه الكبار، سيعلم الصّغار من ولدوا منهم ومن سيولدون بمختلف الألوان والأعمار والعيون ، لا بدّ أن يأتي الصّيف وفصل الحصاد، لا بدّ أن يصفّي الغربال الأمجاد والأوغاد لا بدّ ان يضحك من يؤمن بالمحبّة ويبكي من يؤمن بالمال والشّيطان..

Aucun commentaire: