mercredi 18 février 2009

هل الحبّ طبيعته سلطويّة

غصت في نفق حدوده الشّمس أسأل عن هذا الحبّ.. هل لغته سلطويّة؟
هل السّعادة الّتي نأخذها منه تحمل في فرحتها بذور تعاسة آتية حين نودّع الحياة نحو الموت؟
لماذا هذه الحياة الّتي عشقناها تسلّمنا للمرض والشّيخوخة والموت؟
هل نحن فعلا أحياء؟ أم نحن في فضاء مسرحي كلّ واحد منّا يمثّل دوره بكلّ تلقائيّة والبطل الأوحد هو الموت ؟
ما هذا الضّوء الّذي نرضع من ثديه جميعا ونسير تحت سلطته ؟
ما هذه الظّلال وهذا الغيم الّذي يلفّنا جميعا ويفني حلقات عمرنا ؟
ما هذا الشّيئ الّذي يكبّل فرائسنا ولا نستطيع له دفعا ؟ يخيط عيوننا كي لا نراه
هل له إرادة يفرضها علينا سرّا ؟
هل المحبّة حقيقة مبغضة أركبتنا الظّلال وأوّل ما علّمتنا البكاء ؟
هل هذا الحبّ هو الّذي أوحي للكثيرين حتّي ظنّ النّاس أنّهم أصيبوا بمسّ؟
أخذتني حالة من الإنخطاف .. أسأل لماذا خلقت ؟ وماذا جئت أفعل ؟ شعرت بحالة مخاض قويّة أفقدتني الوعي بنفسي وبالحياة...الذّكري عصفور ملأ لي الأقداح، روح إنسان مجنّح أسكرتني ذات صباح، دخلت في التّاريخ والرّائحة التّي كنت أشمّها مسك وعنبر، فكّرت والسّاعات تأكلني وشاخت دموعي على هذا الحقد الّذي يعيش فينا ويثأر، هل لنا عودة؟ هل لنا عذر؟ هل لنا أنواء تعطي وتثمر؟ أثار الظّلم والأنانيّة جنوني ونقمتي، أبكي وأكفر وأشكو مواجعي وأنزف بقلب وجناح مكسّر، في معبد الشّمس رأيت خنجر يقول من بوّابة الموت يجب أن تعبر..حالة حفرت في نفسي بئرا من اللّهيب أصبحت أكتب بشكل يومي كلّ ما يخطر على بالي وحين أتوقّف عن الكتابة قلقا من ذاك اللّهيب سرعان ما أعود من جديد للكاتابة خوفا عليه من الإنطفاء، أصبحت أدرك أنّ شيئا ما يشتعل فيّ ويخبوا ليعود للتّوهّج من جديد كأنّه نار خامده، أحبّ أن أكتب ولا أدري لمن أكتب أو ماذا أفعل بما كتبته، حركة خفيّة تستأثر بمشاعري تعطيني دفعا وقوّة للكتابة وتجعلني أصافح لوحة أخري من الوجود، وكأنّي بعقل آخر قد ألغي دماغي وجعله في منطقة الخسوف وأصبح يستولي على مشاعري، أمام هذا الشّعور أنا بلا إرادة، روح غير متجسّد إجتاح كياني له صلة مباشرة معنا في النّهار وصلة غير مباشرة في الحلم
سؤالي الأوّل له من أنت ؟ حرّك ما يدور بداخلي من عنف وغضب ، مزّقني شظايا، كلّ سؤال معه فشل جديد، كلّما حاولت التّحرّر من الماضي إلاّ وأسقطني من جديد في بئر الخطايا الأسود...
كم كنت أشعر بالخوف وبالجفاف في حلقي حين أنام لأري ما فعلته بالتّدقيق، كنت أعيش الكوابيس المرعبة، وأستيقظ وأنا أشعر بالهزيمة تحطّم كلّ كياني، أشعر بخيبة أمل تجاه نفسي، أعود للكتابة من جديد بإتّجاه التّاريخ وأعطي لنفسي حريّة الحديث الحرّ الغير مقيّد وبدأت أعترف بكلّ سيّئاتي على الورقة وأشرح قصّة الحلم من كلّ الجوانب، كانت تقودني فكرة واحدة وهي أنّ الضّوء يكسّر الظّلام، وعلي أن أبذل جهدي للتّخلّص من الظّلمات والمخاوف السّاكنة فيّ، الحلم يسمح لي بقراءة نفسي وهذا الخفيّ ليس له مانع أن يتركني تحت سيطرة الخوف والظّلم والإستعمار..
الهزيمة تعود إلى ضعف القيادة وعليّ أن أكون قويّة لأنّ النّتيجة تتحمّلها النّفس مخاوف ورعب وكوابيس
بالنّسبة لهذا الخفيّ غير معقول أن يتحرّر الإنسان من جاذبيّة الأرض بدون أن يمنحه هو جواز السّفر عن طريق الحلم
وهو غير مستعدّ أن يحرّره بدون نظال.. والشّجاعة الّتي يعطيها للإنسان تجعله مرتبط به على الدّوام، فالأشياء الّتي يقدّمها في الحلم تجعل الإنسان يعيش سعادة لا مثيل لها.. فالّذي يعي أنّ النّور يكسّر الظّلام عليه أن يسلّم بأنّ الحبّ الحقيقي يكسّر الموت وينتصر للحريّة . فالطّبيعة ليست كريمة بدرجة أنّها تعطي مواهب فكريّة ومواهب عاطفيّة لشخص واحد لذلك نجد الإنسان المادّي دائما في صراع مع المثالي، كما الموت في صراع مع الحياة، كما الأنثي في صراع مع الذّكر، كما العقل في صراع مع العاطفة، لا تحرير لهذا الإنسان إلاّ إذا سلّم أنّه لا يملك شيئا وأنّ هذا الحبّ قادر أن يسلبه كلّ ممتلكاته في لحظة واحدة.. الإنسان يعيش بخوف أنّه سيفقد كلّ شيئ في لحظة واحدة.
لماذا إذا خلقنا؟ هل لنكون عبيد له يسيّرنا كما يشاء ونعمل لحسابه ؟ من نحن إذا ؟
هنا نسأل هل السّعادة عن طريق المال والسّيطرة والتّسلّط ؟
أو هي عن طريق المحبّة ؟
إن كانت بالمال فالمال زائل لا يدوم.. وإن كانت بالمحبّة فالمحبّة أبديّة دائمة لا تزول، وما وجود الإنسان على الأرض إلاّ لكي يرقي إلى ما هو أجمل عن طريق الحبّ، فالإنسان كامل بعقله وشعوره لكنّه غير حرّ مكبّل ومحكوم بالجاذبيّة..
الحلم مرايا عن المستقبل.. والإنسان في الحلم قادر على الطّيران في الهواء المطلق..
الإنسان المادّي صنع طائرة بعقله وطار.. لكن الطّيران بالرّوح لا يزال حلم فهو أكثر إثارة وأكثر متعة وليس فيه مخاوف، يشعر الإنسان أنّه في مأمن من كلّ الأخطار.. .. لا بدّ للإنسان أن يؤمن بحبّ كبير يذوب فيه
من يقدر أن يتخطّي أخطائه يخرج خفيفا منتصرا يشعر بسلامة نفسيّة وطمئنينة روحيّة .. كلّنا واقعون في الخطيئة والحبّ هو الّذي أوقعنا فيها وهو الّذي يخلّصنا منها إذا نحن طرقنا بابه
لا تترك ماضيك أيّها الإنسان في ثلاّجة فخير لك أن تكشفه وتدفن السّذاجة..
خذ المجد من متاحف التّاريخ فمن إسمك ولون عيونك وخطوط يديك يبدأ التّغيير
كن في قائمة الثوّار وغيّر الأقدار وتخلّص من الشّوك والغبار، تقدّم كالموّال وغنّي للصّباح، من نحن إن لم ننفجر على جماجمنا القديمة وأحكامنا السّئيمة. من نحن إن لم نطلق على عيوبنا الرّصاص.
الصّلاة مع العيوب ليس لها قيمة..
ذاك إيمان بدون إيمان، ذاك مخدع ورعد بلا أمطار، لا أحد بآخر سوف ينتصر.. إلاّ إذا سلّ كلّ واحد قلم وورقة وإنتحر
لأجل التّخلّص من عيوبه وخطاياه.
الحبّ قتلناه بأيدينا، قتلنا الكبرياء رميناه في النّار حتّي إحترق، سقيناه الغدر والخيانة والكذب حتّي إختنق..
هذا الحبّ وجوهنا محفورة على عقارب ساعته يخترع لكلّ واحد منّا لغة خاصّة به ويفصّل مشاهد الحلم على مقياس حبّنا وعطائنا، ، ما عساه يفعل مليونير بصكّ الوفاة؟
ما عساه يفعل مشتاق لحبّ المال في زنزانة فرديّة؟
ما عساه يفعل قلب متوحّش أناني في الإقامة الجبريّة؟
كيف تفسّر ياحبّ موت الأبرياء الطّيّبين؟ لهم عودة لمدن العشق والعاشقين
كيف تفسّر يا حبّ موت الظّالمين ؟ هم يعرفون جيّدا معاصيهم ويعرفون ماذا إقترفت أياديهم
فحبّي لهم حبّ سميع بصير والفداء شمسا وجوازا للحياة..

Aucun commentaire: