mercredi 25 février 2009

المواجهة

لا بدّ لنا أن نفهم الموت، لا بدّ لنا أن نطرح الأسئلة، لا بدّ لنا أن نعرف شكل الحزن الّذي سيذبحنا وسط الحفر المقفلة، مأساتنا هي البحث عن الجديد هي كيفيّة الخروج من الرّماد والجليد.
هل ممكن أن نحيا بعدما نموت ؟
هل ممكن أن تكون لنا حياة ثانية بعدما يضيع التّاريخ والأهل والبلاد ؟
هل ممكن أن ننهض من غربتنا ؟
لو فرضنا أنّنا نهضنا من موتنا وكنّا فيما مضي ظالمين؟
لو فرضنا أنّنا نهضنا ووجدنا أنفسنا أمام شاشة سوداء تبثّ لنا أطوار حياتنا السّابقة بالصّوت والصّورة
ماذا سنقول ؟
نقول مرّ بنا العمر ولبسنا ثوب الذّئاب وكان علينا أن نلبس ثوب الحمام
نقول لم نتعلّم من الدّنيا إلاّ ألاعيب الكلام ولم نتأمّل إلاّ الظّلام، نقول على موج الغدر كنّا مبحرين، كان لنا المال وتركنا الأطفال بدون خبز، بدون علم ، بدون نعال، نقول كانت لنا العيون وكنّا بهما نخون، كانت لنا الأيادي وكنّا بهما نسرق ونقتل، كانت لنا الكلمة وكنّا بها نكذب، كان لنا العقل وكنّا نسلب به كرامة الإنسان في العيش الكريم وكان لنا الشعور وكنّا نملك به الآخرين ونجعلهم ميّتين، يعيشون كالبقر ويموتون كالبقر، ونركب عليهم كالحمير..
نقول واأسفاه على المال كنّا نشتري به ما نريد، كنّا نشتري به من يقول لنا كلاما جميلا وكنّا نصدّق ذاك الكلام الجميل.. كنّا نجهّز به قوّة وسلطان لكلّ من يحاول أن يكسّر غرورنا أو ينبش عن أصلنا وفصلنا وجذورنا، نقول كنّا نؤمن بأنفسنا ونفرض على الآخرين الحصار والرّعب والخوف، وكنّا نستبيح النّساء ونشتري الحبّ والرّفاهيّة بالمال نقول واأسفاه على المتعة في القصور نحن الآن بلا ماء ولا نور ولا مال في هذه القبور، نقول الغرور دمّرنا فلا نحبّ كشف المخبوء في أعماقنا.
مرّت الدّنيا بنا ولم يبقي إلاّ التّاريخ وحبّ ليس له ثواب، سيكافئنا بما في الصّدور..
ويلنا ماذا نحن وكيف كنّا ؟ معمار بلا مهندس؟ نصّ مسرحي بلا مخرج؟ أغنية بلا ملحّن؟ سيّارة بلا سائق؟
جسد بلا عقل ؟ أومسافر بلا أوراق مجهول الهويّة ؟ أين سنسقط إلى الأعلى أو إلى الأسفل؟
هل بالحبّ نبلغ الكمال أم بالمال والجمال والقوّة والتّسلّط؟

Aucun commentaire: