mercredi 11 février 2009

أنشودة الحياة

من والدي الرّحيم شجر الزّيتون والكروم ميثاق خطير فيه المثل مجرّدة ..
قصّة مجنّدة تبحث في العدالة وحقّ تقرير المصير...

تحكي عن حقّ يملأ الظنّ نقاء، نقاء حنونا يشقّ ضميرا من الياسمين ويعلّم العين المساواة، شجر من الضّوء يرفّ مجروحا حولنا ويكاد يلتهب إلتهاب، لا نقاب، كان الشّجر قبل أن كان الجواب ، كيف كنّا نعيش في وهم الجواب؟ يا رائع التّطريز، أيّها الشّذي المرسل ...أشواقي تشرب من بوح الثّوب، هذه الأحطاب تحوّلت مواويل تجمّع الصّبيان على الدّبكة، تجمّع النّسوان على الضّحكة، تجمّع العرسان على الفرحة ..إبتكر لنا العود جوّا دافئا وإحترق كالشّرر أيا أغنية دفئها جوهر ، ما غنّي عصفور إلاّ فوق الشّجر بعيوننا آلاف الصّور، فلا شجرة إلاّ عليها عبير حقّ وعطاء ولا عصفور إلاّ على جناحيه عبير حريّة.
الطّير يرمز للمستقبل، أنشودة حياة تنشدها روح ترنو للأبديّة، صلاة عميقة أمام السّماء نستمدّ منها السّعادة، الرّوح الكونية مملوءة بالجمال والمحبّة والعدل والعطاء والصّفاء هي كلّ ما في القلب من رقّة وحنان وطموح، الرّوح تختبئ في قلوبنا مثل النّواة وتنبثق من شفاهنا في ساعات الحزن والفرح.
التّعاسة هي موكب الحياة نحو التّسلّط والأنانيّة نحو الشّقاء والعذاب المرّ ولا يشفينا من هذه التّعاسة وهذا العذاب إلاّ الموت ، إنّ العواطف الخفيّة في نفوسنا تغمرنا كالشّعاع، كالأحلام الّتي لا نكاد نصدّق حقيقة وجودها، تحملنا نحو الطّمئنينة وتترنّم معنا أرواح الفضاء بأنشودو النّصر، فالرّوح الّتي تنشد حريّة الفضاء تظلّ تنشد مبدعها أن يخلّصها من العبوديّة بكلّ أشكالها ..
إنّ الّذين لا يهبهم الحبّ أجنحة يندثرون تحت أقدام الدّهر، فحيث تسكر النّفس بخمرة الحبّ يشعر القلب بوجود قوّة تستهويه وتبعده عن هذا العالم الدّنيئ إلى عالم سحري خافق بالمحبّة والعطاء فالقلب الّذي كان يتصرّف بغضب العواصف يصبح يشعر بجمال الرّبييع ويقظة الحقول والعصافير المنشدة لأغاني السّعادة، يصبح يشعر بحبّ علوي غنيّ ، قويّ يغمر النّفس بالقناعة...
الحبّ معنا جنبا لجنب إلى نهاية العمر يغمرنا بالأنس والألفة يغمرنا بالضّياء كأنّنا فراشات تحوم حول سراجه حتّى تحترق، في هذه الأرض نحن في قبضة الموت العظيم نسكر من خمرة الحبّ ومن عرش الموت نعيش، نتلذّذ بكلّ ما تنتجه الفصول ونتامّل نموّ الهلال كيف يكتمل ثمّ يأخذ في النّقصان ثمّ يولد من جديد كأنّه مرآة تعكس أرواحنا ..كأنّه المسؤول على مدّنا وجزرنا وكلّ معانينا وطباعنا.. نتأمّل الشّمس أمّ هذه الأرض تحتضننا بحرارتها وتغمرنا بنورها وألوانها ومختلف ملابسها..
تجيئ بمركبتها كلّ صباح مع أسراب من العصافير حتّي تبلغ المساء وتفارقنا مع ترانيم الطّيور وشذي الزّهور، ثمّ تدخل في الظّلام حاملة لنا موشّحات كانت في ذلك اليوم تستميل بها أرواحنا وتعيد علينا ذكري آمالنا وميولاتنا وكلّ ما يجول بخاطرنا من معاني وأسرار جديدة فيها المطمئنة وفيها ما يوحي لنا بالتّحذّر والإنتباه، تدخل في أرواحنا وأحلامنا لتعطي لكلّ زهرة عطرها وكلّ روح سرّها ومجدها.
معنا تسير الشّمس في سبيل الحقّ والمحبّة والحريّة، فهل وهبنا اللّه هذه القدرة لنضعها تحت أقدام الموت والعدميّة، خاضعين محدّقين لظلمة القبر .. الحبّ كنز في النّفوس كبير، فكيف نرمي بكنزنا في الهاوية ؟
من لا يتمرّد على الظّلم السّاكن في نفسه يكون حليف الموت والظّلال..
أمامنا الحياة والحريّة لماذا لا نسير إلى حيث الرّاحة والطّمئنينة بالصّدق في القول والإخلاص في المحبّة والعمل
مع تلك الشّعلة المقدّسة الّتي أوقدتها السّماء إلينا لتطهّرنا بنارها المقدّسة من جحيم خطايانا..
محبّه مطهّرة بالنّار لا تقنع بغير إنسان حرّ نزيه صادق يولد في أحضان اللاّنهاية أمام وجه الشّمس، إنسان عميق كالبحر، عاليا كالنّجم، متّسعا كالفضاء، نفسه متوهّجة وقادرة أن تضحّي للحصول دوما على ما هو أعظم وذلك بالعمل الجادّ والمقدرة على تحمّل معاصي الحياة بكلّ ثقة في النّفس...
أنشودة الحياة إنسان كامل وحرّ لا يمتلكه شيئ إلاّ الحبّ المطلق والهواء المطلق.,

Aucun commentaire: