lundi 16 février 2009

ملفّات

أحرقت ملفّاتي القديمة وضيّعت إيماني بالعلاقات الحميمة، كلّ الّذين عرفتهم متعبين.. عصافير ميّتين.. في الغربة والموت والبرد، في مجالس الخمروالنّساء يعيشون في غيبوبة.. في بلد مغلوبة كالشّمعة المصلوبة.. يلهون والقيد يعضّهم ويرضون الأكل من لحم أنثي أكلت من لحمها الأغلال، يرضون الأكل من أنثي لا تقدر أن تدخل لحجرتهم الأحلام كلّ يوم أتغيّر في ماء أحزاني.. كلّ يوم يرميني الزّمن في غابة جديدة أشعر بما يشعر أهلها وتلبسني حرائقهم معطفا، وأشكرهم على كلّ ما قدّموه إليّ.
حياتي مرّت وأنا أتدحرج من غيمة لغيمة، وكلّي شوق أن أطفئ الحرائق المشتعلة فيّ...
أريد أصدقاء يشعرون مثلي أنّنا جنود في خندق واحد وعلينا أن نتجمّع ونقتسم الأحزان ونتعلّم الغضب والحريّة،
يخطر لى أحيانا أنّني حين أعثر على هؤلاء الأصدقاء أشعر بنشوة لا مثيل لها ولا حدود لها...
أنا الآن يائسة، بائسة..حزينة.. لذلك أبكي على الأصدقاء وتبكي معي السّماء..
أريد أن أخترعهم، أريد أن أصنعهم من شذي الأزهار، أريدهم كالأشجار حولى يملأهم الثّمار، أريدهم بلابل أحرار أريد حين أجالسهم لا يغمرني الدوّار، ليس المهمّ أن يكونوا لي ولا أن أكون لهم بل المهمّ ان نكون جميعا للحريّة حتّي
تنزل في حلمنا في هيبة الحبّ العظيم والضّوء العظيم بأجنحتها البيضاء الأنيقة وجهها يعوم كالوردة ويشتعل كالجمرة...

تنزل لتراجع معنا الدّفاتر القديمة حيث نزرعها في داخلنا، ننثرها على أرض حياتنا، نفضح بها إنتهازيتنا وأوراقنا المغشوشة الّتي عشنا بها في ليالي وجعنا الطّويل .
تنزل لتخلّصنا من عاداتنا البريّة وتغسلنا بماء الينابيع وتعطينا تصريحا خاصّ بأنّها تعيش معنا على مستوى البرق والعشق والدّموع وتعلّمنا أنّ حالات الحلم والعشق الحقيقي هي حالات الخروج عن المألوف والواقع وأنّ السّباحة في دنيا المحبّة ألوان وأمزجة تحت بهجة الضّوء والبلّور. والحريّة تزهر لكلّ لطيف طيّب الأنفاس في موكب الكمال المنظور ....

Aucun commentaire: