dimanche 8 février 2009

ميلادي لأجلك

ميلادي كان لأجلك من الصّبح حتّي المساء فالحبّ صديقي لا يقوم على الغباء فلكي تحبّ لا بدّ أن تكون في حالة من الوعي والصّفاء.
ميلادي لأجلك لشعوري أنّ قطار الحياة يحمل رسمي ورسمك، لشعوري أنّ حرف الحبّ والحقّ والحريّة يحمل إسمي وإسمك، لشعوري أنّ العلاقة الأولي بيننا بمعناها البديع ذكر وأنثي.
ميلادي لأجلك كميلاد الأبيض لأجل الأسود، كميلاد النّور لأجل الظّلم، كميلاد الكلمة لأجل الحقّ، كميلاد الحقّ لأجل الباطل، كميلاد الظّل لأجل الحبّ ،كميلاد الإنسان لأجل الحريّة.
الموت هو الّذي يحتفظ بحبّنا الكبير في غرفة نومه، هو الأصفي والأنقي وفارس الأحلام الّذي يحمل لنا مراسيل الغرام
ويفتح ذراعيه للعصافيرالرّبيعيّة المولد.
الحبّ هو القتيل والمقاتل ومهما سادت الفوضي فلا بدّ أن يأتي يوم لا يبقي سوي هذا الحبّ العظيم يرقص بإيقاع جميل
الحبّ مطلوب للحياة والموت والإنسان والوطن ولا يمكن لنا أن نطلب منه تغيير ولا مساومات، الحبّ هو خصوصيّة الإنسان تماما مثل بصمته، إذا كان بإمكاننا عمليّا تغيير رجل بآخر أو إمرأة بأخري فتلك كلّها تجارب يقدّمها لنا الحبّ على طبق من الدّهشة ..
كلّ إمرأة هي حمامة والرّجل الحرّ والذّكيّ هو القادر على تثقيف حمامة، كلّ تجربة في الحبّ معها تدخله في ورطة والضّيف الّذي يرافقنا جميعا هو الحزن.
المرأة في دنيا الحبّ والحريّة تتوهّج وتملئ النّفس ضياء ولا تقبل بسلطة غير سلطة الحبّ..
لذلك كلّما شعرت أنّها محاصرة وأنّ الكلام أصبح مع الرّجل بلا لون ولا رائحة ولا طعم تكسّر مملكة هذا الرّجل الغارق في الأنانيّة و تصبح جسد بلا معني ولا روح..
الحبّ قرارا فتح لنا فضاء التّجربة ليضيئ ما نخفيه في زوايا نفوسنا هو رمز لنزعة الكشف والبحث المستمرّ عن الأجمل والأنبل والأنقى والأفضل. الصّوت يتجوّل في واقعنا يفتّش عن الكنوز المخبوءة في دهاليزنا.
الصّوت ملك عام وكلّ واحد يدّعي أنّه له ....
الصّوت ملك الحبّ المطلق والهواء المطلق يأكل من مراعي الكبار والصّغار، يخرج من بحر نفوسنا ليقرأ علينا قصّة حبّنا الزّرقاء ....
الحبّ خيال أسود يلبسه كلّ النّاس وجهه مستحيلا وليس له ملامح محدّدة، له كلّ الملامح والأشكال
لذلك يسمح لنا أن نشكّله كما نريد، فخفقات قلبه في كلّ الوجود..
هو وطننا، هو شكّنا وقرفنا وكرهنا وجنوننا هو حريّتنا ، هو قولنا وفعلنا، الحبّ هو الّذي سيفتح دفاترنا بإسمه ويقرأ علينا حتّي يختلط رماده برمادنا...
لذلك الإنسان العظيم هو الّذي يحترق لأجل شيئ أحبّه وعشقه وعرف الحزن الجميل لأجله ورسم صوته في الدّمع الأزرق كلّما هبط الظّلام، فالوجع يسبّبه الحبّ الّذي لا يقال. الحبّ هو شريكنا في كلّ شيئ في هذه الحياة وهو الملك الّذي لا يمكن لأيّ أحد أن يخلعه من العرش وإذا عاملناه في هيبة الحريّة والعشق يعطينا لذّة التّحليق في الهواء الطّلق، في حضرته يجلس النّاس متساوين متشابهين وعند الدّخول لمملكته النّاس يتركون ثيابهم ودفاتر شيكاتهم وشركاتهم وبيوتهم وكلّ مدّخراتهم ولا يجدون عنده إلاّ صدي صوتهم وأفعالهم...
لا إكراه في الحبّ وكلّ تجربة في الحبّ لا بدّ أن تدخلنا في ورطة أو مشكلة، لكن إذا عشقنا الحبّ موت فالموت لا مشاكل فيه وليس فيه إبتزاز ولا قمع ولا ظلم و لا كذب ولا خيانة ، كلّ هذه الصّفاة بشريّة. الموت هو حقيقتنا من خلال الصّوت ، فهو ضياء وكبرياء.
أعشق الموت لأنّي أجده رائعا حقّا فهو يخرج الحبّ من عتمة المؤسّسات والدّهاليز والبيع والشّراء إلى الهواء الطّلق ويعيد إليه إعتباره حرّا طليقا..
نحن أطفال قد وسّخنا ثيابنا وكلمتنا وسمعتنا.
ماذا نقول عن الحبّ ؟ ماذا نقول عنه؟
نقول عنه سجّان.. نقول عنه مدير سجن. نقول عنه إرهابيّ، نقول عنه متسلّط، نقول عنه كمال ورفعة
هل الحبّ هو الّذي إحتقر المرأة والإنسان ؟
هل الحبّ هو الّذي جعل المرأة مجرّد جسد للمتعة؟
هل الحبّ هو الّذي جعلها ناقصة عقلا ودينا؟
من تكون هذه المرأة؟ هل هي محبّة وعطاء وأمومة ؟ أم هي حرب ؟
إن كان الحبّ العظيم قد خلق الطّيور بأنواعها فهل يرضي أن يكون لأحبابه سجّان
إن كان الحبّ قد خلق نورين في السّماء هل يرضي أن يكون لأحبابه ظلام ووحشة
إن كان الحبّ قد أوصي بالصّدق والوفاء بين العاشقين هل يرضي أن يكون لأحبابه خائنا وكاذبا
المراكب كلّها مرسومة أمامنا، أزمنة مختلفة...
ونحن مفتوحيّ العينين وكلّها بفرحها وحزنها تودّ التّحدّث معنا فيما يخصّ طباعنا وميولاتنا، من نحن في كلّ هذه المراكب وهذه الأزمنة؟
إذا عاملنا الحبّ بالرّخص يعاملنا بالرّخص.. والإنسان العظيم أصبح رخيص في الأسفل يوم ثمّن الحبّ وجعله رهين الغرائز والأنانيّة والظّلم والتّوحّش...
كلمات من ذهب تكتب قصّتنا في كتاب الحبّ.
كلمات منها الوضوح والشّعاع والكبرياء.
ميلادي لأجلك لكي لا تكون أحاديّ النّظرة وصاحب غرور وقوّة وسلطان على حسابى هذا الشّعور الأناني صلبك متوجّعا.
سافر في ذاتك أيّها الإنسان وأرقص في الهواء المطلق مع حبّ حقيقي.
فالكلمة وجدت لكي تصل إلى من قيلت أو كتبت لأجله..
أنت صوت ومن خصائص الصّوت أن يترك صدي، الصّوت له حاجز إنساني في هواء لا يسكنه أحد
إنّ الشّعور الّذي يتّجه للحبيب عبر الهوى ينام إلى يوم تفتح مغارة على بابا.
ميلادي لأجلك لكي لا تبقي معلّقا في الفراغ كقطعة من روح العالم فالكلمة تصل إلى المرفئ الّذي يزوّدها بالوقود والمحبّة.
ما هو الحقّ إن لم يكن حقّي وحقّك ، ماهو الحبّ إن لم يكن حبّي وحبّك، ما هي الحريّة إن لم تكن حريّتي وحريّتك، ما هو الصّوت إن لم يكن صوتي وصوتك، ما هي الخطايا إن لم تكن خطيئتي وخطيئتك..
وبالتّالي لماذا نحبّ صوت دون آخر؟ ونقبل بإنسان دون آخر؟ لأنّ هناك أصوات تملأنا بالمحبّة والفرح والصّدق وأصوات تملأنا بالحزن والسّواد والكذب..
ميلادي لأجلك لأنّ الصّوت يتجوّل كالرّيح بغير وثائق.. وبغير تأشيرة للدّخول أو للخروج ..وبالتّالي منه يأخذ الإنسان حقوقه المدنيّة والعاطفيّة...
أو يطرده إلى مدن الملح والكوابيس ويحرمه من حقوقه الإنسانيّة ويصادر جواز سفره.
ميلادي لأجلك لأنّك لا تعرف شيئا عن الأنوثة فهي صداعا يومي يسكنك كالوطن وكلّ شعور ضدّها هو شعور ضدّ الوطن. معها يطرح سؤال عيد الميلاد.. من أنا؟
الطّائرة ركوبها متعة لكنّ الحسابات تفسد متعة الرّحلة، كذلك الكلمة والمرأة والوطن، التّعاطي معهم متعة لكنّ الحسابات
توقعنا في الهاوية..
فأنت لا تعرف إلى أين ستجرّك هذه الكلمة أو هذه الأنثي أو هذا الوطن ولا تعرف حجم الأشكال والمخاطر الّتي تنتظرك معهم.
فلا بدّ من التّعامل مع الكلمة الصّادقة والشّمس الصّادقة والأرض الصّالحة للزّراعة لا بدّ من التّعامل مع الآخر بصدق ولا بدّ من حدوث الألفة والمعرفة الصّحيحة.
أمّا الّذي لا يخطّط لأيّ شيئ ينفجر ويأخذ أشكال أخري غير متوقّعة
وراء كلّ كلمة في الحبّ ينتظرنا مجهول ...
الصّوت يجرّنا وراءه كما تجرّ الخيول عربات البضائع إلى المخزن
ميلادي لاجلك لأنّ الكلمة عذراء وإبن مقدّس، لأنّ الكلمة حبّ نقيّ ومسيحا حرّ منتظر
الصّوت والظّل نار سماويّة وخارقة من خوارق الحقّ والبطولة هما نار الحريّة بهما يكرم الإنسان أو يهان
أمّا الكذب والخيانة فهما نار أرضيّة ومواجهة كبري تنتظر الإنسان وسط الطّين والوحل بلا شمس ولا نور
هما نار العبوديّة وفقدان المجد الإنساني
الحبّ صدق ووفاء أرضا كان أو سماء وقد خلقنا لأجل المجد والتّحرّر
ومن لا يسمو بنفسه يعش أبدا بين الحفر

Aucun commentaire: