lundi 9 février 2009

الضّحكة

الضّحكة نخزنها لوقت آخر، فهي لا تموت فينا أبدا، هي مخزونة فينا كما الماء في طبقات الأرض أو طبقات السّحاب، إيماننا بالحياة يزداد كلّما فهمنا الحياة أكثر. نسمع أنّ الحياة جميلة حولنا لكن بالنّسبة لنا هذا الشّيئ مفقود، نحن نعاني الحرمان وتعجّ بنا المستشفيات والمقاهي والسّجون والأرياف. هناك من على هذه الأرض من يعاني من التّخمة ولا أحد قال لنفسه لكي أشعر بالحياة لا بدّ لي أوّلا أن أكون حرّا، عليّ أن أتخلّص من ظلمي وأنانيتي. مرضي التّخمة هم الّذين يضحكون، لا يعرفون التّعب ولا يعرفون الدّموع قد يكون الزّمن وحده هو الّذي لعب لعبته بهؤلاء المساكين والجياع في العالم، الواقع يكشف على إختلال واضح في الميزان، مرضي التّخمة يفهمون الحريّة قوّة وتوحّش والمحبّة ضعف والحق إستسلام، هم لا يدرسون حتّي أحلامهم لمعرفة التّقارير الّتي سجّلت ضدّهم، أو ربّما لا يعرفون حتّي كيف يحلمون أو ماذا يريدون..
أو لعلّ السّماء تحرمهم حتّي من لذّة الحلم وتجرّدهم من كلّ القيم الإنسانيّة
هؤلاء الّذين يعيشون بوهم إمتلاك النّفوس ويعطون لأنفسهم حقّ السّيطرة على الآخرين، أقول لهم لا حبّ ولا حقّ ولا حريّة في كنف السّيطرة والإستبداد، كلّنا نزلنا نبكي وعلينا أن نحاول كيف نرجع إلى القبر ضاحكين لأنّنا سنلتقي بضمير حيّ قد رافقنا مدي الحياة..
لا بدّ من إعادة النّظر في التّاريخ الشّخصي ودراسة الإعاقات التّي خلّفتها الهيمنة والأنانيّة، لا بدّ من إجتياز التّاريخ كي يقدر الإنسان أن يحقّق ذاته بكلّ حريّة ويبدع شخصيّة خاصّة به مضمونا وأسلوبا وهذا شرط أساسي من شروط العقلانيّة في هذا الرّمن، هذا الزّمن زمن إجترار الأفعال والمواقف فلا يمكن لأيّ كان أن يقول أنا وحدي بدون الآخر، ولا يمكن لأيّ كان أن يقول أنا أملك أجساد البشر ونفوسهم وأتصرّف كما يحلو لي فيهم وفي مصيرهم، نحن جميعا يا سادة في إنتظار حكم نتحرّر فيه أو نعدم، غريب يرافقنا ومخبر مدهش.. إن نمنا يفتح لنا أبواب ويجعلنا نطرح آلاف الأسئلة بغير جواب. لا أحد يعلو على سلطته ننام كلّنا بين أحضانه بلا كلمة موحّدة بلا شعور موحّد بلا أحلام موحّدة، من يغفر لنا وذاك الصّوت صوتنا، وذاك الظلّ ظلّنا. هل المجد له أم المجد لنا.، العمر يتوارى بنا وتتعالى منه الضّحكات.
أكيد سيرجعون أكيد وأين الفرار.

Aucun commentaire: