dimanche 8 août 2010

القهر

أرفع في يديّ قلما وأسأل
هل الإنسان خلق لكي يقهر؟
القهر مزعج، القهر مرعب
القهر أسنانه كبيرة

القهر ماهر في قتل الإحساس
القهر يرسم قتل المواهب
القهر ظلم يعاني منه الإنسان
يبدأ القهر من الأسرة ليمارس
السّلطة مع الأبناء

الوافدين للحياة
المرأة الّتي تعيش القهر ينبغي لها
أن تحتمي في كبرها بالأبناء
ينبغي لها أن تتقاعد في نعمة
الأبناء هم الوقاية
من وهن العمر والوحدة والعجز

المرأة تبدأ في التّفكير في الأبناء
ربّما قبل الرّجل

ربّما هي السّبب في مجيئهم
فهم بذور غربتها القهريّة
إنّهم حلمها بالأمان
لكن حين يولدون يملأهم اللّيل
صراخ وبكاء

كما لو أنّهم لا يرغبون في عاطفة
هي عاطفة سليلة خوف
من المجهول ومن المصير

فكلّ الأطفال تقريبا يخافون من الظّلام
يولدون في النّعيم أو في الفقر
هم في كلا الحالتين

سيعيشون في اليأس
ومصيرهم هو الموت

لكأنّهم بين غريبين
كلّ واحد منهما له طريقته في القهر

من هو هذا الطّفل؟
هو شيئا آخر لا هو الأمّ ولا هو الآب
هو جسد آخر وروح أخري
إذا هو جاء للحياة لأجل رهان
ربّما يختزله بعض الأبناء
جريمة في حقّهم

الإبن دائما مسكون بالغضب والصّراخ
والخوف من المجهول
والإبنة كذلك
في الأسرة الحبّ يبدأ نعم وينتهي لا
في الأسرة خلافات يوميّة
في الأسرة أمّ تقهر وأب يقهر
في الأسرة الألم هو العدل
الطّفل يتناوبون على قهره

كيف للإنسان أن يعيش بدون أسرة
كيف للإنسان العيش بنقاء
حين ينتهي الزّمن الرّديئ
ويأتي زمن الحلم
حيث الإنسان يصبح مع الآخر واحد
الرّجل والمرأة يعيشان
بحبّ ينبض يقظة وليس وهم

يفيض صحّة وليس ألم
بحبّ مستقلّ عن عمليّة البيع والشّراء
الطّفل يولد في الصّراخ
لأنّه من علاقة حزينة

تفتقد للحريّة
وللكمال العقلي والشّعوري

لأنّه من علاقة مشروطة
بالسّجن والألم والموت

علاقة لا ينيغي لها أن تكون
مثمرة لحبّ صادق

لحبّ مشحون بالصّفاء
علاقة جافّة ليس فيها نشيد السّعادة
في القهر يموت الإنسان يأسا
يعيش العمر يعزّي نفسه حسرة
وفي كلّ يوم يزداد إنهيارا
فيأخذ القلم ويسأل السّماء
يسأل هذا الأفق الشّفقي
ووجهه يعكس إحمرار

ومقاومة شديدة لهذه العدميّة
وأساليبها المطبوخة مسبّقا لقهره
وقهر فكره ومشاعره
يسأل إذا كان الخالق
موجود أم غير موجود

ليمدّه ببهجة الحياة ويعالج وجعه
حتّي ينهض باسما من فراش الأنين والألم
لقد جاء للأوجاع والأحزان والخوف
ولا يمكن له أن يعيش بالشّكوك
فقد قتله القهر وهو حيّ
فتراه يسأل ماذا يبهج نظره وهو في العزلة
ماذا يبهج روحه وهو في السّجن
فيري العصافير تطير بين الأشجار
الشّجرة هي الحبّ والأنس
العصفور حريّة
يا أللّه كم أنت جميل وحنون وودود
فإذا بالقلم يرتعش بين اليدين ليقول له
عليك أن تسأل كيف ستنتهي وليس كيف بدأت
لك حقيبة ذكريات سوف لن تحترق بالنّار
أو تغرق في الماء، فيها نظامك الخاصّ
وحلمك الخاصّ وتاريخك الخاصّ ولونك الخاصّ
وحبّك الخاصّ وعلاجك الخاصّ
فأجلس في إسترخاء مشرق
وكل نضج ثمارك
إنّك لم تخلق لكي تقهر
إنّك خلقت لأجل الحبّ منتشي
بأمواج الذّكريات

تغمرك بلينها وعمقها
وتملأك إسترخاء وبهجة

وأحلام لذيذة
مصيرك أنت تقرّره
لكن من ضحكت له الحياة لا بدّ تبكيه
ومن أبكته لا بدّ تضحكه

Aucun commentaire: