dimanche 8 août 2010

اللإحتقار

نظر لها فلم توقظ في نفسه أيّ إحساس
لا شيئ يفوح منها
جمالها سائب
ذهنها شارد
جاءت تطلب عملا لكي تدبّر عيشها
ماذا كنت تعملين في السّابق؟
في شركة خاصّة
لماذا خرجت من العمل؟
لأسباب عديدة منها المظهر
نظر إليها بإحتقار
شعرت أنّه هو الآخر يهين فيها
مظهرها السّائب
هكذا فكّرت
أليس لك ثياب جميلة
في الوقت الحاضر ليس لي
ضحك ساخرا ثمّ جلس على المكتب
سألها من أين أنت؟
من الرّيف
ومع من تسكنين
مع الأهل
أهلك نزوح إذا
مع الأسف نعم أهلي نزوح
كادها أن تسأله عن أهله
لك جمال سائب
هل تحتاجين للمال
في الوقت الحاضر لا
خذي تسبقة لكي تشتري ملابس ومكياج
لا أريد ...
أنا في حاجة للمال لكي آكل لكي أعيش
جبينها يعرق
أحسّت أنّه سوف لن يقبلها في العمل
ما بك ؟ لا شيئ لا شيئ
سأجرّبك في العمل
غدا ستعملين في قسم الحسابات
شكرا
إنّه أصعب قسم يتطلّب إنتباه كبير
أعرف
كانت تأتي كلّ يوم وكان كلّ يوم يطلب منها
أن تأتيه للمكتب
ليسخر منها ويشعرها
أنّها قردة بتلك الملابس
بذلت مجهود ذهني
كبير في العمل كي لا يطردها
لكن لم يكن يهمّه
ما كانت تقوم به من مجهود في العمل
في عينه هي إمرأة بائسة
أهلها من الرّيف
في حلقها كانت تمتزج المرارة
والإعتزاز بالنّفس
تصلها كلّ يوم منه كلمات تغري لكنّها ترفض
واقعها فقيرة عليها أن تصمد
وأن تكون فخورة بفقرها
لأنّ العيب ليس في الفقر وإنّما العيب
فيمن يسخر من فقير جاء يطلب عملا
لكي يعيش بكرامة
كلّ يوم كان يزداد معها تعسّفا
وكلّ يوم وهي تعيش حالة تهديد
من الطّرد من العمل
وفي يوم أشار لها
بلا مبالات أن تتبعه للمكتب
قال لها:
إعتبريني صديق أو أخ أو ما تريدين
وخذي منّي هذا المبلغ
نظرت إلى مظهرها فإذا به لا يشرّف
ثمّ نظرت إليه وقالت
حين آخذ راتبي الشّهري سأشتري منه ثيابا
لا أستطيع أن آخذ مالا لا أستحقّه
في اليوم الموالي ذهبت كعادتها للعمل
فأخبروها أنّها مطرودة
ضحكت وقالت الفقراء تعساء
فهل الأغنياء بما يفعلونه فيهم سعداء
أنا طردت من العمل وذنبي هو أنّي فقيرة
لكن هو كيف يقدر أن يقول لقد حرمت
إنسانة من العمل لأنّها فقيرة
هؤلاء النّاس لا يراجعون أعمالهم مع الآخرين
فهم لا يشعرون ولا يعقلون ولا يبصرون

Aucun commentaire: