lundi 9 août 2010

إحتراف اللّيل

اللّيل بين المباح والمحرّم يتوزّع
يخلق نفسا من ذاتها، يعطي لها مصيرها
عن طريق الكلمة والرّوح
اللّيل يحلم بضوئين كأنّهما ذكري اللّيالي الماضية
تعلّم أيّها الإنسان كيف تحلم
لا تترك الصّالح يتغذّي من الطّالح

وجوه توحي لك بإحساس تحبّه
ووجوه لا توحي إلاّ بالغباء

تعلّم كيف تفرّق بين النّسيم والعاصفة
بين الحبّ والحرب
بين السّعادة والشّقاء
بين الضّوء والظّلام
لا تجعل اللّيل يدفنك في الألم والعذاب
لا تجعل اللّيل يدفنك في الأنانيّة
كن ما تشاء أنت حرّ
إنّها جريمة لا يعاقبك عليها الضّوء والماء
عش في الحريّة والحبّ، الطّير له جناحان
كن مع المساواة بين البشر
اللّيل مشجّر أخضر يدعوك أن تفكّر

الشّجرة تعلّم العصافير كيف تطير
وتعطي مفهوم آخر للحياة

الشّجرة تصنع الأوكسحين وتجدّد الهواء
تعلّم الهدوء...وتعدّل الميزاج
زهور الأحزان هي نفسها زهور الأفراح
الموت هو نفسه الحياة
كلّنا يستلذّ فاكهة الشّجرة المقدّسة
كلّ واحد يريد الجلوس تحت ظلالها
كأنّه طفلها الصّغير

تعلّمه ... تعاقبه تقول له أنت صفر تكوين جديد
تضربه بعصاها المتعطّشة للعدالة

تحذّره من النّار
تري أوراقها تراقص الهواء
في دلع موسيقي رائع

تراها تغازل جسدها وأوراقها
كلّ ورقة مشدودة لها
كلّ ورقة لها ظلّ وروح
عواصف الخريف تقتل أوراقها
ومطر الشّتاء يحييها

الرّبيع هو فصل الإعتدال بالنّسبة للشّجرة
معه تحفل في البهاء والجمال
وفصل الصّيف هو قطف الثّمار
الشّجرة تجعلك تعبد فيها الحياة بكلّ معانيها
الشّجرة تعيش بالتّراب والماء والشّمس والهواء
وتجعل الإنسان يعيش بمزاج لطيف وإخضرار زاهي
يحتار في تصويره الأدباء والرسّامين والشّعراء
فوق الشّجرة ما يدلّ على الفرح
وتحت الشّجرة ما يدلّ على الحزن
فوق الشّجرة ما يدلّ على الحريّة
تحت الشّجرة ما يدلّ على السّجن
سكرانة هذه الشّجرة بالعدالة
ساخرة من العواصف والظّلم
سكرانة بالشّتاء ساخرة من الخريف
ولاّدة على الدّوام، متجدّدة مثل الفصول
نشوانة بالحبّ مرتعشة من الحرب
منها تصنع الألات الموسيقيّة الجميلة
ومنها العصا والصّليب والنّار
تستلذّ حظورها وعطرها وثمرها
وإلتفاف الأوراق مع بعضها البعض
تنسيك الشّجرة آلام الوحدة والإنزواء
فهي تتكلّم بلغة الجمع لغة الشّعب
لغة الأبناء في جوّ من المحبّة
والتّعاون والشّعور المتبادل
تصويرها والكتابة عنها متعة وإمتياز
عنب، تفّاح، تمر، تين، زيتون ألخ.....
كلّها رسائل من عندها للقلوب
في بيوت متوحّدة بثمار منحوتة
كلّ قلب له جماله وذوقه وبهائه وصفاته
الشّجرة لا تتحمّل كثرة الحرارة أو كثرة الماء
ميزاجها في الإعتدال ينعش القلوب
مع الشّجرة كما هو الشّأن في الحياة
الرّابح هو الإنسان المعتدل
الّذي يأخذ بقدر ما يعطي ويعطي بقدر ما يأخذ
الّذي لا يعيش في الغنى الفاحش أو الفقر الفاحش
في الضّحك الدّائم أو البكاء الدّائم
كثرة الضّحك سخف وكثرة البكاء بؤس وضعف
الجلوس مع الشّجرة بالغ الحساسيّة
فهي علامة إستفهام
تجعل الإنسان يقفز على أغصانها كالعصفور

في جمال منيع
الشّجرة معاش، فراش، نقاش
مهندسها فنّان مبدع وحكيم مبدع ومعلّم مبدع
يمتلك كلّ العلوم وكلّ المعارف
مهندسها نزل روح في صورة إنسان
صلب على عود الشّجرة
ليكون هو الميزان
ميزان الحقّ والحريّة بالنّسبة لكلّ إنسان
قبل أن نسأل عن الحبّ والحقّ المقدّس في السّماء
علينا أن نسأل عن الحبّ والحقّ المقدّس في الأرض
قبل أن نسأل عن العصفور علينا أن نسأل عن الشّجرة
قبل أن نسأل عن الحريّة علينا أن نسأل عن المساواة
ربّما حالة العدالة تتطلّب برنامج دواء
لعلّ الحريّة تتطّلب العمل في كلّ شؤون الحياة بالميزان

Aucun commentaire: