dimanche 15 août 2010

العرس

لبست الأبيض وأختارت العريس وقرّرت
أن تخرج من الحزن إلى الفرح

لم تكن تري في الحبيب إلاّ الجمال والبهاء والجنّة الموعودة
كانت تبحث على الهناء والسّعادة

كانت تبحث على من يكفكف الدّموع الّتي رافقت حياتها الماضية
جرّاء قوانين العائلة والمجتمع

كانت تشعر أنّ الزّواج هو المنقذ من الظّلال
لكنّ الحقيقة أنّ الزّواج غيّر لها عدّة مفاهيم
كانت تظنّ أنّها مريحة

أصبحت تشعر بالنّفي مع رجل لا يؤمن
إلاّ بفاعليّة نظامه وشرعيّة حكمه

مؤسّسة الزّواج كلّ شيئ فيها مطبوخ مسبّقا على النّار
أساسها ظالم ومظلوم، أساسها قاهر ومقهور
أصبحت تشعر أنّ إقصائها وقهرها فيه نفع يساعد على الحكم
في التّبعيّة لا بدّ لها أن تخضع فالحكم دائما يأتي على الضّعفاء
إن كنت زوج لا تستغرب صديقي،
لن أقول لك شيئا عمّا يجري بين الأزواج

وعمّا فعلت هذه المؤسّسة حتّي تري بعيون مفتّحة ما يحدث للنّساء والأطفال
من آلام وعذاب من آباء
أصبحوا الآن ينالون الأوسمة الذّهبيّة جزاء الحرب والتّسلّط والجبروت

الآب هو الآب أيّ كانت سلطته عائليّة أو إجتماعيّة أو دينيّة أو سياسيّة
الإبن يولد في الصّراخ والفجيعة، كارها للخيانة والكذب والحبّ المشكوك فيه
الإبن دائما في اللآي، آي القهر والألم والعذاب والخوف
تري أيّ متعة أو أيّ حسرة يشعر بها الإنسان حين يقتل أو يسجن أو يغتصب الآخرين
لا أظنّه يشعر بمتعة ما عدا متعة البقاء في الحكم أو الخوف من فقدان العرش
وهو أيضا عرش الحكم مدي الحياة
عندما يتقدّم في السّن، يتمنّي أن يبدأ كلّ شيئ من جديد فيسلّم المفاتيح للإبن
لكن هل الأب هو الإبن وهل مفتاح الملكيّة هو مفتاح الحريّة
أحدّق في السّماء أري ضوءان ضوء في اللّيل وضوء في النّهار
أقول من منهما؟
عليّ أن أسأل عن نفسي من خلال الأمّ لعلّي أعرف شيئا ممّا يحدث في هذا العالم
إن كان هذين الضّوئين هما الملكيّة والحريّة
يعني الملكيّة ظلام والحريّة ضياء
فكرة اللآباء ملهمة بالسّيطرة والدّيكتاتوريّة والحرب
فكرة يريد بعض الآباء أن يورّثوها للأبناء
لكن قيمة الحبّ تكمن في قهر الحرب والظّلم
ولعلّ تدخّل السّماء هنا هو نزول المسيح ورفضه للزّواج أساس القهر والظّلم
هذا المسيح بدون آب، الآب عنوان السّلطة ، الحبّ ضدّ السّلطة والمتسلّطين
هذا المسيح يرفض الزّواج ، الزّواج عنوان القهر

اللآب في الحقيقة هو البحر، العذراء خلقت الإنسان من البحر
الإنسان إبن الشّمس والبحر
المجد ليس للآب وإنّما هو للحبّ
والحبّ أنثي وذكر
لا وجود للبحر بدون الشّمس
ولا وجود للآب بدون الأمّ
الرّبوبيّة هنا هي التّربية الصّحيحة للإنسان
الآب لم يخلق لأجل قتل النّساء والأطفال وإستغلالهم
إنّما خلق لأجل أن يحبّهم ويموت لأجلهم
دور الآب مع الإبن هو مساعدته على أن يكون مواطن صالح
وليس إستغلال النّاس وتكديس الأموال لأجله
المال الذّي لا يشقي عليه الإنسان ويتعب هو مال حرام
يضرّ الإبن ويضرّ الآخرين
العمل حقّ من حقوق كلّ إنسان
إبن لا يعمل يكون إمّا ظالم أو مظلوم
مال من غير تعب خراب وفساد
تعب بدون مال فقر وإحتياج
لذلك الإرث هو رجمة للآباء والأمّهات وليس نعمة
لأنّه يخلّف الفتنة والنّار بين الأبناء
الإرث مربوط بالملكيّة والملكيّة ظلم وليست ضياء
فالإنسان ليس بالمال وإنّما هو بالأقوال والأفعال

Aucun commentaire: